قصيدة :عروبة حائرة الشاعر/علي محمد الشرفاء الحمادي
كاتب ومؤلف وشاعر كتب عدة مؤلفات تدعو إلى التمسك بالخطاب الإلهي ورسالة الإسلام رسالة السلام، أشعاره نبضات تشي بأن الرجل حاضر قلبا وقالبا في كل الهموم التى تشغل بال الأمة العربية فهو مع الجزائر في نضالها التحرري المرير ضد طغيان الفرنسيين المستعمرين ( انظر مقال الجزائر وهو مع مصر في صراعها ضد تيارات الأيدلوجيات وتسخير الدين لغايات سياسية سعيا للوصول إلى الحكم وبتمالؤ من أكبر الإبرياليات وهذا ما تشهد عليه المقالات المتعددة حول كل التكفيريين والتفجيرين ومقالاته حول الرئيس المصري السيسي والتى تعرب عن تأييد واضح لهذا الرئيس و القائد الملهم رفعا لرايات التحدي ضد هذه التيارات التى تعتبر وبالا على الأمة ( انظر مقالاته حول الإخوان المسلمين .
عايش الشاعر والمفكر والأديب علي محمد الشرفاء فترة التحولات الكبيرة والعميقة التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل الأمير الشيخ زايد رحمه الله رأى فيه قائدا ملهما حكيما وغيورا على واقع أمته العربية الإسلامية فاستنبط منه أهم القيم والمفاهيم التي ينبغي أن ينادي بها وأن ندعو إليها من أجل تحقيق وحدة عربية شاملة.
التزم المفكر لقضايا العالم العربي جملة وتفصيلا فلم يخل منبر من منابر الإصلاح في المشرق أو في المغرب من دعوات جديدة تتماشى ومنهجه الدعوي الإصلاحي الذي يقوم بالأساس على العودة إلى القرآن وفهم الدين فهما يتنافى والإسرائيليات.
قصيدة عروبة حائرة تترجم بوضوح هذه النظرة وهي قصيدة تستجلي واقع الأمة العربية المشتتة بسبب الاختلافات في الرأي والأنانية في المصالح.
تتكون القصيدة من ثمانية عشر مقطعا يتكون كل مقطع منها بطريقة منتظمة من أربع أسطر تعتمد إيقاعا داخليا وإيقاعا خارجيا وتأخذ التعبير المزاجي طريقة للتعبير والإفصاح.
ونجده يكافح بقلمه ضد غزو العراق وقهر شعوبه واستنزاف خيراته من لدن الأمريكان وهذا ما يتضح من مقالاته أيضا .
وهو كذلك مع الهموم العربية أينما كانت في اليمن والسودان و تونس ومع الشناقطة الموريتانيين. وهو حاضر في قضايا القمم العربية موجها ومرشدا وداعيا إلى توحيد الصف والوصول إلى كلمة سواء.
ومن أشهر قصائده الجامعة المانعة لهموم أمة بالكامل والتي ترافق أحداثا شقت واستعصت على الجميع ، قصيدة عروبة حائرة.
نص القصيدة:
إلـــــى متــــى يا أخوتـــــي
تظــــل تشـــــقى أمتــــــي
وجســـــــمها ممــــــــزق
مسحوقة عروبتي
وعنـــــدهم عروبتـــي شـــعار
يــــرددون اســـمها فخـــــار
ويقتــــلون بعضـــهم جــــهار
ويدعون كلهم محبتي
إلـــى متـــى هـــذا الشـــقاق
وكيـــف يلتــــقي الرفــــــاق
عروبتـــــــي دم مـــــــراق
في كل قطر قصتي
أيـــن الرجـال عنـــدما تهدد الثغور
أيـن الذيـن أشـعلوا فــي الكـون نور
أيـن الذيـن قاتـلوا كــل العصـــور
أين الذين كرسوا حياتهم لنجدتي
ويســــقط الشـــهيد تلو الشــهيد
وشـــــعبنا مكبــــل طريـــد
ونســــمع النشــيد من جديــــد
وتستباح كل يوم حرمتي
أليـــــس بينـــكم رشـــــيد
يعيـــــد مجـــدنا التليــــــد
ويشــــرق الفجـــــر الجديــد
وترفعون راية لعزتي
ويلهجــــون كــل يـــوم بالدعـاء
من أجـل نصـر وافـــد من السـماء
ويجلســون قانعـــين بالرثــــاء
ويدعون أنها سجيتي
وتخــــرج المبـــادرات بالســـلام
ويحـدث الخـلاف بينــهم علـى الـدوام
وكلهـم لا يملكـون قوة غير الكــــلام
ويكشفون للعدا عن عورتي
هــل خلـــت قوميتـي مــن الوفـاء
وأجــدبت عروبتـــي عـن العطــاء
فأصبحت في خشـية مـــن اللقـــاء
فحطم العدا شكيمتي
فبعضـــهم مؤمــن بكــل ملتقــى
وبعضــهم يخـاف أن يرى تفرقــا
وبعضـهم يـــريد أن يحــل موثقـا
فعطلوا جمعهم وأرهقوا قوتي
فالرافدين مهـــدد في أرضــه يدمــر
وشعبه محاصــر وأمتــي تبـــــرر
فالعم سـام عن أمتـي موكــل يقـــرر
فسودوا صحائفي وزودوا بلوتي
إلــى متـى يظـل بعـض إخوتي
ضلـــوا الطريــق تنكـروا لأمتي
وسـلموا قرارهـم لمــن يزيـد علتـي
كيف السبيل أن تعود عزتي
هبـــوا ســراعا قبــل أن تحاصـروا
جميعكم تسـتعبدون عندهــم وتؤمــروا
وتندموا حينــها وقـولكم لا نقـــــدر
ففرطوا مجدهم واستعجلوا منيتي
عدونــا فــي كـــل قطــر يرتــع
وشـــعبنا مكبـــــل مقطـــــع
وحقــــه فــإن أراد يمنــــــع
فمن يذود اليوم عن كرامتي
أيـــن الذيــن نـــادوا للجهــــاد
وفــوق أرضـــنا يخيــم الســـواد
وكلهــم مدججــون بالعتـــــــاد
ويدعون كلهم محبتي
ويذهبـــــون كلهــم للعـم ســام
يرجـــون منــه العفــو والســلام
فيرجعــون بالوعـــود والكــــلام
ويدفنون بالقذى كرامتي
مشـــاكل الحــــــدود تـــؤرق
كأنـــها قنابــــــل تمــــزق
فــــإن تقـــاربوا تفرقـــــوا
متى تفيق أمتي من غفوة
العــــدا مــن حولنــا توحـــدوا
وجهــــدنا مبعثـــر مبــــــدد
لانهــــم تضامنــــوا، قــد وطدوا
قواعد لهم بأرض أمتي
أرضـنا فــي كــل قطــر تستباح
وشـعبنا يهــوي وتدميـــه الجـراح
من يا تــرى يقــوده إلى الكفـــاح
يفك اسر قدسنا وغربتي
فــي حينــها ســنحمل الســـلاح
نحـــرر الديــــار والبطــــاح
بــــلا تراجــع ولا نـــــواح
وعندها تجف دمعتي
مدير ديوان الرئاسة السابق
دولة الإمارات العربية المتحـــــدة الشقيقة