أئمة ودعاة من شريحة لمعلمين يدعون الى ضرورة تمسك العلماء بالشرع/بيان

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
الحمدلله القائل : {إنّ أكْرَمَكم عند الله أتْقاكم} والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث إلى الناس كافة رحمة للعالمين.
أما بعد فقد أخبر الله سبحانه أنه طَرَدَ الكافرين من بني إسرائيل من رحمته في الكتاب الذي أنزله على داود وفي الكتاب الذي أنزله على عيسى بن مريم بسبب ما ارتكبوه من المعاصي والاعتداء على حُرُمات الله وأنهم كانوا لا ينهى بعضهم بعضًا عن ارتكاب المنكَرات، بل يجاهر العصاة منهم بما يقترفونه من المنكرات لأنه لا مُنْكِرَ يُنكر عليهم قال الله تعالى: {لُعِنَ الذين كَفَروا مِن بَني إِسرائيلَ على لِسان داوودَ وعيسى ابنِ مريمَ ذلك بما عَصَوا وكانوا يَعتَدون كانوا لا يَتَناهَون عن مُنكَرٍ فَعَلوهُ لَبِئسَ ما كانوا يَفعَلون} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن رأى منكم منكَرًا فلْيُغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وإنّ مِن أعظم المنكَرات الدعوةَ إلى القضاء على جماعة من المسلمين وهم آمنون في بيوتهم وأوطانهم من غير ذنب اقترفوه وإنما بدعوى أهل الجاهلية والبغي والاستكبار في الأرض ضد شريحة من المجتمع قَدّم كثير منهم الخدماتِ الجليلة والمنافع الكثيرة للناس.
لقد تابعنا -كغيرنا- مقطعًا مصورا فى تَجُمّع ضَمّ كلا من الفخامة بن الشيخ سيديا ومحمد الزين بن القاسم دعا فيه محمد الزين ولد القاسم أهلَ الشيخ سيديا إلى نبذ لمعلمين والعمل على التقليل منهم بل ودعا إلى القضاء عليهم بَغْيًا وعَدْوًا.
إنّ هذه الدعوة لَدعوة منكَرة وتكريسٌ واضح لِدعوى أهل الجاهلية الخبيثة، وإنه لا فرق بين لمعلمين وغيرهم من شرائح المجتمع، لا مِن حيث الأخلاق ولا من حيث النسب، بل الجميع من أصل واحد, والجميع يوجد فيهم الصالحون ومنهم دون ذلك, والتفاضل بين الجميع إنما هو في البذل والنفع والعطاء ونشر الخير والهدى والعلم والتقى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا فضلَ لِعَرَبيّ على عَجَمِيّ ولا لعجمي على عربي ولا لِأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى) وقال صلى الله عليه وسلم : (إنّ أربى الرِّبا عند الله استحلالُ عِرض امرئٍ مسلم) ثم قرأ صلى الله عليه وسلم : {والذين يُؤْذُونَ المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكْتَسَبُوا فقد احْتَمَلوا بُهْتانًا وإثما مبينا} وقال نبينا صلى الله عليه وسلم : (المسلم مَن سَلِم المسلمون مِن لسانه ويده) وقال صلى الله عليه وسلم: (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)
لا ريب أن هذه الدعوة التى دعا إليها محمد الزين مخالفة لما قام عليه ديننا من الحث على المحبة والتآخي بين المسلمين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تؤمنوا حتى تحابوا) وقال الله عز وجل: {إنما المؤمنون إخوة} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره).

إنّ هذه النصوص التي يحيل إليها البيان -وغيرها كثير- لَتدُلّ على أن الدعوة التى صدرت من محمد الزين ولد القاسم دعوة منكرة وشنيعة وإننا نذكر بما يلي:
* أن يعي الجميع أن الاعتداء على أعراض الناس أمر محظور شرعا وقانونا والذب عنها بالشرع والقانون مكفول كذلك.
* أن القانون يجب أن يطبق على مرتكبي مثل هذه الأفعال على أساس تمييزي فئوي وعنصري.
* ضرورة تمسك العلماء والدعاة بالشرع والحث على التآخي بين المسلمين لا المساهمة في اتساع الهوة بينهم.
* نطالب بأن تكون خطب الجمعة مناسبة للتذكير بضرورة حفظ أعراض المسلمين والتآخي بينهم والقضاء على الفرقة والوقوف أمام الفتن ومثيريها والعمل على حماية وحدة المسلمين.
* نثمن عاليا وبكل تقدير الهبة الصادقة التي قام بها المنتصرون للحق الذين شجبوا ما أقدم عليه محمد الزين ولد القاسم ووقفوا في وجه الباطل وأنكروه وهو أمر يبشر بأن المجتمع فيه خير كثير.

وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.

/السادة الأئمة والدعاة:
– أبوبكر بن عبد الرحمن
– سيد محمد بن أحمد فال
– غالى بن محمدالمختار  القربوزي
– حمنين بن الطالب ابراهيم
– الشيخ بن بيبّ
– محمد بن حميد
– يربه بن خديم

زر الذهاب إلى الأعلى