اليوم الدولي للشباب / د. تهاني العبيدلي الشمري
الموريتاني : يحتفل العالم الدولي في مثل هذا التاريخ من كل عام والموافق 12 أغسطس بالشباب ونجاحاتهم وانجازاتهم المدعمة لسير النهضة في دولهم والسياج الاجتماعي المتين المحمي بسواعدهم وتعزيز دورهم الرائد في المنظومة الدولية.
لقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1999 على المقترح المقدم لتخصيص يوم عالمي للشباب للاحتفال بمبادراتهم وأعمالهم على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
والهدف من هذا اليوم هو تحقيق التنمية المستدامة للدول على أيدي الشباب الذين يشكلون نصف العالم وأعمارهم 30 عاما أو أقل والمتوقع هو أنه بحلول نهابة عام 2030 أن تصل نسبة الشباب الى 58%.
لا شك أن كافة الدول تولي اهتماما خاصا بالنشء ولا سيما فئة الشباب التي تنضح بالطاقة والهمة والعطاء ان أحسن تربيته وتوجيهه وتقويمه.
الشباب سلاح ذو حدين فأما إيجابي بمثابرته وجهوده لبناء وطنه واما سلبي جاحد ينخر بمجتمعه كسوس أو معول هدم.
والدستور الكويتي قد كفل الحقوق للنشء وشرع السياج القانوني لحمايته ولعل أبرز المواد التي تحاكي هذه الحقوق المادتين (9) و(10) المادة (9) تنص على “الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والاسرة” والمادة (10) تنص على “ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي”.
ولعل النوائب والأزمات خير دليل على عطاء الشباب ومدى جديته واصراره وتضحيته ولعل أبرز الأمثلة في ذلك واقعة الغزو المروعة المدمرة التي دهمتنا على حين غرة واستنفر المجتمع الكويتي بأسره في التصدي والدفاع عن عرضنا وشرفنا الكويت لقد انبرى الشباب من الجنسين وبأعمار صغيرة للمقاومة ضد الغازي باذلين جهودهم وأرواحهم فداء للوطن.
لقد سطر الشهداء والأسرى والمقاومين الكويتيين ملاحم الصمود والتحدي ضد المعتدي غير مكترثين بأرواحهم.
كما برز دورهم في واقعة السيل الذي اجتاحت كثير من دول العالم حيث أن العديد من الشباب الكويتي تطوع وشكل فريقا للإنقاذ بمركباتهم الخاصة ومن دون طلب من أحد.
الشباب الكويتي تربى ودأب على المبادرة والعطاء لخدمة مجتمعه وأفراده من دون منة وجائحة وباء كوفيد 19 و تحوراته قد أبرزت الدور الذي قام به شباب الكويت يدا بيد مع الحكومة والقيادة الرشيدة فشكلوا الأفرقة التطوعية للخدمة في كافة المجالات الطبية والمجتمعية ولا زلت أذكر بكاء طفل في عمر الثانية عشر حينما رفضوا تطوعه في الجمعية التعاونية التي تخدم منطقته لصغر سنه ومع ذلك لم يتوانى عن المساعدة لخدمة مجتمعه بأن كتب منشورات توعوية وقام بتوزيعها الكترونيا.
الشباب الكويتي المنعم بخيرات دولته الذي يعيش الرفاعية بأبهى صورها لهو الشباب الكويتي ذاته في المحن والنوائب يشمر عن ساعديه لينظف الشوارع ويزرع ويطبخ ويبني ويوزع المواد الغذائية ويساعد المحتاج نعم هذا الشباب الكويتي بشبانه وفتياته لا يتوانون عن تقديم وبذل ما يستطيعون في سبيل مساعدة دولتهم الكويت وأبنائها والمقيمين على أرضها الشعب الكويتي الانساني الكريم الرحيم جبل على العطاء والمساعدة وفي أحلك الأوقات الشعب الكويتي أسود تحمي أرضها وبنيان يشد بعضه بعضا.
ولكي تبنى الأوطان بسواعد شباب واعي ومثقف ولاءه دولته وقياداته السوية الصحيحة فأنه يستلزم أسرة واعية محبة تزرع الأخلاق والقيم الصحيحة السوية في أبناءها قوامها الايمان والولاء للوطن لكي يشب الشباب على حب أوطانهم والحرص على استقرار مجتمعاتهم وتقدمها على كافة الأصعدة بالتضافر مع كافة المؤسسات التربوية التي تعين الأسرة على مهامها.
بالنسبة لدولة الكويت فهي دولة فتية بعدد شبابها الغالب على التعداد السكاني لدولة فيشكلون الأغلبية لذلك الأمر أهميته لدولة الكويت فوضعت خطط استراتيجية للشباب تدعم أفكارهم وطموحاتهم اللامحدودة فأقرت لهم عدة تشريعات لتعزيز دورهم في المجتمع وإعداد الشباب وتحصينهم وحمايتهم وتأهليهم فكريا وعمليا فرصدت دولة الكويت الميزانيات النوعية المتخصصة للشباب منها دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بتسهيلات كبيرة وميسرة كما أطلقت المراكز الشبابية بكافة دوراتها التدريبية وأنشطتها التوعوية لتدريب الشباب نحو تحقيق أحلامهم وطموحاتهم بروح الوطنية وسيادة واحترام القانون والمتمثلة بالقانون رقم 100 لسنة 2015 في شأن إنشاء الهيئة العامة للشباب
ولم ينس المشرع الكويتي أن يحتضن كافة أطياف الشباب الكويتي ومنهم الشباب من ذوي الإعاقة بالقانون رقم 8 لسنة 2010 بشأن حقوق الأشخاص ذوو الإعاقة – دولة الكويت والذي كفل حمايتهم وتأهليهم طبيا ونفسيا وارشاديا ومنحهم كافة المزايا حالهم حال الأصحاء بل وبمزايا أكثر في بعض النواحي استدراكا لوضعهم الصحي باستعجال منحهم المسكن الخاص وتوفير الممرض والسائق بحسب حالة المعاق وحاجته والدعم المادي المالي والأجهزة والمعدات الطبية المساعدة له كما له الأولوية في التعيين في الوظائف والمهن من خلال القوانين الملزمة كما تمنح الدولة برامج تحفيزية والدعم المادي لجهات العمل التي توظف ما يزيد عن النسب المحددة من ذوي الإعاقة.
وبالفعل أثبت الشباب ذكورا وإناثا أنهم موضعا للثقة فهم طلبة وأصحاب مشاريع صغيرة يديرونها بأنفسهم بكل كفاءة واقتدار واستقلالية ومسؤولية من الشباب الأصحاء وم ذوو الإعاقة فهم الثروة الحقيقية للوطن.
كنا في أعمارهم ولم نتجرأ على القيام بما يقومون به نعم كنت في مثل عمر أولادي آنذاك وكنت ولا أزال فخورة بأعمالي التطوعية ودراستي في الثانوية ومن ثم الجامعة وأعده إنجازا كبيرا وربيت أبنائي على التطوع منذ الصغر فشبوا على ذلك ولله الحمد والمنة ولكنهم أقدموا على فتح مشاريع صغيرة وأداروها وهم طلبة في الثانوية والجامعة وهو الأمر الذي أذهلني!
شباب هذا اليوم لا يخاف من الإقدام ولا يجفل من الخسارة يسقط فينهض بنفسه دون مساعدة ولا يخجل أو يكترث إن فشل وهو مسار قوة وتحدي وثقة بمقدراته.
لذا أطلقوا أبناءكم لا تكسروهم ولا تلجموهم فقد وجهوا وساندوا جيل اليوم جيل الأقدام والتحدي والمبادرات جيل المستقبل الذي هو أعلم باحتياجات الشباب جيل الحواسب الالكترونية المتطورة جيل شباب اليوم خطواته سريعة بسرعة رتم أفكاره مشاريعه كبيرة وجريئة محفوفة بالمخاطر ووحده القادر على استيعابها وتخطيها.
شباب اليوم يعرف ما يريد فقط يحتاج الدعم لينطلق ودور الدولة والأسر ومؤسسات المجتمعات المدنية كبير في ذلك في منحهم الأدوات المناسبة لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم ونهضة بلدانهم فبوسعهم عمل الكثير من تطوير أنظمة وتغيير سياسات لتواكب مظاهر التقدم البشري الذي نشهده.
اللهم بارك في شبابنا وأعنهم ولا تعن عليهم وأجعلهم أداة خير لأنفسهم وأوطانهم فيما تحب وترضى.
دمتم بود…