حرية الاعتقاد من خلال كتاب ( وثيقة الدخول في الإسلام)
رَغب الله سبحانه وتعالى في الإسلام، وجعله هو الدين،وذلك بناء على قوله..” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ..”الآية 19 سورة آل عمران.. كما نهى في ذات الوقت عن إرغام الناس على الدين.. بل ترك لهم الحرية المطلقة في اختيار معتقدهم، ومذاهبهم،وأديانهم..وعدم إكراه الناس على ممارسة أداء الشعائر الإسلامية بالقوة..سواء كان ذلك في تأدية الصلوات،والزكاة والصوم والحج.
وجعل الله تأدية العبادات والشعائر حق خاص من حقوق الإنسان ..وستفرد لنفسه بالرقابة على أداء هذه الشعائر والعبادات ومحاسبة المقصر بما يشاء.
وقد افرد المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي بابا خاصا بحرية الاعتقاد، في كتابه دخول الإسلام- وهو كتاب تناول فيه الكثير من المواضيع التي تهم المسلم في حياته الدينية والاجتماعية والاقتصادية، والفكرية-وأسس في حديثه عن حرية الاعتقاد على مجموعة من الآيات القرآنية يخاطب فيها الله عز وجل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بعدم أكراه الناس بالقوة على الدين، ومن ضمن الآيات التي أورد في الموضوع.. قوله تعالى:”
لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم…”الآية 256 سورة البقرة.
وقوله تعالى..”.. وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ…”سورة يونس، الآية 99.. وقوله تعالى:..” رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلً..”الآية 54 سورة الأسراء.
ويختم المفكر حديثه عن حرية الاعتقاد بقوله إن الله لم يبعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكيلا عنه على الناس يراقبهم في عباداتهم، وتأدية شعائر الدين.. وإنما أرسله بشيرا ونذيرا للمشركين، الكافرين من العذاب الذي ينتظر هم يوم القيامة، حيث سيتولى الله محاسبتهم.
حي معاوية