خمسة شعراء في أولى أمسيات “مهرجان نواكشوط للشعر العربي” (صور)

شهدت أولى الأمسيات الشعرية ضمن فعاليات الدورة السابعة من “مهرجان نواكشوط للشعر العربي”، مشاركة خمسة شعراء من موريتانيا ومالي وغامبيا، قدموا إبداعاتهم أمام حضور كبير ونوعي بمقر بيت الشعر، وتميزت قصائد الأمسية بتنوع في أساليب الكتابة الشعرية وتعدد الخيارات الفنية.

واستمع الحضور في الأمسية، التي قدمتها الإعلامية سلمى سوكو، إلى الشاعر عبد الله السالم المعلى، الذي قرأ قصيدتيه ” يا نجد يا نجد”، و”شربتها من عيوني”، التي يقول فيها:

ما أروع الشعر حين الشعر ينفجر

كبسولة تحتها الغايات تنهمر

وما أمر احتفالات الرحيل إلى

منفى على جرحه الأعصاب تنتظر

وحبذا اللحظة الأولى لو اختلفت

لما رأينا دليل الشعر ينتحر    

ما أجمل الشعر عنقودا وكوب شذى

ورعشة في زوايا الروح تنعصر

الشعر أغنية المنفى متى عزفت

عادت إلى وكرها الأشواق تبتدر

الشعر بوح وذكرى واعتراف هوى

وموعد وسرير راقص عطر

يرتاح للشعر ما سارت به قدم

ويرحم الشعر حين الشعر ينكسر

ما أملح الشعر والخنساء من خجل

بالترب عن أدعياء الشعر تستتر

بعد ذلك استمع الحضور إلى الشاعر لمرابط دياه  الذي قرأ قصائد مثلت تجربته الشعرية، من ضمنها قصيدة تطرقت إلى رسم لوحة شعرية عن المحظرة:

اضرِبْ قِبابَك في رِحاب المَحظَرهْ

حيثُ المجالسُ والجُموعُ مُوَقّرهْ

والعلمُ عِلمٌ والفضيلَة سيرةٌ

في نفس أرْبَاب النُّهَى مُتجَذِّرَهْ

بادِرْ بها ما دُمتَ غضًّا يافعًا

فلَرُبَّما قد أصبحتْ مُتعذّرهْ

واصبِر على تحصيل علْمكَ لا تَكنْ

جزِعًا فأسبابُ الحياة مُقدَّرهْ

وأطِلْ مُقامَك بين أربُع أهْلِها

وشيُوخِها أهلِ العُقول النّيِّرهْ

لا يثْنِ عزمَكَ عن وُرُود حِياضَها

قطْعُ المَفَاوِز والصّحَارَي المُقْفِرَهْ

واصبِر لنَفسك في حِماها بُرهةً

حتى تصيرَ على الفضيلة مُجْبَرهْ

وارْتَعْ بها وانظُر إلى علمائهَا

أهلِ التقى وانظُر بعَينٍ مُبصِرَهْ

واحذَرْ مُصاحبةَ السّفِيه وكُن إذا

تلقَاهُ معتقِداً بأنكَ لم تَرَهْ

 وتزوَّد التقوى تكُنْ من أهلهَا

فالعلمُ والتّقوى عمادُ المَحْظَرهْ

الشاعر المالي وضيف المهرجان علي كونتا قدم أمام جمهور نواكشوط تجربته الشعرية، وأنشد من قصائده قصيدة بعنوان  ” معول في صدى الذات”، التي يقول فيها:

هو غــارق تيـهًا ومـكسور الخطى               

لم تـبـق مـنه سـوى ثمالة نفسه

 العـتـمة العميا تـطـارده حـلـمـــه              

لم ترض أن يُحيَ مواسم شمسه

وعصى الرسول تحولت فـي كـفـه              

أفـعى تطــارد بؤسـه فـي بؤسـه

وخطاه رمـضـاء تـحاصـر روحـــه              

لا قـطـرة تـسـقي غـلالة كـأسه

فـي قـبـضة الـكـبـثان يـهوي غارقا          

حتـى تـوارى فـي غـيابة يـأســـه                       

كـم طـارد التـيـه اعـتـلى مـحرابــه            

حـرب الـعـقـول بدت بغزوة  قُدسـه

مالسر من هذا وأين تــسـلـسل الـــ             

مـلكوت هـل قدري أظـل بِلَـبْـسِـهِ؟  

قـد جـنـح الـرؤيـا وطـار بـفــكــره            

حـتى استوى المغزى بحضرة حدسه

يتحولق المارون عند الـحـيرة الـ             

عـظـمـى وبعض شـكوكهم لم تنسه

مـوج تـبخر والـقـراصنة امـتـطـو            

ظهـر الـكـلام  تـفـنـنـو فـي رفـسـه

وبنوا عروشـا للغبـار بقوة الــ                

طغيان مــولــهـا بـأقــبـح فــلــســـه

وحـي تـعـطـل فـي لسان كـبيرهم            

وتـعـثر المعنى فشاح برأسه

بدوره، الشاعر قرأ الشاعر الغامبي محمد سنلا قصائد من إنتاجه الشعري من بينها قصيدة “زنجي في صمت الكبرياء، يقول فيها:

مِـنْ ثُقـبِ نَافِـذَةِ الإقـهَارِ قَـد جُــرَّا

فَتًـى بِلاَ أَيِّ ذَنـبٍ عِــزُّه  يَـعـرَى

مَـا ذَنـبُـه؟ فَجُفُونُ العَـينِ جَـائـعَـةٌ

كأَنَّ مُنذُ اغتِصَـابِ الـرُّوحِ لا تَكـرَى

يَأوِي إلى جَـبَلِ العِصـيَانِ مُبتَـعِـدًا

عَسَـى بِطُوفَـانِ نُـوحٍ يُغـرِقُ الضُّــرَّا

يُحِيطُـهُ الأُفُـقُ الجَـورِيُّلاَ جِـهَـةٌ

يُطِـلُّ وَجـهُ انتِصَـارٍ كُلَّـمَا فَــرَّا

ثم ختمت الإلقاءات الشعرية بمشاركة الشاعر محمد الولي المختار الذي افتتح إلقاءاته بنص شعري جاء فيه:

أنا متعب جدا، وهذا الملح

لا يرتاح إلا فوق نزف مشاعري

ليت السماء تطير بي إذ كلما

أحتاجه ضم الفضاء بخاطري

فالأرض أصغر من كآبة أدمعي

ورعونة المعنى تقد دفاتري

أمشي وأحمل دمعتي وبقية

من خبز أمي وانتكاسة شاعر

وتركت خلفي نخلتين ومصحفا

وأبي يصلي فوق رمل ثائر

ويمدني قبسا تعرت للمدى

خيباته ليهش عتمة حاضر

بعد ذلك قام سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة و البروفيسور د. عبد الله السيد مدير بيت الشعر – نواكشوط بتقديم شهادات التكريم للمشاركين في الأمسية، والذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم لبيت شعر نواكشوط على هذا العرس الشعري الذي ينفتح لأول مرة على شعراء العربية من دول الجوار، مؤكدين أن التواصل المباشر بين الشعراء وتبادل التجارب والآراء في قضايا النقد والأدب أمر بالغ الأهمية وسيكون له دورا كبيرا في الرفع من مكانة الشعر والشعراء ونشر اللغة العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى