رسالة مفتوحة إلى كل من السادة أصحاب الفضيلة والمعالي فضيلة الإمام الأكبر/ أحمد الطيب الموقر شيخ الازهر الشريف
لبقلم/ علي محمد الشرفاء الحمادي
كاتب وباحث
قـد سلمت لفضيلة الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الازهر رسالة بتاريخ: 20/6/2010 منذ سبع سنوات بشأن انشاء مرجعية للدعوة الاسلامية يتولى الازهر تشكيل لجنة من كبار العلماء والمفكرين لإعداد مشروع وثيقة بعنوان (الإسلام رحمة وعدل وسلام) لتصويب الخطاب الديني الذي اتخذ الروايات مصدرا لتسويق الاسلام للناس، حيث تسبب ذلك في إعطاء صورة مشوه عن الاسلام بما يحمله الخطاب الديني من خطاب الكراهية والتعالي على بني البشر ويدعو لمحاربة غير المسلمين وقتلهم واستحلال اموالهم واستحياء نسائهم واستباحت حرماتهم، وما نراه اليوم من جرائم ترتكب باسم الاسلام ترجمة حقيقية للخطاب الديني يمارسه بعض الفرق المنتميه للمذهب السني.
وبما أن الازهر يمثل مرجعية اسلامية على مستوى العالم الاسلامي تلقى عليه مكانتة الدولية مسؤولية أمام الله في اتخاذ موقفا مع الحق دون مواربة أو مجاملة ودون أن تأخذه العزة بالاثم متخذين آيات الله في كتابه الكريم نبراسا يضيء لكم طريق الحق والصواب التزاما وتنفيذا لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿٧٠﴾ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴿٧١﴾ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴿٧٢﴾) (الاحزاب).
فالأمانة التي تحملونها هي رسالة الاسلام وهي الخطاب الإلهي للناس كافة انزله الله على رسوله عليه الصلاة والسلام في قرآن مبين ليبلغه للناس كافة وكلفه سبحانه في قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ). (المائدة: 67)- فأدى الامانة كما أمرهالله سبحانه حتى اكتملت الرسالة حينما بلغ الناس في قول الله سبحانه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(المائة: 3)،
وعند تلك اللحظة التي اكتملت فيها الرسالة وتحدد فيها محاور المنهج الالهي في العبادات والفضائل والاخلاق النبيلة والتشريع الذي وضعه الله للناس وما فيه من ضوابط للانسان مع الله وضوابط تشريعية بين الناس بعضهم بعضا حتى لا يطغى انسان على اخيه الانسان على اساس من الرحمة والعدل لتؤسس مجتمعات الفضيلة والعدل ، ومنذ مرور أكثر من أربعة عشر قرنًا استبعدت قيم الفضيلة والعدل والخلق الكريم من ممارسة سلوكيات المنهج الإلهي واستبقى القرآن شكلًا دون مضمون واختصر على المنافسة بين أجمل الاصوات في تلاوته في المساجد وفي الأفراح وعلى القبور، واستبعد المنهج لالهي من القرآن الكريم الذي يبني شخصية الانسان على قيم الفضيلة والرحمة والعدل والتقوى وحل محله روايات منسوبة إلى اقرباء الرسول وصحابته فتعالوا قبل أن يدرككم الموت وتقفون أمام الله لا شفيع ولا وسيط غير العمل الصالح وقد شهدتم جميعا بشهادة أن لا إله إلا الله وان محمدًا رسول الله، فماذا سيكون موقفكم يوم الحساب هل اتبعتم محمدًا خاتم النبيين أم اتبعتم فلانا عن فلان.
أولًا: هل يستوي ما قاله محمد عليه الصلاة والسلام عما نقله عن ربه مباشرة من الخالق لعباده؟ ام اتبعتم ما نسب اليه عن الرواه والاسرائيليات والاساطير؟!أليس المسلمون جميعا يؤمنون بكل اليقين؟، ان القرآن كلام الله بلغه الرسول للناس مباشرة عن ربه ام ضلت عقولنا حتى امنا باقوال منسوبه للرسول والله يشهد له بقوله (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (التكوير:19).
ثانيًا: هل منح الله رسوله حق التشريع وحق التعديل بالاضافة او الحذف على الرسالة التي ارسلها الله لعباده؟ أم أمره عليه الصلاة والسلام ليعلم الناس الحكمة وتكاليف العبادات ومقاصد الايات لخير الانسان.
ومن اجل ان نكون صادقين مع الله ومع انفسنا يتطلب الامر القاء الضوء على عناصر التكليف الالهي لرسوله الكريم كما يلي:
أولًا : مسؤولية الرسول في في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴿٤٦﴾ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّـهِ فَضْلًا كَبِيرًا ﴿٤٧﴾) (الاحزاب – 45 – 47)
ثانيًا: 1 – مهمة الرسول في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾) (الأحزاب)
2 – (المص ﴿١﴾ كِتابٌ أُنزِلَ إِلَيكَ فَلا يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ ﴿٢﴾) (الاعراف : 1 – 2)
3 – وأمره الله سبحانه وتعالى بقوله (وَإِن ما نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيكَ البَلاغُ وَعَلَينَا الحِسابُ)﴿٤٠﴾(الرعد)
ثالثًا: التذكر بالقرآن
(1) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥﴾(ق)
(2) تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾(الجاثية)
(3) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا﴿١٧٤﴾ (النساء)