بعيدا عن السياسة … التقوى أعز ما اكتسب، وهل نستجب؟/ الولي سيدي هيبه
ولأن التقوى تجمع بين خيري الدنيا والآخرة، فهي مدعاة لحب الله لنا فيشرح صدورنا، ويتقبل أعمالنا، كما تجعلنا نحظى بولاية الحيَّ القيوم، وتعظم درجاتنا عنده، وننال البشرى في الحياة الدنيا والآخرة، وتكون فرقاناً، وفرجاً ومخرجاً، ولباسا هو خير من اللباس الظاهري، ونجاة من النار، وحظوة بجنات النعيم في يوم الدين.
ومن الكمال من الله تعالى أن شرع للأمة من أمور الدين صوم شهر رمضان وجعله وسيلة مشروعة للتقرب إليه سبحانه والنيل من مرضاته، كما جعله وسيلة للحصول على التقوى، الذي به يتجنب المسلم المعاصي، ويترفع عن أعراضها من اللغو والرفث وقول الزور، ويقوي عزيمته في العبادات ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِب عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، فكانت الحكمة البالغة من تشريع صيام رمضان ومقصده الكبير هو “التقوى” أعظم الخصال التي تجمع بين خيري الدنيا والآخرة، والتقوى تشرح الصدور، وبالتقوى يحبنا الله، ويتقبل أعمالنا، وبها نحظى بولاية الحيَّ القيوم. وبالتقوى تعظم كذلك درجاتنا عند ربنا، وننال بشرى ربنا في الحياة الدنيا والآخرة، ويجعل الله لنا بالتقوى فرقاناً، ويجعل لنا فرجاً ومخرجاً، وبالتقوى نحظى بلباس هو خير من اللباس الظاهري، وبالتقوى ننجو من النار، ونحظى بجنات النعيم في يوم الدين.
مراتب التقوى كما بينها الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل ونظمها العلامة محمد العاقب بن مايابى الجكني:
حضرتُ مجلسَ إمامِ الــنصحا ماءِ العيونِ بعدَ أنْ صلى الضُحى
يُحَدِثُ الناسَ بدينِ أحــــــمدِ يقولُ وهْوَ جالسٌ بالمســــجِدِ
إنَ التُقى وهْوَ أعَزُ ماكْتَسَـبْ ذ و هِمةٍ يَأتى على خمسِ رُتَبْ
تُقًى يُخَلِصُ منَ الخُلـــــــــودِ وهْوَ اتقاءُ الشِرْكِ بالـــــــــمَعْبودِ
ومايَقِى الدُخـولَ فى الجحيمِ هُوَاتقاءُ الزَلَلِ العــــــــــــــظيمِ
وما يُنجي من عذاب المسلم في قبره هو اتقاء اللــــــــــــمم
وما يقيكَ منْ مكارِهِ الـــــــدُنا هُوَ اتقاءُ الشُبُهاتِ والخــــــــــنا
ومابهِ تُسْتَجلَبُ الأفـــــــــراحُ هوَ اتقاء بعــــــــض ما يُــــــباحُ
فَرُحتُ مُصغيًا لِما حـــــــــكاهُ وصافَحَتْ يُدَيَتى يَــــــــــــــــداهُ
فَعادَهُ عَلَيَ حتى استـــكملا حَديـــــــــــــــــثَهُ كما بَداهُ أَوَلا
فهل ننصرف إلى الاحسان في هذا الشهر “الفرصة” ونصحح ما بيننا وبين الخالق بالجوارح، ونترجم كل مسعى إلى الأعمال الخالصة الناصحة ابتغاء وجه الله الأعلى من دون استحضار للمآرب السياسية المشوبة بالطمع في الدنيا ولهوها ومتاع غرورها؟