الخلافة العامة للطريقة القادرية الفاضلية في غرب أفريقيا … المكانة الرفيعة والتهميش الممنهج


الموريتاني : ترتفع الأصوات في بلادنا مطالبة باشراك الاسرة الفاضلة وعلي راسها الشيخ أياه ولد الشيخ الطالب بوي خليفة الطريقة القادرية في غرب أفريقيا في الرأي وتنزيله مكانته التي هو أهلا لها بشهادة التاريخ وكل العارفين به في انحاء العالم لما تحظي به هذه الاسرة الفاضلة الكريمة من أحترام وعلوي الشأن والعلم والوجاهة والبركة وانتشار موريدينها في بلادنا والعالم .
تنتسب الطريقة القادرية ، إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني ، الذي يعتبر المؤسس الأوّل لها خصوصاً بشكلها الجماعي ، والمنظم ، والقائم على جميع المريدين ، وربطهم بمشايخ الطريقة ، لتأديبهم وتربيتهم ، حيث كان التصوّف في السابق يقوم على أساس فردي ، لا أثر له للتجمع فيه ، ولم يظهر في شكل منظم تحت طريقة واحدة ، إلا في عهد الشيخ عبد القادر الجيلاني والمتتبع لظهور الطرق الأخرى .
يقول رحمه الله وهو يوجِّه وصيته إلى ولده عبد الرزاق: أوصيك بتقوى الله، وطاعته، ولزوم الشرع، وحفظ حدوده، وتعلَّمْ يا ولدي ـ وفقنا الله وإياك والمسلمين ـ أن طريقتنا هذه مبنية على الكتاب والسنة، وسلامة الصدر، وسخاء اليد، وبذل الندى، وكف الجفا، وحمل الأذى، والصفح عن عثرات الإخوان. وهذي الصفات يتحلي بها الناطق الرسمي باسم الخلافة الشيخ الطالب بوي ولد الشيخ آياه ويقول في موضع آخر: أدخل الظلمة بالمصباح، وهو كتاب الله وسنة رسوله ؛ فإن خطر خاطر، أو جدَّ الهام، فأعرضه على الكتاب والسنة، فإن وجدت فيهما تحريم ذلك مثل أن تلهم الزنى، والرياء ومخالطة أهل الفسق والفجور، وغير ذلك من المعاصي، فادفعه عنك وأهجره ولا تقبله ولا تعمل به، واقطع بأنه من الشيطان اللعين.
ومن تركيز الشيخ الجيلاني على أهمية التمسّك بالكتاب والسنة أن جعلهما المقياس في ربط العلاقات الشخصية بالآخرين بقوله: إذا وجدت في نفسك بغض شخص، أو حبه، فاعرضه على الكتاب والسنة، ولا تتبع الهوى، فيضلك عن سبيل الله.
ومما يميز منهج الشيخ أياه ولد الشيخ الطالب بوي خليفة الطريقة القادرية في الحاضر خلو طريقته من الأفكار والفلسفات التي كانت سائدة في عصره نتيجة ترجمة المعارف اليونانية، وتأثيرها على العقول والأفهام.
وكذلك تأكيده على وجوب تعظيم أوامر الله سبحانه وامتثالها والبعد عن نواهيه، واجتنابها، والرضا بأقدار الله والاستسلام لها، يقول ـ رحمه الله ـ: لا بدَّ لكل مؤمن، في سائر أحواله، من ثلاثة أشياء: أمرٌ يمتثله، ونهي يجتنبه، وقدر يرضى به، فأقل حالة المؤمن لا يخلو فيها من أحد هذه الأشياء الثلاثة، فينبغي أن يلزم همها قلبه، ويحدّث بها نفسه، ويؤاخذ الجوارح بها، في سائر أحواله.
و الارتكاز علي أهمية الاعتصام بالكتاب والسن مدار سعادة الإنسان في الدارين، وفوزه وفلاحه في الحياتين، يعتمد على مدى اعتصامه بكتاب الله، وسنة رسوله e ، لأنهما النوران اللذان يضيئان للإنسان طريقه، وهو يعبر دروب الحياة ومجاهيلها.
ومما لاشك فيه أن الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب افريقيا فضيلة الشيخ آياه ولد الشيخ سعدبوه , قد أعطي دفعا جديدا للخلافة العامة للطريقة القادرية في غرب أفريقيا منذ توليه الخلافة حيث قام بالعديد من الزيارات ونظم الكثير من اللقاءات مع مريدي وأتباع الطريقة القادرية في العديد من جهات العالم بدء بدولة السينغال والتي كان الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب افريقيا خلالها موضع استقبالات شعبية كبيرة بدء من سينلوي SAINT -LOUISالتي استقبلته بمئات الآلاف وقد ختمها بزيارة للعاصمة دكارDAKAR حيث كانت مئات الآلاف من المريدين والأتباع في استقباله عند مدخل العاصمة.
وفي ختام الزيارة خصص رئيس الجمهورية السينغالية السيد ماكي صال MAKY SALL للخليفة العام للطريقة القادرية ووفده المرافق لقاء خاصا في القصر الرئاسي.
كما أوفد الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب أفريقيا الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بوي العديد من البعثات إلى الخارج لتوحيد صفوف المريدين والأتباع وربط الصلة بهم وقد ترأس هذه البعثات نجله و الناطق الرسمي باسم الخلافة العامة للطريقة القادرية في غرب افريقيا السيد الطالب بوي ولد الشيخ آياه وذلك في كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا و اسبانيا وأمريكا .
جدير بالذكر أن الخلافة العامة للطريقة القادرية في غرب أفريقيا تعتبر الأكثر أتباعا ومريدين في دول أفريقيا والمغرب العربي والمهجر أوروبا وأمريكا الامر الذي دفع المراقبين للشأن السياسي والاقتصادي وحتي الاجتماعي في موريتانيا الي المطالبة بأنصاف اتباع الطريقة القادرية في البلاد والأخذ بمشورتهم في كل الأمور , واكثر من ذلك طالب البعض من السيد الرئيس أن يأخذ بمشورتهم علي قرار قيادات دول الجوار
وقد لاحظ المراقبون الحضور اللافت والنوعي لاتباع الطريقة القادرية من خلال التظاهرة الكبيرة التي نظمتها الخلافة العامة للطريقة القادرية في غرب أفريقيا في عاصمة الخلافة النمجاط ) السنة الماضية إحياء لمئوية القطب الرباني الكبير الشيخ سعد بوه ولد الشيخ محمد فاضل ولد مامين – نفعنا الله ببركنه – والتي تميزت بحضور رسمي ونوعي ( حيث حضرها وزير التوجيه الاسلامي ووالي اترارزه وحاكم مقاطعة المذرذرة و رئيس مركز تكند الاداري و القائد الجهوي لتجمع الدرك الوطني و عدة شخصيات رسمية من بعض دول أفريقيا الغربية وشخصيات علمية ومشايخ وفقهاء وعلماء وكوكبة من الشعراء والأدباء والفنانين ) فضلا عن و المشاركة الشعبية الكثيفة (مئات الآلاف من المريدين والأتباع من مختلف جهات العالم ) وحظيت المناسبة الكريمة بتغطية إعلامية وطنية ودولية منقطعة النظير .

تولى الشيخ آياه الخلافة منذ ثلاث سنوات، وهو الخليفة الثامن للطريقة السعدية بعد وفاة مؤسسها الشيخ سعد بوه بن الشيخ محمد فاضل 1848-1917 حيث دفن في مدينته التي تحولت لاحقا إلى واحد من أهم المزارات الروحية في موريتانيا ومنطقة غرب إفريقيا عموما.
الشيوخ الطريق القادرية :

الشيخ سداتي ول الشيخ الطالب بوي 1964-1987


• الشيخ محمد ماء العينين بن الشيخ الطالب بويا (1987-1991) وقد استمرت خلافته أيضا أربع سنوات وكانت في واحدة من أصعب الفترات في تاريخ موريتانيا، وذلك في أوج التوتر العنيف للعلاقات بين موريتانيا والسنغال، التي تمثل هي الأخرى مركزا أساسيا من مراكز السعدية، وقد أدى الشيخ محمد ماء العينين أدوارا متعددة من أجل إعادة السلام بين البلدين، وحماية الموريتانيين المقيمين في السنغال والسنغاليين المقيمين في موريتانيا، وبوفاته سنة 1991 انتقلت الخلافة إلى أخيه
• الشيخ سعد بوه بن الشيخ الطالب بويا واستمرت فترته في الخلافة لست سنوات انتهت بوفاته سنة 1997، ومثلت فترته هي الأخرى فرصة أساسية لتطوير الدبلوماسية الروحية بين موريتانيا والسنغال حيث استعادت الضفة أواصرها الروحية والاجتماعية بعد فترة من التوتر العنيف.
• الشيخ بوننه بن الشيخ الطالب بويا 1997-2016 وقد استمرت فترته في الخلافة ست سنوات انتهت بوفاته في 19 سبتمبر 2016، وقد شهدت فترته تطورا في المراسيم الصوفية والأعمال التعليمية للخلافة في غرب إفريقيا، وإن شهدت بعض التوتر في العلاقة بين الخلافة السعدية والرئاسة السنغالية، سرعان ما زال بسبب العلاقة الوطيدة بين الرئيس السنغالي الحالي ماكي صال وشيوخ النمجاط
• وارتفع عدد زوار النمجاط من خارج موريتانيا إلى حوالي 30 ألف زائر في موسمها السنوي في رمضان.
• الشيخ آياه بن الشيخ الطالب بويا : وهو الخليفة الحالي للسعدية في غرب إفريقيا عموما، ويتمتع بعلاقات وطيدة ونفوذ قوي في السنغال وموريتانيا على حد سواء.

وعليه فإن الأسرة الفاضلية تتابع وبكل اسف ما يتنامي في ظل النظام الحالي من تهميش ممنهج لكفاءات الأسرة وكوادرها.

الموريتاني

زر الذهاب إلى الأعلى