سياسي بالفطرة، إعلامي بالممارسة ودبلوماسي بالحنكة
على العكس مما يروج البعض في سعي غرضي مكشوف إلى المساس بمكانة الدبلوماسي المخضرم والإعلامي البارز والسياسي المحنك السيد شيخنا ولد مولاي الزين، تتأبى الحقيقة العصية، التي يريدون طمسها، إلا أن تفقأ العيون وتطرق الآذان.
فالرجل مارس السياسة بالفطرة وبشغف في وقت مبكر جدا راكبا إياها مطية ذلولا بحنكته للمشاركة في حمل الهم الطلابي والعمالي والوطني، فقاد وهو مراهق وشاب في الإعدادية والثانوية مظاهرات طلابية نادى حينها بحرية التعبير وإنصاف الشعب وتقدير اليد العاملة. انصرف، من بعد ذلك، اهتمامه المتقد إلى الإعلام الذي اجتذبه فكانت كتاباته رصينة وتحليلاته عميقة.
لم تخب يوما جذوة الوطنية المتقدة في روحه ولا غادرت سلوكه حتى دخل الحياة العملية والرسمية النشطة في العام 1986 ليثبت خلال ما ناهز الأربعة عقود جدارته ويتقلد العديد من المناصب:
ـ الإدارية السامية بكفاءة عالية،
ـ والإعلامية (مديرا للوكالة الموريتانية للأنباء) بحرفية مشهودة،
ـ وديبلوماسية سياسية في بلدان عديدة، وثقافية (سفيرا لدى اليونيسكو) حيث حين التعريف بموريتانيا التاريخية والحديثة باستخدام وسائل العصر المتطورة.
جدير بالذكر أن شيحنا ولد مولاي الزين، الذي لم يتورط خلال حياته العملية في أية عملية نصب أواحتيال على الميزانيات العامة، هو المؤسس الأول لـ”رابطة الصحافة المستقلة” التي تولى رآستها من عام 1996 حتى العام 2006، وهي الفترة “الذهبية” التي كانت تخطت الصحافة فيها، بجدارة وسمو أداء رسالتها المقدسة على أيدي روادها الأوائل، إلى الحرفية الملتزمة بأصول المهنة والمتقيدة بمساطرها التنظيمية ومواثيقها الأخلاقية الرفيعة.
وأما السياسة فلم يكن يوما شيخنا في معزل عن أحداثها ولا مترددا في خوض غمارها حيث تبنى، خلال كل المنعطفات والتحولات الكبرى التي شهدها البلاد، المواقف النبيلة التي خدمت البلاد وضمنت سلامة أراضيها ووحدة ولحمة مواطنيها.
يقول الذين اشتركوا معه عن قرب في الممارسة السياسة، ومثلهم الذين اختلفوا معه، إنه ظل على الدوام متميزا ومختلفا تمامًا في التعاطي عن الآخرين، في أفعاله، وردود أفعاله أيضًا، حيث يتصرف غالبًا بهدف، لا يتكلم إلا وفقا لغرض،ويسعى دائمًا لغاية، ويرسل رسائله بدقة ومهارة فائقتين. وقد استطاع شيخنا الذي يعرف كيف يستهدف جمهوره، ويسوق نفسه أن يبنى من حوله سورا من الثقة والزخم، وأنه كفء يتجاوز إدارة نفسه ومحيطه ومصالحه.
ولما أنه قرر، قبل ثلاثة عقود، أن ينخرط ويدرس ويلم بمشكلات مجتمعه فقد تولدت لديه القدرة على تحليل الأحوال وتملك رؤى مستنيرة وحلولا متبصرة لإشكاليات الواقع وتعقيداته وعذابات الناس مما جعله قريبا منهم وشغوفا بالبحث عن الحلول الموضوعية القابلة للتطبيق على الأرض.
ولأن مساره العملي أثبت أنه كذلك سياسي محنك فقد لأنه قارئ جيد للعلوم والفلسفة السياسية ومهتم بعلم الإدارة حيث تقلد مناصب كثيرة مارس خلالها قواعد الإدارة الحديثة وشروط ها وأثبت بكفاءة عالية إلمامه الفائق ببديهيات ومسلمات علم التسويق السياسي فقدم على الدوام نفسه مناضلا من أجل العدالة والبناء وتحقيق والرخاء، ولعب ويفعل دورا حيويا من أجل تعزيز النجاحات التي تتحقق باضطراد والسلم الذي يعزز الأمان والاستقرار في ظل قيادة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
الولي سيدي هيبه