بمناسبة صدور العدد100.. صحيفة “المرابع” تنظم ندوةإعلامية ..عروض ونقاشات حول تحديات “الصحافة المستقلة في موريتانيا”

نظمت صحيفة “المرابع” مساء اليوم الثلاثاء بنواكشوط ندوة إعلامية تحت عنوان “تحديات الصحافة المستقلة في موريتانيا” وذلك بمناسبة صدور العدد 100من الصحيفة. بحضور رسمي إلى جانب مشاركة عدد الخبراء والمهنيين والشخصيات الإعلامية والثقافية والنخب الوطنية.
الندوة بدأت بآيات من الذكر الحكيم، قبل الافتتاح الرسمي من طرف المكلف بمهمة في وزارة الثقافة بإسم وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان من خلال كلمة ثمن فيها وصول الصحيفة إلى هذه المحطة المهمة من مسارها المهني ودورها في تحقيق رسالة الإعلام والصحافة الحرة في موريتانيا.
كما استهلت الندوة بكلمة للمدير الناشر لصحيفة “المرابع”  وضع فيها الندوة في سياقها الزماني ودلالاتها الموضوعية، ومرحبا خلالها بحضور الندوة من جهات رسمية وعمداء للمهنة وشخصيات وطنية.وأستعرض المدير الناشر لصحيفة “المرابع” في بداية كلمته جملة التحديات التي تواجه الصحافة المستقلة اليوم في بلادنا، مبينا أن ذلك يعود لعدة اعتبارات وعوامل، بعضها ذاتي مرتبط بظروف النشأة، وما فرضته من صعوبات التقيد بضوابط المهنة، في غياب مؤسسات التكوين والاحتراف الأكاديمي، كما هو الحال في معظم البلدان.

وبعضها له علاقة بالمحيط الذي نشأت فيه هذه الصحافة إبان ظهورها، والذي كان له الدور في بقاء الصحافة المستقلة وحيدة تكابد مخاض الولادة العسيرة، بل ساهم غياب التشجيع والدعم، في إجهاض معظم محاولات المأسسة، وإيجاد مؤسسات إعلامية لها كيانها الخاص والتزاماتها المهنية وضوابطها السلوكية والأخلاقية.

وأشار المدير الناشر للصحيفة أنه من رحم هذه التحديات والصعوبات ولدت صحيفة “المرابع” الأسبوعية التي تحتفل اليوم بصدور عددها ال100، لتحاول طيلة مسارها مواجهة هذه الإكراهات باعتماد منهجية للعمل، تمزج بين قوة الالتزام المهني والاحترافي، والإصرار على فرض الطابع المؤسسي بما يقتضيه ذلك أيضا من احترام للقارئ، عبر احترام مواعيد الصدور المنتظم، دون توقف إلا للعطل السنوية، والوفاء بالالتزامات والتعاقدات مع الأطقم العاملة في المؤسسة.

وأضاف المدير الناشر “للمرابع” إن وصول الصحيفة إلى العدد 100 بانتظام ودون توقف عن الصدور، هو مناسبة لتخليد هذا الحدث في إطار احترام الصحيفة أيضا، ووفائها لجمهورها وقرائها الكرام، عبر أنشطة من بينها هذه الندوة التي تجمع الخبراء والمهنيين، للحديث عن هذه الإكراهات والتحديات، وسبل مواجهتها وتجاوزها نحو صحافة مستقلة حقيقية ومهنية، تلبي طموح ورغبات الجمهور، وتساهم في نشر الوعي وبث الأفكار التنموية البنّاءة.

كما احتفلت الصحيفة بهذا الحدث، يقول المدير الناشر، عبر إصدار عدد خاص يحمل الرقم 100 تضمن استعراضا لأهم الملفات التي تناولتها الصحيفة منذ انطلاقتها، ووثّقت من خلالها مرحلة مهمة من تاريخ البلد، بجملة من الملفات التي تناولت الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديبلوماسي والرياضي والثقافي للبلد، بنظرة تحليلية فاحصة، تغوص في العمق وتهتم بالأبعاد والدلالات والخلفيات.

 وبيّن المدير الناشر للصحيفة الزميل المصطفى ولد محمد محمود إن الحضور اليوم لهذا الحدث الهام، الذي يخلد مرحلة مهمة من مسار الصحيفة، يعد أكبر دعم معنوي من شأنه أن يعزز الالتزام المهني، نحو المزيد من العطاء، والجد، والمثابرة، لتحقيق رسالة الإعلام والصحافة المستقلة في البلد، مثمنا في هذا الإطار ما تحقق الصحافة في البلد من مكاسب من خلال حزمة القوانين المنظمة للحقل، مثل قانون الصحفي المهني، وقانون الصحافة الالكترونية، والتي تأتي تنفيذا لتعهدات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لصالح القطاع شأنها في ذلك شأن إنشاء لجنة لإصلاح الصحافة وزيادة الدعم العمومي المخصص للصحافة المستقلة.

ووجه المدير الناشر للصحيفة في ختام كلمته أخلص الشكر والامتنان لحضور هذه الندوة، آملا أن تكلل بالنجاح، وتحقيق الأهداف المرجوة منها، رفعا للتحديات التي تواجه الصحافة المستقلة في بلادنا، ومساهمة في تعزيز الالتزام المهني لها في المستقبل.

عروض الندوة :

وبعد الافتتاح الرسمي وكلمة المدير الناشر أفسح المجال أمام عروض ومداخلات الخبراء. وكان أول عروض حول موضوع الندوة هو المحاضرة التى ألقاها الزميل الهيبة ولد الشيخ سيداتي، مدير وكالة الاخبار المستقلة في موريتانيا عن التحديات التي تواجه الصحافة في موريتانيا معتبرا أن الحديث حولها هو حديث ذو شجون على حد تعبيره.
وأوضح الزميل الهيبة أن التحديات متعددة اولها عدم وجود ما وصفه بإعلام أو صحافة جامعة بسبب عامل اللغة الذي يقسم الصحافة والجمهور إلى ثنائية الصحافة العربية والفرنسية.
ومن بين هذه التحديات كذلك – يقول الهيبة- إغراق الصحافة بالعناويين وكل من هب ودب أو ما سماه “الغثائية” وذلك ما ساهمت فيه مواقع التواصل وما يعرف بإعلام الجديد.
وهناك تحدي آخر يقول الزميل الهيبة هو ضعف أو غياب المؤسسية بحيث أصبح الصحيفة أو المؤسسة معبرة عن شخص مديرها وهو كل شيء فيها.
وهناك التحدي المتعلق بغياب الجدية أو ما سماه “الكسل” الذي جعل الصحفيين غير مهتمين بإنجاز الأعمال الصحيفة التي تتطلب الجدية والبحث والتحقيق والتحري.
وهناك التحدي المتعلق بضعف الاستفادة مما يتيحه التقدم التقني.
ومن التحديات كذلك يضيف الزميل الهيبة هو غياب التراكمية لدى الصحافة المستقلة وعدم وجود تاريخ لهذه الصحافة بسبب ما وصفه بقصر عمرها الذي لا يتجاوز خمسة عشر سنة. بينما الصحافة الأخرى في العالم هي بعمر الدول.

أما المحاضرة الأخرى فكانت للعميد الصحفي عمر المختار وتحدث فيها عن جملة من التحديات أهمها غياب التكوين وعدم إدراك الصحفي لدوره الحقيقي وما يمكن أن يساهم به من تنوير وتوعية للمواطن والرأي العام حول حقوقه وواجباته من أجل تعزيز الديمقراطية والحكامة في البلد.
وكشف العميد عمر المختار أن تجربته في مواكبة الصحافة المستقلة منذ نشأتها وحتى اليوم أظهرت أن صحيفة “المرابع” الورقية هي الصحيفة الوحيدة التى وصلت إلى الإصدار 100 بشكل منتظم يحترم موعد الصدور في وقته وهو ما أثبته من خلال حساب أعداد الصحيفة الأسبوعية من تاريخ أو عدد إلى العدد100 وقياس ذلك على الفترة الزمنية التي غطتها هذه ال100 عدد.

أما المحاضرة الثالثة فكانت الزميل محمد عالي ولد عبادي رئيس اتحاد المواقع الالكترونية، وركزت على التحديات التي تواجه الصحافة الورقية بسبب منافسة النشر الالكتروني وانحسار رقعة هذه الصحافة الورقية على مستوى العالم.
واعتبر الزميل محمد عالي ولد عبادي أن أكبر تحدي هو غياب التمويل اللازم لتقوم الصحافة بدورها باستقلالية وبمهنية لتستعيد دورها الذي اختطفته مواقع التواصل الاجتماعي والمدونين، معتبرا أن غياب الصحافة المهنية يفسح المجال أمام سطوة هذا النوع من الإعلام الجديد الذي يفتقد إلى المهنية والمصداقية.
كما انتقد غياب رجال الأعمال عن الاستثمار في الصحافة وقطع الدعم المالي الذي كانت تخصصه قطاعات الدولة لصحافة منذ 2016 ومؤكدا أنه حتى مع زيادة مخصصات صندوق للدعم العمومي الصحافة الحرة فإن ذلك لا يكفي مع هذا الكم المعتبر من مؤسسات الصحافة المستقلة.

كما فسح المجال أمام المتدخلين الآخرين من الزملاء الحاضرين للتعقيب على العروض الرئيسسة للندوة، حيث تدخل في الإطار كل من: العميد أحمد سالم ولد هيبة، والزميل الصحفي أحمدن سيدي أحمد، والزميلة الصحفية مريم بنت أمود، وتضمنت تعقيب هؤلاء الزملاء استعراضا لبعض التحديات التي لم تتناولها المحاضرات الثلاث، وكذلك تثمين وصول صحيفة “المرابع” إلى هذه المحطة المهمة من مسارها المهني في ظل المصاعب والتحديات وبفضل الجهود الذاتية الشخصية لمديرها الناشر الزميل المصطفى محمد محمود.

زر الذهاب إلى الأعلى