بقايا صور من انواذيب/عبدالله محمدالفتح

إيمراگني.azzaman
القبطان الراحل اعل ولد اعثيمين

عندما حطمت منطقة انواذيبو الحرة الثكنة البحرية العتيقة دون رأفة وانقشع الغبار ..بقيت “إيمراگني ” وهي أول مركبة خدمت البحرية الوطنية مرمية على قارعة الطريق.

كان أول قائد لها ضابطا ممتازا يدعى ” اعل ” ولد اعثيمين يجمع بين الربان و مهمة رئيس الميكانيكيين قد غادرها سنة 1965 حسب ما روى لي نجله “هيبة” ليعمل بعد تقاعده ربانا لبعض سفن الصيد.
بعد ذلك شهد متنها العديد من خيرة ضباط وبحارة البحرية الوطنية الموريتانية ..قبل أن تخرج الخدمة وتبقى مهملة داخل الثكنة التي دفعت هي الأخرى ثمن وجود المنطقة الحرة ..فمن ينجد هذه التحفة التي لازلت تحتفظ بماكناتها وسط جسمها رغم عاديات الزمن ..أليست جزءا من تاريخنا الحديث؟!
أما أنا فحين أمر قرب”إيمراگني” وأمد بصري بعيدا عبر بقايا صور للثكنة لاتزال محفورة في الذاكرة ..أنظر للنخلتين” البوابة الكبيرة” والمركبة المهملة. أستحضر مع ولد أحمد يورة :

أيا نخلتي لورين إني على العهد

وان كنتما مني على العهد في زهد

فمبلغ جهدي أن سلام عليكــما

وليس يلام المرء في مبلغ الجهد

أصغي لصوت الريح توشوش وتهز سعف النخيل ولسان حاله يردد مع الملك الضليل:

أجـارَتَنـا إنّـا غَرِيبَـانِ هَـاهُـنَا وكُلُّ غَرِيـبٍ للغَريـبِ نَسِيـبُ

فـإنْ تَصِلِينَـا، فَالقَـرَابَةُ بَيْنَنـا وإنْ تَصْرِمِينَـا فالغَريـبُ غريـبُ

أجارَتَنَا مَا فَـاتَ لَيْـسَ يَـؤوبُ ومَا هُـوَ آتٍ فِي الزَّمـانِ قَرِيـبُ

تصوير: كامرا الزمان انفو

زر الذهاب إلى الأعلى