ثقافة العنف والقوة في انظمة الحكم الافريقية


يعرف القاموس الفرنسي العنف كل ممارسة للقوة عمدا أو جوار، وكلمة عنف violence الفرنسية مستعارة من الكلمة اللاتينية التي تشير إلي القوة فمصطلح العنف والقوة مشتقان من أصل واحد من الناحية للغوية هو الإكراه المادي الواقع علي شخص لإجباره علي سلوك أو التزام معين والعنف أو القوة أو الإكراه المادي،ليس حصرا علي مجموعة بعينها أو ثقافة ما ،فهو موجود لدي كل الثقافات بأنواعه المختلفة المتعددة:
العنف السياسي بالمفهوم هو نوع من أنواع العنف الداخلي واطرافه تمارسه داخل إطار ما يجمع بينها ،وبهذا المفهوم تميز عن الحرب بمعناها الواسع المعروف والتي يمكن أن تكون عنفا خارجيا ،وهو يتميز بالجماعية بمعني عنف سياسي يغلب عليه الطابع الجماعي ،وإن كان يقوم به فرد ،فإنه ممثل عن جماعة يعبر عن توجهاتها، وإن الحكومات الإفريقية هي الأكثر عنفا في العالم ضد شعوبها وأكثر فسادا علي قائمة مؤشر الفساد الدولي منذ العام 2007م ومدرجة علي مؤشر تدني التنمية البشرية عام 1990م وهذا يثبت الصلة بين الفساد، وسوء الحكم، والتخلف والفشل الحكومي والفشل التام في إدارة البلاد .، الحكومات الإفريقية تقوم بتنمية ظاهرة العنف ،من خلال ممارساتها غير الحكومية ،ولا يمر يوم إلا وتناولت وسائل الإعلام عنف سياسي التي تقوده الحكومات نحو شعوبها المسكين ،بالرغم من التحول الديمقراطي في افريقيا خلال السنوات الأخيرة 2014 2015 إلي 2017م ،وانتشار التعليم إلي أن استعمال العنف والقوة ما يزال مستمرا في بعض الدول الإفريقية ،فا لحكومات العسكرية في افريقيا لاتكترث كثيرا بالأحزاب السياسية ،ومنظمات المجتمع المدني، وجمعيات حقوق الإنسان ،ولاتجلس معهم في أغلب الأحيان إلا إذا أرادت أن تمرر من خلالهم اجندتها فهي لاتستجيب لمطالب شعوبها، وهذا ما يدفع بالطموحين إلي المبارزة والتحدي ،أما النخب التي تبرر أخطاء السلطة ،و التي سقطت من عيون شعبها لأنها سارت في فلك سلطان جائر وهذا مايدفعها في الأخير إلي الهدوء والركون يالملاحظة هذه الفئة من النخب لاتساهم في صنع القرار وإنما يقتصر دورها علي التضليل ،وتبرير أخطاء السلطة ،وكل الأساليب والأدوات التي تقوم بها الحكومات العسكري العسكرية ،وهذه النخب(( َدخَلْ شَيْ))ْ باتت مكشوفا للمجتمع بسبب الممارسة والتجربة وهو الإستغلال السئ لإدارة الموارد ،ونقص كبير في الخدمات الأساسية ،وفساد وفقر وسوء معيشة ،وغياب البنية التحتية والتعليم والصحة ،وارتفاع في أسعار السلع وانخفاض في مستويات دخل الفرد ،الواقع مرير للأسف وهذا الواقع جعل من افريقيا أضعف قارات العالم رغم مواردها البشرية وثرواتها المتنوعة وهذا قد ساعد كثيرا في عدم ألإ استقرار الوضع ،فنشأت من خلال عدم ذالك المحاباة والقبليات والموازنات بين المجموعات الأثنية المتوازنة القوة، واصبحت الدول تحت تصرف فئة معينة ،تسيطر علي كل شي وتعمل دون الاهتمام بالقانون، واصبحت خزائن الدولة تحت تصرفها ،وتحولت المؤسسات الراعية إلي منظمات إرهابية ،ولاعلام إلي بوق يحول صورة الحاكم الجائر إلي شعار في الدولة ((أيقونة ))منتشرة في كل مكان ،ومن انتقد واجه ضغوطا ،والأمثلة كثيرة منها حالة الشاعر المالا وي **جاك بانجي .الذي قضي في السجن أربع سنوات وخرج وهو لايسطيع المشي ،والأديب النيجيري وولي سونيكا . والأديب الكيني نجوجي والكاتب النيجيري كين سارو ويوا الذي تم إعدامه والقائمة تطول للأسف.
فالعنف والقوة في إفريقيا كثيرا مايتحول إلي ضرورة أحيانا خاصة في ظل أنظمة جاءت إلي السلطة عن طريق العنف السياسي أو الإنقلاب العسكري والقوة ،ولم تأتيه عن طريق إرادة الشعب أو الدستور والقانون ،وتقوم باستخدام سلطتها لأغراض سيئة .
ولكن ماذا إذا قدمت السلطة للشعب عبر صناديق اقتراع رغم ما تملكه من قوة وطرحت الديمقراطية عبر آلياتها وبرامجها وفق الشروط المعمول بها دوليا.
الأستاذ الناتو يب سبرو

زر الذهاب إلى الأعلى