النعمة:الطاولة المستديرة للتنمية تتحول الى كرنفال سياسي صاخب؟

تداعى ساسة ولاية الحوض الشرقي الى مدينة النعمة عاصمة الولاية لاستقبال  الوزير الاول المهندس محمد ولد بلال مسعود على غرار الاستقبال ذاته الذي خصصوه في وقت سابق لاستقبال الوزير الاول السابق اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا. 

وفي الوقت الذي يبدو فيه هدف الزيارتين متقارب الى حد بعيد وهو خلق آلية لتنمية هذه الولاية وجلب استثمارات لها من شانها انهاء التهميش الاقتصادي والتنموي الذي عانت منه لسنين متصلة وكذا خلق آليات لضمان عيش كريم ولائق بسكانة هذه الولاية الا ان مراقبين يرون ان المائدة المستديرة التي دعت لها الحكومة لتنمية الولاية والتي هي اقرب الى لقاء فني تقني لخبراء واختصاصيين اقتصاديين ورجال المال والاعمال استحال الى كرنفال سياسي دعائي لاهب.. فقد ضربت الخيام على قارعة الطريق ودقت الطبول والمزامير وعلا صوت الهتاف بتمجيد القبائل ووالاغني بامجاد العشائر وبطولاتهم.. و تداعى السياسيون من مختلف مقاطعات ومراكز الولاية في خيلهم “ويابانياتهم الانيقة” الشيء الذي من شأنه ان يعيد هذه الولاية الى مربع الصراعات القديمة والتي لايجني المواطن منها أي فائدة.

الغريب ان المواطن العادي سئم هذه الأساليب العتيدة، ولم يعد لديه الاستعداد لتلك الصراعات العابثة، والأغرب في الامر ان  هذا المواطن نفسه فقد ثقته في اغلب تلك الأطر والواجهات السياسية ..

فاغلبها الا من رحم ربك يفتقر الى المؤهلات المهنية و السياسية والشعبية التي تعطيه شرعية تمثيل هذه المقاطعة او تلك ناهيك عن عقلية التوريث السياسي للمناصب والمواقع التي تجري لاسف في دماء بعضهم. وسبب فقدان الثقة عائد بالاساس الى الانانية واحتكار منافع الدولة في محيط ضيق ينحصر في الابناء والاصهار والاقارب المقربين جدا وكذا مجابهة الخصوم  المتوهمين والتعالي عليهم بل ومحاصرتهم على غرار ما كان يحدث بشكل ابشع واشنع في العشرية الفارطة.

اليوم تهتز ثقة المواطن في كل وعود وتعهدات الدولة وتتقلص ثقتهم في كل كلام وكل خطاب مهما كان حجمه وصداه..

صحيح ان البعض يراهن على الصراعات السياسية الضيقة بين الاحلاف والطوائف والخصومات هنا او هناك لكن ابناء الولاية لديهم رهاناتهم الاخرى وانشغالاتهم المزمنة والحادة وهي تحقيق تنمية هذه الولاية لتحسين مستوى معيشة مواطنها وتأهيلهم للعمل وتثبيتهم على ارضهم وزيادة مردودية ما تزخر به الولايته من ثروات وخيرات حباها الله بها.

محفوظ الجيلاني

زر الذهاب إلى الأعلى