صحيفة إسبانية: موريتانيا لاعب جديد في قطاع الغاز
يقع مجمع الغاز الكبير تورتو أحميم على بعد عشرة كيلومترات قبالة ساحل سانت لويس في السنغال، وسيبدأ إنتاج الغاز في الربع الأول من عام 2024. وتتولى شركة بريتيش بتروليوم (BP) تشغيل أكبر مشروع لاستخراج الغاز في المنطقة. وتبلغ مساحة الحقل 33 ألف كيلومتر مربع، ويحتوي على احتياطيات تبلغ 1400 تريليون متر مكعب، مما يمنحه إمكانية إنتاجية تتراوح بين 30 إلى 50 عامًا. وبعبارة أخرى، فإن موريتانيا على وشك أن تصبح منتجا رئيسيا للغاز في العالم، وواحدة من أكبر الدول في أفريقيا.
واعتبرت الصحيفة الإسبانية Atalayar أن الدولة الموريتانية تواجه نقاط ضعف عديدة. وبحسب دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2022، أصبحت موريتانيا دولة “هشة”، خاصة اقتصاديا. وتتعرض البلاد لمخاطر كبيرة على عدة جبهات، خاصة فيما يتعلق بالاعتماد على الموارد والبطالة وعجز الحساب الجاري.
ومن الناحية الاقتصادية، كان لجائحة كوفيد-19 تأثير كبير على سوق العمل والظروف المعيشية ورفاهية السكان الموريتانيين، مما تسبب في زيادة الفقر المدقع، الذي يقدر بنحو 6,3% في عام 2022.
ومع ذلك، لاحظ البنك الدولي زيادة كبيرة في النمو الاقتصادي في موريتانيا. وبفضل زيادة الصادرات في جانب الطلب (السوق) وتوسع القطاع الزراعي في جانب العرض، ارتفعت من 2.4% في عام 2021 إلى 7.1% في عام 2022. وفي عام 2023، تباطأ نمو الاقتصاد إلى 4.3%، بسبب انخفاض النمو في الصناعات الاستخراجية نتيجة لانخفاض إنتاج الحديد الخام والذهب، فضلا عن انخفاض الإنتاج الزراعي.
هل يمكن للاستراتيجية الاقتصادية الجديدة للحكومة الموريتانية، والتي تركز على تصدير الوقود الأحفوري والطاقات المتجددة، أن تسمح لها بالخروج من حالة الهشاشة التي تعيشها؟