الترارزة: الحزب الحاكم بين التطلع للتغيير.. وإصرار المنتخبين على التدوير

تتواصل النشاطات الحزبية في ولاية الترارزة، حيث تجوب بعثة حزب الانصاف مقاطعات أهم الولايات من حيث المجمع الانتخابي، لبلورة تشكلة قائمة مرشحي الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة.

وتعتبر التوازنات السياسية المعقدة اكبر تحد لبعثة الحزب في الولاية، ناهيك عن الوعي السياسي وصحوة النخب السياسية، والحضور اللافت للشخصيات السياسية التقليدية التي كانت تتصدر المشهد السياسي، رغم غياب الإطار التنسيقي بين الأطراف تحت المظلة الحزبية.

ويشكل الحراك السياسي الحالي في ولاية الترارزة أول اختبار يضع مصداقية الحزب الحاكم على المحك، أمام أول انتخابات منذ تولي النظام الحالي، الأكثر انفتاحا على الجميع.

وترى اطراف سياسية وازنة في ولاية الترارزة عدم وقوف الحزب الحاكم على مسافة واحدة من أطرافه وتكتلاته في الولاية، والتي تجددت في ظل دعوة الحزب إلى التحلي بالحزبية، رغم عدم التزام بعثاته إلى الولاية ومنسقيه بذلك!.

ولا يخفي بعض الفاعلين في الحزب الحاكم صعوبة الموقف المحرج الذي يواجهه الحزب الحاكم في الترازة، في ظل تنامي الدعوة لانتخاب ممثلين للولاية! بامتياز، وتطلع النخبة السياسية إلى التغيير الجاد، في لائحة مرشحي الحزب في الانتخابات القادمة.

وبحسب معلومات حصل عليها موقع “الموريتاني”، فإن إصرار المنتخبين في الولاية على إعادة تدويرهم من جديدة، يشكل أزمة أكثر إحراجا للحزب الحاكم.

ولعل الخطاب المتكرر لمنسق الحزب في جولته الحالية في ولاية الترارزة، والذي لا يحمل الجديد من تطلعات الأطراف السياسية في الولاية، قد خيب الآمال بين النخب السياسي حول مبدأ التغيير والتجديد في سياسة الحزب الحاكم.

وتتجه النخب السياسية في الولاية إلى إحداث تغيير تحت عباءة الحزب الحاكم، رغم عدم اتساع الهامش المتاح لذلك، بينما يستغل المنتخبون بعثات الحزب لصالح خيار التدوير، ووسائل الاعلام لإيصال رغبة الناخب بذلك الخيار، رغم عدم علمه بذلك!.

وبين هذا وذاك لم تتضح ملامح خيارات الحزب الحاكم، رغم وجود بعثة من الحزب الحاكم، لا تتيح مجالا واسعا للمناورة السياسية تحت قواعد العمل السياسي المعمول بها.

هكذا ضربت النخب السياسية في ولاية التررزة كفا بكف، أمام حيرة الحزب الحاكم بين التطلع للتغيير.. وإصرار المنتخبين على التدوير من جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى