جمعية رسالة السلام العالمية بالمغرب تنظم ندوة فكرية بالرباط
نظمت جمعية رسالة السلام العالميةبالمغرب، السبت 21 مايو 2022،بدار الشباب اتمارة الرباط ، ندوة تعريفية حول أهداف المؤسسة، حضرها جمع من رجال ونساء الفكر والمعرفة والإعلام بالمغرب.
وألقى رئيس المؤسسة بالمغرب الأستاذ اماي الخليل كلمة في افتتاح الندوة جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
ايها السادة والسيدات
يشرفنا أن نرحب بكم في مستهل هذا اللقاء التعريفي بجمعية رسالة السلام في المملكة المغربية.
تسعى هذه الجمعية إلى تعزيز الفهم الصحيح للإسلام الوسطي، البعيد عن الغلو والتطرف والميوعة والانحلال.
وتركز على تنمية القيم المشتركة بين المسلمين وغيرهم، وتكريس جو الحوار والتفاهم والتناغم، بديلا لرفض وإقصاء الآخر، والنظرة المتحجرة التي جنت كثيرا على أمتنا.
السادة والسيدات
وعت حكومة المملكة المغربية مبكرا خطورة الخطاب المتطرف الإقصائي، فقامت بمحاربته وتكريس الإسلام الصحيح الوسطي.
وكلنا تقدير واحترام لما قامت به المملكة تنفيذا لتوجيهات أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ونحن نعلن تكريس وتسخير كل إمكانياتنا للتعاون مع الجهات المختصة في هذا السعي النبيل.
وما نسعى له هو تعزيز الإخاء والسلام في جو من المحبة والحرية والاحترام يعم الجميع.
السادة والسيدات:
مرة أخرى نرحب بكم ونتمنى لكم خير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ولي شرف ان اضع بين يدينكم هذي الورقة التعريفية المختصرة عن الجمعية.
وقدمت ورقات في الندوة حول أهداف المؤسسة، حيث تم التأكيد على أن الهدف الأساسي لجمعية رسالة السلام هو إرساء الاستقرار ونشر السلام بين الناس، وذلك من خلال حثهم على الالتزام بالتشريعات الإلهية والتقيد بالوصايا الربانية، بغية حماية حقوق الإنسان أولا، وتحصينه من التطرف والإرهاب ثانيا.
وأعادت الندوة سبب ذلك التطرف الى الروايات البشرية التى تسير بطريق مضاد لدعوة الله للناس في قرآنه وتوجيهات رسوله في قوله سبحانه وتعالى.
وتم إبراز الآيات الدالة على ذلك مثل: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، وقوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ).
وأكد الأستاذ فاضل في مداخلته أنها تهدف من وراء رسالتها إلى أن يعود المسلمون إلى كتاب الله ويتبعوا منهاجه وتشريعاته، حتى يتحقق لهم الأمن والسلام في مجتمعاتهم، ويبتعدوا عن روايات البشر التى تسببت بالفهم الخاطئ للخطاب الديني المعتمد على المنقول من كلام المفسرين وغيرهم من الدعاة والذى وصل إلى حد قتل الأبرياء ليرغموا الناس على شهادة أن لا إله إلا الله، وهو ما يتعارض مع آيات الله التى جاء بها رسوله الكريم، والتي تدعو الناس لما ينفعهم ويحميهم من عدوان بعضهم على بعض كما في قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) .
العودة للمنهاج القرآني هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام في كل المجتمعات الإنسانية بعدما فرقتهم الروايات وتحول البعض إلى وحوش مفترسة وقلوب قاسية يقتلون النساء والأطفال والشيوخ ويدمرون المدن ويشتتون الأسر وينشرون الخوف والفزع لدى الناس.
وتساءلت إحدى الورقات المقدمة في الندوة عن ما أنتج الخطاب الديني غير الفرقة والتناحر والجرائم ضد حق الحياة للإنسان ، واستباحة أموالهم وأملاكهم، فلننظر لما أحدثه الفهم الخاطئ لرسالة الإسلام.
وأبرزت أن الله سبحانه لم يكلف أيا من رسله وأنبيائه ليكون وكيلا عنه سبحانه على عقائد الناس أو رقيبا على عباداتهم؛ فمنح الله الناس جميعا حرية الاعتقاد، وهو الذي قرر سبحانه محاسبة الناس جميعا يوم القيامة على جميع أعمالهم.
إن رسالة السلام هي نشر السلام والأمن في المجتمعات الإنسانية، وخاصة المجتمع العربي وإرشادهم إلى طريق الحق بعدما ساقهم الشياطين إلى طريق الشر والإجرام، ومن أجل ذلك وما وصلت إليه المفاهيم الخاطئة بسبب الخطاب الديني المشكوك في مصادره.
وتحدثت الندوة عن رؤية المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي حول محورية كتاب الله في حياة المسلم، وهو الذي يدعو الناس للرحمة والعدل وحرية العقيدة والإحسان والتسامح والسلام وتحريم قتل الأبرياء وتحريم العدوان والفساد في الأرض وعدم الإضرار بحقوق الناس والتعاون على عمل الخيرات والبر والتقوى والتكافل الاجتماعي وأن يعيش جميع الناس في أمن وسلام.
وتم التأكيد على أن الله لم يأمر رسوله أن يُكره الناس على الدخول في دين الإسلام، وذلك تأكيدًا لحكمه الذي سيظل فاعلا حتى قيام الساعة وهو قوله سبحانه (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) منتهى الحرية لكي يكون للإنسان حرية القرار، وعلى أساس قراره ستتم محاسبته لأن الله (لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ).
ان جمعية رسالة السلام تسعى لتشجيع الناس لتحقيق الأمن والسلام وتحفزهم على العمل من أجل وطنهم وحمايته من كل خفافيش الظلام ودعاة الشر والبهتان والكذب.
وجرت خلال الندوة مناقشات مطولة بين الحضور والقائمين على الجمعية، وعبر الحاضرون عن إعجابهم ببرنامج الجمعية ورسالتها.
وفي الاخير تم توزيع كميات من الكتب الكتب التالية:
- وثيقة الدخول فالاسلام
- رسالة الاسلام
- ومضات علي الطريق
- كتاب الطلاق
- كتاب الزكاة
- كتاب المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب