مفتشي الدوائر والمقاطعات يوجهون رسالة تظلم إلى وزير التهذيب (نص الرسالة)
تكتل نقابة مفتشي الدوائر و رابطة المفتشين المقاطعيين
إلى السيد وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي
رسالة تظلم
يسرنا في تكتل مفتشي الدوائر ومفتشي المقاطعات أن نعبر لمعاليكم عن كامل استيائنا لمواصلتكم نهج التغييب والتهميش لمفتشي التعليم الأساسي المتبع من طرف وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي في حق أهم طاقة بشرية تمتلكها على مستوى القطاع ويمكن المراهنة عليها في إنجاح الإصلاح التربوي الراهن وفي إرساء دعائم المدرسة الجمهورية المنشودة
لقد بات جليا للمتابع للتعيينات التي أجريتم على مستوى القطاع منذ توليكم مقاليده أن الوعود الجميلة والمشاعر الطيبة التي ما فتئتم تعبرون لنا عنها معالي الوزير خلال اللقاءات المتعددة التي جمعتنا سويا- تلك الوعود المتمثلة في وجود إرادة راسخة لديكم بتغيير هذا النهج المشين تجاه هذه الفئة من فرسان القطاع – لم تتجسد بعد على أرض الواقع رغم استبشارنا خيرا بتوليكم قيادة هذا القطاع لما لمسناه فيكم من استعداد وقرب من الجميع ووضوح رؤية وإلمام مسبق بمشاكل القطاع ورغم ما عبرتم عنه من توجه إصلاحي يتأسس على الإنصاف والمساواة في الفرص في تقلد سائر المناصب على مستوى القطاع وفقا لمعايير الكفاءة والتجربة والاستعداد؛ وقد لاقى إصداركم مقررين يحددان معايير التحويل والترقية على مستوى المدارس الابتدائية ومؤسسات التعليم الثانوي وأقسام المفتشيات والإدارات الجهوية ترحيبا واسعا على المستوى الوطني وساد التفاؤل بأنكم ستواصلون نفس النهج في الحلقات العليا من القطاع،لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن إذ جاءت التعيينات اللاحقة على غير المتوقع وخلافا لما كان منتظرا، حيث لم يرد فيها اسم مفتش تعليم أساسي واحد رغم خلو المراكز الاستشارية أو المتعلقة بالتكليف بمهام على مستوى الديوان من هذه الفئة الجديرة بمثل هذه المناصب كفاءة وخبرة ومهنية واستعدادا، ورغم تقليص المديرين الجهويين من مفتشي التعليم الأساسي على مستوى الإدارات الجهوية و تقليصهم إلى مديرين جهويين مع الإمعان في تغييبهم على مستوى مدارس تكوين المعلمين قيادة وتأطيرا فأصبحوا فيها غرباء بعد أن كانت لهم اليد الطولى في النهوض بها إلى مستوى التميز والريادة
لهذه الأسباب لا يسعنا إلا أن نحيطكم علما بأننا مستاءون جدا من استثنائنا المتواصل من التعيين في المناصب المذكورة أعلاه حتى أصبح الكل ينشد فينا قول الشاعر جساس بن مرة :
وإذا تكون كريهة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
إن هذا النهج الإقصائي لمفتشي التعليم الأساسي المتمثل في حرمانهم من تولي المناصب القيادية في القطاع مع اعترافه لهم بأنهم خدمه المهنيون المخلصون الطيعون لا يتماشى ومقتضيات إصلاح منظومتنا التربوية الذي يدعو إلى تعزيز الحكامة في مجال القيادة التربوية وترشيد الموارد البشرية بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعلى أساس الكفاءة والخبرة
لذلك ندعوكم معالي الوزير إلى رد الاعتبار لمفتشي التعليم الأساسي وإنصافهم بتمكينهم من حقهم في تولي مناصب القيادة على مستوى كافة مراكز القرار في القطاع سواء الجهوية منها أو المركزية وكذلك المراكز الاستشارية، وبذلك تعود بوصلة توجهكم الإصلاحي إلى وجهتها الصحيحة
تكتل نقابة مفتشي الدوائر و رابطة المفتشين المقاطعيين