المستشفى الوطني ونحيب الاعراب


خلال اقامتي بالمستشى الوطني مرافقا لأحد افراد الأسرة لقرابة نصف شهر تقريبا أصبح بإمكاني رسم ملامح صورة متشعبة لواقع المرافق العمومية بشكل عام والمستشفيات بشكل خاص
إن الناظر لواقع الحياة الموريتانية بالمستشفيات وسلوكياتها البدوية المتخلفة يدرك تماما صعوبة تسيير مؤسسة بحجم المستشفى الوطني الذي ظل الى عهد قريب مسرحا للفوضى وسوء التسيير قبل أن تشرق شمس الادارة الجديدة التي بدأت بالفعل وضع بصماتها المباركة على تلك الجدران كأنها ترسم ملامح عهد مختلف عنوانه الصرامة والمثابرة واحترام كرامة الانسان مهما كان وقد توجت الادراة ذلك التوجه بتحسين الصورة النمطية عن المستشفى الوطني وتصحيح وضعيته والعمل على تقريب خدماته من المواطنين وقد قامت إدارة المستشفى بالنتسيق مع بعض البعثات الانسانية بأكثر من 200 عملية جراحية واستشارة طبية استفاد منها اكثر من 200 مريض من الفقراء والمعوزين الذين لايجدون ماينفقون على الوصفات الطبية …. كما قامت الادارة بتغيير عمال اصحاب الشرائك بعد أن تكررت الشكايات من معاملاتهم غير الانسانية للمواطنين الذين يشكلون أولوية كبيرة في برنامج رئيس الجمهورية الرامي الى تقريب المرافق العمومية من المواطن ،هذ اضافة الى التغييرات الواضحة واللافتة في واجهة المستشفى ونظافة أروقته بفضل الرقابة الصارمة والمتابعة المستمرة …….
ومن يعرف حقيقة المدير العام للمتسشفى الوطني وجديته لن يتردد في شكر رئيس الجمهورية على حسن اختياره للأشخاص الأكفاء الذين انتشلو بعض المؤسسات العمومية من الدرك الأسفل من الضياع والفساد وما قصة انتشال الدكتور حماه الله لمستشفى الشيخ زايد منا ببعيد

ولكأني بالمتنبي يقول فيه ……
وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً

كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا

يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ

فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا

سيدي محمد احمد لولي

زر الذهاب إلى الأعلى