وزير سابق يكتب: الدول لا تبنى بالاكاذيب..
الدول لا تبنى بالاكاذيب..
ولا بالبروباغاندا..
وانما بالعمل الجماعي الصبور والدؤوب والعقلاني.
ما نسب الى رئيس الجمهورية من كلام هذا المساء بمدريد.. اوافق عليه جملة وتفصيلا.. اذ من الواجب المتحتم.. وضع كل شعب موريتانيا امام مسؤوليته التاريخية.
لا سبيل لمواجهة الحقيقة بغير الحقيقة.
موريتانيا بلد ضعيف الموارد..ويحتاج لمشاركة الجميع للخروج من هذه الوضعية..وهي وضعية صعبة ومريرة..لكنني على يقين ان شعب مموريتانيا ذكي وفهيم.. وحين يدرك الحقيقة سيتجاوب معها.
هنا على ان استذكر من باب العبرة والسابقة الطيبة.. قصة الرئيس مختار -رحمه الله- مع نقابات العمال سنة 1963..
كتبوا له يهددون بالاضراب الشامل.. فقد اعتبروا ان وجود مداخيل متأتية من تصدير خام الحديد -لأول مرة- لكفيلة برفع الاجور المتدنية..
وبعد الاجتماع مع الرئيس.. تقبلوا خفض الاجور..
برحابة صدر ووطنية.
تقبلوا التنازل عن ثلث رواتبهم.. كي تستطيع موريتانيا الاستغناء عن المعونة الفرنسية التي كانت المصدر الاهم وشبه الوحيد لتغطية رواتب كل عمال القطاع العام.
تنازلوا حين فهموا ان التنازل عن ثلث الراتب يؤدي الى الاستقلال الفعلى عن القوة المهيمنة ساعتها.
ساعتها كتب رئيسنا لشارل ديغول رسالته الجميلة التي اقترح فيها ان تصرف نفس المعونة في ميزانية الاستثمار وليس في ميزانية التسيير.
وحين تناهى الى اسماع ديغول ان العمال تقبلوا الامر..امر بالموافقة على الطلب الموريتاني واعتبر الامر كله عبرة ودرسا في الايثار قدمه البلد الشاحب والفقير لكل الدول الخارجة من حضن الامبراطورية الجبارة.