احتفاء بتسعينيته.. ندوة فكرية تحتفي بالمفكر المغربي عبدالله العروي

نظمت الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمدينة ذاتها ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ومؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم ، ندوة فكرية بمناسبة الذكرى التسعينية للمفكر عبدالله العروي وذلك يوم الخميس 30نونبر 2023 بمركز الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة بالمغرب.

وافتتحت الندوة التي سير برنامجها الأستاذ محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، بكلمة رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة الأستاذ عبد اللطيف بيدوري ، تلتها كلمة نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة الأستاذ محمد ياقين، وكلمة المدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة بالجديدة الأستاذ عبد العالي السبيوي.

وقد تناول الأستاذ نورالدين صدوق في مداخلته موضوع ” تسعينية الأستاذ عبد الله العروي: الكتابة أفقا للتفكير والإبداع”، مؤكدا أن الأستاذ العروي أراد أن يكتب الرواية قبل يكون مؤرخا ، وأن بداياته الأدبية كانت سنة 1958 متطرقا لروايات من مثل : اليتيم، الغربة، الفريق، وأوراق التي أوضح فيها أن الفن كامن في الحياة، أو أن الحياة تتحول من ذاتها إلى فن … ، كما تطرق لكتابه “الإديولوجية العربية المعاصرة” ومشاكل التقدم والتخلف التي يعيشها العالم العربي مقارنة مع الغرب ، وختم مداخلته بنص ” رجل الذكرى”.

وتمحورت المداخلة الثانية للأستاذ محمد الداهي حول “حساسية الإخفاق في روايات عبدالله العروي”، حيث اعتبر أن العروي مارس التجريب في أعماله الروائية، وأنه وضع رواية الغربة في قالب مسرحي وأوراق في قالب تراثي مبرزا أن توظيفه للتاريخانية كان لاستلهام العبر وتدارك التأخر التاريخي إزاء الغرب.

وركز الأستاذ محمد نعيم في مداخلته المعنونة بـ” عبدالله العروي قارئا سبينوزا: مسائل وملاحظات” على أن العروي أعاد قراءة الفكر السياسي لسبينوزا، و الوقائع التاريخية التي بلورت فكره مستلهما منها مجموعة من الخلاصات في أطار المقارنات التاريخية ،خصوصا وأنه -حسب المحاضر- قد ترجم لمونتيسكيو وربط بينه وبين ابن خلدون ، كما ترجم لجان جاك روسو وربط بينه وبين ابن رشد، وكل ذلك بهدف معرفة المناهج وليس المعارف والصعوبات التي تواجه المترجم العربي.

وتطرق الأستاذ أحمد المكاوي في كلمته إلى كتابات عبد الله العروي التي شملها المنع، مشيرا إلى أن مؤلفات الأستاذ العروي تعرضت للتجاهل و للتحريض من قبل بعض المثقفين المغاربة ، زيادة على الترجمات الرديئة لبعض نسخها.

واختتمت الندوة بمناقشة تمثلت في تقديم توضيحات وإضافات ثمنت المشروع الفكري للأستاذ عبد الله العروي، مع التأكيد على توصيات منها ودعوة قطاع الثقافة للعمل على جمع جميع مؤلفات عبد الله العروي في موسوعة علمية ، وإنشاء كرسي عبد الله العروي بمدينة الجديدة حول الفكر والإبداع ، والتفكير في إقامة معرض لكتب عبد الله العروي بالمركب الثقافي عبد الله العروي ، والعمل على تنظيم دورية فكرية سنوية باسم عبد الله العروي ، والاهتمام الفني والمعماري بدرب العروي بأزمور، و توطين خطوات عبد الله العروي من المكان الخاص الذي كان يجلس فيه إلى منزله بأزمور.

وعرفت هاته التظاهرة الثقافية إقامة معرض لبورتريات المفكر بلغت اثنين وعشرين لوحة أنجزها فنانون تشكيليون ينتمون لجل مناطق المغرب ومشاركات من خارج الوطن.

وقد تم الإعلان عن الفائزين الثلاث لبورتريات الأستاذ العروي، تصدرها في المرتبة الأولى فنان تشكيلي من أكادير، و حصل على الرتبة الثانية فنان تشكيلي من اليمن ، أما المرتبة الثالثة فعادت لفنانة تشكيلية من خريبكة، ثم أعطيت الكلمة لأخ عبدالله العروي وأخته، حيث أثنيا على المحاضرين ومختلف الفعاليات الإقليمية والمحلية التي احتفت بأخيهم، وكل الحضور العريض سواء من مدينة الجديدة أو من خارجها معتبرين هذا التكريم تشريفا وتقديرا للمسار الفكري والأدبي للأستاذ عبدالله العروي ولكل عائلته وأقاربه و طلبته ومحبيه.

م: عبد العزيز اغراز

زر الذهاب إلى الأعلى