ندوة دولية بالإيسيسكو تدعو إلى دعم ثقافة السلم وتعزيز قيم الرحمة في مواجهة الكراهية
الرباط:27/7/2023
أجمع المسؤولون رفيعو المستوى والخبراء المتخصصون الدوليون المشاركون في الندوة الدولية: “ألمانيا والعالم الإسلامي.. الفهم والتطوير”، بمقر الإيسيسكو اليوم الخميس (27 يوليو 2023)، على ضرورة دعم ثقافة السلم والحوار والتفاهم، وفتح آفاق الفهم والتبادل الثقافي، وتعزيز قيم الرحمة ومواجهة الكراهية والاستفزاز.
وانطلقت أعمال الندوة، التي عقدتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالشراكة مع المعهد الألماني للحوار والتفاهم “مواطنة”، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم كلمة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، والتي أكد فيها أن العلاقة ذات الإيقاع الفريد بين العالم الإسلامي وألمانيا جديرة بالتأمل والدراسة والتحليل.
وأشار أن الثقافة العربية الإسلامية مثلت على مدى قرون حقلا زاهرا ارتاده المفكرون والباحثون، بمستوى مشرف من الحيادية العلمية والعمق، و بأسلوب مغاير في التناول على المستوى الثقافي، منوها بالنهج الذي اعتمده المفكرون الألمان ونجم عنه استنباطات ملهمة أبرزت جواهر من درر التراث العربي الإسلامي، وفتحت طرائق مستجدة للبحث الجاد في نفائسه.
وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى ترسيخ الفهم والتفاهم، والطرائق الأسمى للتعبير عن التباينات الثقافية بأساليب حضارية تنأى عن العصبية والإساءة للمقدسات.
وفي كلمته أبرز الدكتور رانا تنوير حسين، وزير التعليم والتدريب المهني في جمهورية باكستان الإسلامية، أهمية الوحدة والتعاون في بناء مستقبل مشرق للجميع، مؤكدا أن هذه الندوة مناسبة فريدة لتعزيز التعاون وتعبئة القدرات والخبرات والمعارف لأممنا المختلفة.
ومن جانبه أشار السفير روبرت دولغر، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة المغربية، إلى أن الدراسات العربية حول الاستشراق الأوروبي تفتح آفاقا جديدة على العالم العربي وتساعد على تعزيز التفاهم وتعميق التبادل الثقافي بين الشعوب.
وخلال كلمته أكد الدكتور عبدالصمد اليزيدي، المدير العام للمعهد الألماني للحوار والتفاهم “مواطنة”، أهمية الفهم الصحيح للمواطنة، باعتبار المواطن سفيرا لبلاده، داعيا إلى تعزيز قيم التسامح والسلام الإسلامية في ألمانيا، حتى نتمكن من إيصال رسالة الرحمة إلى العالمين، لمواجهة الكراهية والاستفزاز.
وتلت الجلسة الافتتاحية جلسة علمية شهدت تقديم أوراق متخصصة تهدف إلى استقراء حيثيات العلاقة بين ألمانيا والعالم الإسلامي بمشاركة الدكتور عبد الصمد اليزيدي، والدكتور محمد شريف، مستشار في قطاع العلوم والتقنية بالإيسيسكو، والسيدة رباب نسابي، خبيرة في العلاقات العامة بالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا.
وعقب الجلسة أهدى المدير العام لمعهد “مواطنة” إلى المدير العام للإيسيسكو درع المعهد وقطعة حجر أثرية من جدار برلين، فيما أهدى الدكتور المالك للدكتور اليزيدي درع الإيسيسكو، تقديرا لجهوده وإسهاماته في مجال تعزيز الحوار الحضاري.
وفي الجلسة العلمية الثانية قدم الدكتور عبد الملك هيباوي، رئيس المجلس الألماني-المغربي بألمانيا رئيس قسم حوار الأديان بمعهد مواطنة، قراءة علمية في كتابه “الاستشراق الألماني- دراسة في النشأة والتطور ومجالات البحث”، الذي أصدرته الإيسيسكو مؤخرا، تلتها مداخلات نقدية للدكتور حاتم الجوهري، والدكتور محمد المسعودي.