عمدة تجكجة المساعد يؤكد استعجالية تدارك الخدمات في البلدية وإنقاذ الساكنة
الموريتاني : أكد العمدة المساعد لبلدية تجكجة عاصمة ولاية تكانت إسلم محمد أحمد استعجالية تدارك الخدمات الأساسية في المدينة لوضع حد لهجرة الساكنة، وطالب بتدخل حكومي عاجل في هذا المضمار.
وقال ولد محمد أحمد في مقابلة مع وكالة الأخبار إن ساكنة البلدية يعانون من مشكلة المياه، كما تعاني منها واحات النخيل، مردفا أن من يتجول في الوادي سيكتشف اندثار الواحة للأسف، والسبب هو قلة الأمطار فعلا، وهناك سبب آخر، وهو الشركة الوطنية للماء SNDE عملت على استخراج المياه الصالحة للشرب من الآبار الجوفية أو السطحية المحاذية للواحات، ما خلف أزمة في الماء.
ولفت ولد محمد أحمد إلى بعض أحياء عاصمة البلدية يمضي 15 يوما دون أن تصله المياه الصالحة للشرب.
وأضاف العمدة المساعد أن الحكومة قامت ببعض الحلول المؤقتة، لكن المدينة ما زالت تعاني من العطش، مردفا أن الوصول إلى الماء يتطلب حفرا بعمق 150 مترا.
كما تحدث العمدة المساعد عن معاناة سكان المدينة من الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وقد تزايدت منذ قرابة 3 أسابيع، مردفا أن الشركة الآن تقوم بتفويج الكهرباء، حيث توفرها للنصف الجنوبي من المدينة من الساعة الـ12 ظهرا وحتى الـ12 ليلا، والجانب الشمالي منها من الـ12 ليلا وحتى الـ12 ظهرا.
وقال ولد محمد أحمد إن الحكومة تدخلت في الأمر، وأرسلت عدة بعثات، لكن للأسف ما يزال المشكل قائما، كما قامت باستيراد مولد كهربائي كبير ونرجو أن يصل في الأيام القليلة القادمة.
وتحدث ولد محمد أحمد عن الاكتظاظ في مؤسسات التعليم، حيث يصل عدد التلاميذ في بعض الفصول إلى 100 وأكثر، وكذا عن وجود مؤسسة ثانوية واحدة في البلدية.
كما استعرض واقع القطاع الصحي في البلدية، ومستويات الفقر، وتقييمهم في البلدية للبرامج الحكومية المكافحة للفقر، وتدخلاتها في البلدية.
وهذا نص المقابلة:
الأخبار: كيف تقدمون بلديتكم للمتابعين؟ وكيف ترون الأوضاع العامة فيها؟
العمدة المساعدة لبلدية تجكجة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم،
المتكلم إسلم ولد محمد أحمد العمدة المساعد الأول لبلدية تجكجة،
سأتحدث عن المشاكل التي تعاني منها بلديتنا، وقبل الحديث عن المشاكل، سأقول إن البلدية مترامية الأطراف، حيث تمتد من قرية تنتملة شرقا التي تبعد 35 إلى 40 كلم من مركز البلدية، ومن الجنوب الشرقي تنتهي حدودها عند القبة حوالي 60 كلم من مركز البلدية أيضا، وتمتد مساحتها جنوبا حتى قرية عريظ، وغربا تنتهي مساحتها عند البلكي ويبعد حوالي 25 كلم من مركز البلدية، وشمالا تمتد مساحتها تقريبا حتى 5 كلم من مركز البلدية حيث لا توجد قرية أقرب مدى من ذلك.
أما المشاكل التي تعاني منها البلدية، فسأتحدث أولا عن مشكلة الماء، فمشكلة الماء فعلا تعاني منها الساكنة، وكذلك تعاني منها واحات النخيل، لأنكم عند التجول في هذا الوادي ستكتشفون اندثار الواحة للأسف، والسبب هو قلة الأمطار فعلا، وهناك سبب آخر، وهو الشركة الوطنية للماء SNDE، عملت على استخراج المياه الصالحة للشرب من الآبار الجوفية أو السطحية المحاذية للواحات، وهو ما خلف مشكلة في الوصول إلى الماء.
كما تعلمون، فالماء بالنسبة لمن يتجول اليوم ببلدية تجكجة، سيكتشف بعض الأحياء تمضي 15 يوما دون أن تصلها المياه.
فعلا الدولة قامت بالعديد من الحلول المؤقتة، لكن ما نزال نعاني من مشكلة العطش، فقد قيم بعدة حفريات في السنوات الليلة الماضية، وجهود الدولة مكثفة لكن الحلول النهائية لم يتم بعد.
إذا، نرجو أن يتم التغلب على مشكلة الماء، لأن الماء هو عصب الحياة.
أعود أيضا، فأقول إن الواحة كانت مصدر رزق لكثير من الساكنة، وقد هاجر، وسبب هجرته انعدام فرص العمل، لأن المياه لم تعد موجودة والأمطار كما تعلمون على المستوى الوطني بشكل عام قليلة، وبالأخص هنا على مستوى بلدية تجكجة.
إذا، المياه لم تعد متوفرة بالشكل الكافي، والمتاح منها يتطلب القيام بحفر على عمق 150 مترا، وما ستشاهدونه من نخيل أخضر هنا يسقى بماء حفر له على عمق 150 مترا، وهو الذي ما يزال قائما، أما باقي النخيل فقد اندثر للأسف، واندثرت كذلك الزراعة تحت النخيل، وأعني بالزراعة تحت النخيل الزراعة بشتى أنواعها الخضروات والشعير إلى غير ذلك من أنواع الزراعة.
كذلك البلدية تعاني من انقطاعات كهربائية كما تشاهدون، ومنذ قرابة 3 أسابيع والانقطاعات متكررة، إذا يقام بتفويج للكهرباء، فجانب البلدية أي جنوب المدينة توفر له الخدمة من الـ12 ظهرا وحتى الـ12 ليلا، والجانب الشمالي توفر له من الـ12 ليلا وحتى الـ12 ظهرا.
وفعلا الدولة أيضا قامت بتدخل في الأمر، وأرسلت عدة بعثات لإصلاحه، لكن للأسف ما يزال المشكل قائما، كما قامت الدولة أيضا باستيراد مولد كهربائي كبير، ونرجو أن يصل في الأيام القليلة القادمة.
الأخبار: وماذا عن واقع التعليم في البلدية؟
العمدة المساعدة لبلدية تجكجة:
فيما يخص التعليم، فحاله حقيقة صعب، فالمدارس التي بنيت في السنوات الماضية استفدنا منهم مدرسة واحدة، وفي هذه السنة الجارية استفدنا من مدرستين، باقي المدارس متهالكة. هنا على مستوى المدينة توجد 10 مدارس، وأقول إنها متهالكة باستثناء المدرسة الموجودة في منطقة الزيرة، والتي بنيت في السنوات الماضية، في الحكم السابق، والمدرسة رقم: 4 التي رممت، وما تزال الأعمال بها جارية، ونرجو أن يبدأ فيها التدريس هذا العام، ومدرسة الجديدة جارية فيها هي الأخرى بعد الأعمال، وكذا المدرسة 2 الجديدة التي يجري بناؤها لكن يشهد العمل فيها تأخرا. المدارس الأخرى متهالكة.
وبالنسبة للطاقم، فهو متوفر ما شاء الله. ولكن الطاولات ناقصة والاكتظاظ موجود، فتجد القسم الواحد في الابتدائية يصل عدد تلاميذه إلى 100 أو 120، وكذلك الحال في الإعدادية والثانوية.
أضيف أن البلدية عاصمة الولاية الوحيدة التي بها ثانوية واحدة وإعدادية واحدة، ونطالب بإنشاء ثانويات وإعداديات أخرى، وزيادة المدارس، وكذلك زيادة الطواقم كما قلت لكم إن معلما أو أستاذا أمام قرابة 100 تلميذ لا يمكن أن يقدم لهم شيئا.
الأخبار: ماذا عن واقع الخدمات الصحة في البلدية؟
العمدة المساعد لبلدية تجكجة:
بالنسبة للصحة، فعلا لدينا مستشفى، وهذا المستشفى حالته جيدة، ما شاء الله، وبه مدير من أحسن المديرين الذي تعاقبوا عليه، أعطاه عناية كبيرة، لكن هناك عدة تخصصات ما تزال ناقصة، خصوصا في هذه الفترة، كطبيب الأسنان، ففي هذه الفترة تكون أمراض الأسنان شائعة، وليس في المستشفى طبيب أسنان، كان هنا طبيب أسنان منذ 30 سنة وتقاعد وتم التعاقد معه، لكن انتهى عقده، ونرجو أن يجدد له العقد، أو نجد بديلا عنه.
الأخبار: وماذا عن المركز الصحي في البلدية وعن الصحة القاعدية؟
العمدة المساعدة لبلدية تجكجة:
هناك أيضا عدة تخصصات غير موجودة في هذه المستشفى، وكذلك الأسرة، والمستشفى ضيق، ونطالب بتسريع وتيرة إنجاز مستشفى ذكرت الدولة أنه سيبنى في المدينة، لشدة الحاجة إليه، ولوجود اتصال بين المدينة والمناطق الشمالية، وقريبا تفتح الطريق بينها والجنوب، فنطالب ببناء هذا المستشفى بالصفة التي ذكرت الدولة أنه سيبنى بها، حيث ستكون تجكجة ملتقى طرق بين الجنوب والشمال.
وبالنسبة للصحة الأخرى، لدينا مركز صحي هنا في البلدية على مستوى المدينة، ولدينا آخر في تنتملة، ولدينا آخر في آشواليل، إذا لدينا ثلاث مراكز صحية صغيرة إذا لم تخني الذاكرة، وفعلا هناك عجز في الطواقم، بحيث تجد تقريبا في تنتملة ممرضا ولا توجد معه قابلة، وهناك أيضا نقص في التجهيزات، وعليه فلا يمكن للطبيب أداء وظيفته بشكل متكامل، وتعاني النساء جراء هذه النواقص بشكل كبير.
الأخبار: كيف تقدرون نسب الفقر في البلدية؟ وما مدى استفادة بلديتكم من البرامج الحكومية لمكافحة الفقر؟
العمدة المساعدة لبلدية تجكجة:
وبخصوص الفقر، كما سبق وقلت، فإن السكان هاجروا، ولا يوجد من سبب لهجرتهم سوى الفقر، فهم كانوا يحققون الاكتفاء الذاتي من واحاتهم، وفي غنى عن الدولة، ولم نكن نستعمل ما يأتينا من خارج المدينة، إذ كانت مكتفية بالوادي وما ينتج.
إذا، فالفقر الآن كثير هنا على مستوى البلدية، حيث لم يعد موجودا من مصادر الدخل إلا ما يتحصل عليه صاحب عربة يحمل الحصى أو الحقائب، أو موظف حكومي، أو رجل أمن.. إلى غير ذلك هذا هو كل ما يوجد هنا في البلدية.
الفقر فعلا موجود، والدولة قامت بعدة تدخلات إلا أننا نريد الزيادة، لأن المعايير التي تعتمد البعثات التي تفد حرمت البلدية، فعلى سبيل المثال برنامج تكافل استفدنا منه 50 بينما النيملان التي نفوقها 10 مرات حظيت بـ400، إذا المعايير التي يعتمدون كوجود المنازل معايير غير منصفة، حيث تجد أسرة تعولها امرأة، كان معهم أبوهم وبنى لهم بيتا وإما توفي أو طلق فتعتبر الأسرة غير محتاجة بناء على وجود المنزل. هذه المعايير غير منصفة.
كذاك برنامج تآزر، فعلا ما قام به استفدنا منه، لكننا نستنقص تلك الاستفادة، ونريد الزيادة لوجود الفقر بكثرة، وكما قلت غياب فرص العمل المدرة للدخل، فكل المزاولين لأعمال هنا إما موظفون أو عمال على العربات، هذا ما يعيش عليه جل الساكنة هنا، فلا توجد زراعة ولا أي أعمال يقام بها تدر الدخل، سوى موسم “الكيطنة” وكما أسلفت فجل واحات النخيل اندثرت للأسف، والناس هاجرت، وعند تجولكم في المدينة ستجدون أن أغلب المنازل هجره أهله بحثا عن مكان يمكنهم العيش فيه.
وإذا لم تتدخل الدولة بشكل سريع خصوصا لإحياء الواحات، وعبر مشاريع تثبت المواطنين أماكن سكنهم فإن تجكجة ستتحول إلى مقابر.
ومن المشاكل التي تعانيها البلدية غياب مخطط عمراني للمدينة، وقد وعدتنا الدولة سابقا بإنجاز هذا المخطط، ونرجو أن يتم ذلك في أسرع وقت، حيث تعلق عليه الكثير من الآمال، فمثلا إذا أريد القيام بتوسعة للكهرباء أو المياه في ظل غياب شوارع أو مخطط عمراني للمدينة فإنه ستكون هناك نواقص، لذا نطالب بتسريع عملية إعداد المخطط العمراني للمدينة.