المغرب.. الموسم الصوفي لزاوية “مولاي عبد المالك” يبحث أخلاق التصوف
أسدل الستار على الموسم الصوفي العالمي الثاني عشر الذي أقيم بزاوية مولاي عبد المالك الدرقاوية بقلعة امكونة إقليم تنغير بالمملكة المغربية الشريفة أيام 5-6-7 من ماي 2023.
نظمت زاوية مولاي عبد المالك الدرقاوية بقلعة امكونة موسمها الصوفي العالمي في نسخته الثانية عشرة أيام 5و 6 و 7 من ماي 2023.
تميز كالعادة باستقبال الضيوف عشية الخميس 4 ماي بالزاوية،الوافدين من مدن متعددة داخل المغرب وخارجه حيث حضر مريدو الطريقة الذين مثلوا أكثر من 15 دولة أغلبهم من جنوب افريقيا واسبانيا وانجلترا وماليزيا وسويسرا واستراليا وامريكا ومصر وايطاليا وغيرها…
وفي يوم الجمعة 5 ماي
تمت صلاة الجمعة بمسجد (أيت تازارين ) حيث تناول الخطيب موضوع (أهمية التصوف السني كتابث من توابث الأمة المغربية ) ،وقد تمت ترجمة الخطبة باللغتين الاسبانية والانجليزية بعد الصلاة بالزاوية من طرف الشيخ علي العراقي (أحد علماء ومشايخ الطريقة بطنجة ،مدير معهد ميم لستر بانجلترا ومتخصص في الترجمات).
وتميزت الليلة الأولى (الليلة الصغرى) بتلاوة الورد الشريف للطريقة الحبيبية مع أذكار وأمداح ،وختمت الليلة بدرس ديني بموضوع “إمارة المومنين ضمان استمرارية التصوف المغربي”.القاه الشيخ مولاي المرتضى البومسهولي شيخ الزاوية .
وصبيحة يوم السبت 6 ماي توجه الجميع في موكب رسمي مليئ بأذكار وعادات قديمة صوب ضريح مؤسس الزاوية (مولاي عبد المالك بومسهول ) وتمت تلاوة سورة يس والملك والدعاء الناصري والمنفرجة ترحما وتبركا بالولي الصالح ،وتم الختم بالدعاء لمولانا أمير المومنين بالنصر والتمكين والرحمة للبطلين المجاهدين مولانا محمد الخامس ومولانا الحسن الثاني طيب الله ثراهما.
وتمت صلاة الظهر بمسجد المؤسس مولاي عبد المالك مع تناول وجبة الغداء بالخيمة المهيئة للموسم وتناول درس آخر من دروس التوابث الوطنية بموضوع “التصوف أخلاق” تناوله شيخ الطريقة البصيرية ورئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث ببني عياط أزيلال ،وتمت الترجمة الفورية باللغة الإنجليزية.
كما تم إحياء الليلة الثانية (الليلة الكبرى) بحضور مشايخ وأساتذة وعلماء ومريدين داخل المغرب وخارجه بقراءة الأوراد والأذكار والتلاوات الجماعية والفردية والختم بدرس ديني ألقاه الشيخ مولاي المرتضى البومسهولي شيخ الطريقة والزاوية بعنوان “حماية التصوف من الشوائب والخزعبلات بوسائل وسلاح العلوم الشرعية” إشارة الى أن التصدي لكل من يشوه صورة التصوف في المغرب وخارجه لا يكون بالجهل والتهور وإنما بسلاح العلم والمعرفة والجمع بين الشريعة التي منبعها القرآن والسنة والحقيقة التي أصلها معرفة الله.
وفي صبيحة يوم الأحد 7 ماي وعلى هامش الموسم الصوفي العالمي الثاني عشر نظمت الزاوية بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي والمندوبية الاقليمية للشؤون الإسلامية بتنغير ندوة علمية بعنوان “تأثير التصوف المغربي في العالم الشرقي والغربي ” بقاعة العروض بمقر جماعة قلعة امكونة.
بحضور المجلس العلمي المحلي لتنغير وبرشيد،والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بتنغير، وبعض أعضاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فرع جنوب افريقيا، والسلطات المحلية والمستشار البرلماني بقلعة امكونة والزاوية البصيرية ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والزاوية الرسموكية بشيشاوة وشيوخ ومقدمي الطريقة داخل المغرب وخارجه.
وقد أسهم في عروض الندوة كل من السادة الدكتور مولاي عبد المغيث بصير رئيس المجلس العلمي المحلي لبرشيد والدكتور محمد المهدي منصور أستاذ باحث ومؤلف،والشيخ محمد ريال رنقست إمام وخطيب وداعية بجنوب افريقيا.
كل عروضهم تنصب في عنوان الندوة.
كما تم تكريم المرحوم الدكتور مولاي عبد الله شريف الوزاني الذي ما تخلف مرة في المشاركة في الموسم الصوفي العالمي منذ 2012 رحمه الله تعالى.
وختمت الندوة بدعاء خاص لمولانا أمير المومنين بالنصر والسداد والتمكين والصحة والعافية رفعه بالنيابة أحد أعضاء المجلس العلمي المحلي لتنغير.
وتوجه الوفد الرسمي الى زاوية مولاي عبد المالك لتناول وجبة الغداء بحضور أئمة وفقهاء المنطقة وكل أعيان قبائل أهل امكون ودادس ومغران وضيوف الزاوية داخل المغرب وخارجه ،وفي جو روحي مليئ بالذكر والخشوع والايمان تم الختم بتوصية المحبة والتآلف بين الناس وبين القبائل ونبذ أسباب الخلاف والاجتماع على كلمة واحدة والتوحيد على توابث الأمة المغربية والتذكير بها عقيدة ومذهبا وسلوكا وإمارة،
وختم المجلس ببرقية ودعاء خاص لمولانا امير المؤمنين حامي الملة والدين وراعي التصوف وأهله بالنصر والتمكين والصحة والعافية ولولي عهده المحبوب مولاي الحسن ولصنوه مولاي رشيد ،وبالدعاء بالرحمات للملكين المجاهدين مولانا محمد الخامس ومولانا الحسن الثاني طيب الله ثراهما ولعامة المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات.
ثم توجه الوفد الى مراكش لزيارة أحد أقطابها ورجالها وهو وسط عقد السبع الإمام سيدي بن سليمان الجزولي رضي الله عنه وذلك صبيحة يوم الثلاثاء 9 ماي بحضور الطائفة الجزولية برئاسة الشيخ الحاج عبد الرحمان الصويكي الذي استقبل الوفود بترحيب ومحبة ،
مع القاء موعظة في موضوع “أهمية الصلاة على النبي وثمراتها” ألقاه الأستاذ الدكتور محمد مهدي منصور ،وختم المجلس الشيخ مولاي المرتضى البومسهولي بالشكر للوافدين الى الموسم الصوفي العالمي الثاني عشر، والشكر للطائفة والطريقة الجزولية على حسن الاستقبال ،ثم بالدعاء داخل الضريح للسدة العالية مولانا أمير المؤمنين وعامة المسلمين .
م: عبد العزيز اغراز