وسط تجاهل السلطات الصحية.. مخاطر وفوضوية في مجال بيع النظارات الطبية بموريتانيا
شكل مجال بيع النظارات الطبية في موريتانيا أبرز تحدي لما يشكله من مخاطر على صحة المواطن البريئ الذي أصبح ضحية لزبونية الربح بين أصحاب محلات باعة النظارات الطبية، وأطباء العيون.
ووسط سبات من وزارة الصحة، تتجه محلات بيع النظارات إلى تعزيز الخط الرابط بينها وبين أطباء العيون لتوفير احتياجات المواطن من مسرطنات الزجاج المزور القادم من الصين على مرأى ومسمع من الجميع.
ورغم غياب الاختصاص في محلات بيع النظارات، تظل هذه المحلات ملجأ للمواطن العاجز عن شراء نظارات من أوروبا.
وتلعب هذه المحلات على نفسية المواطن بحجة طلب نظارات من المغرب أو تونس من محلات لا تقل أهمية في التزوير من التي هي موجودة في نواكشوط، وغالبا ما يتم اقتناءها من محللات نواكشوط وتزوير بطاقة بإسم مخبر وهمي.
وحسب معلومات حصل عليها موقع “الموريتاني” فإن هذه المحلات أصبحت توفر العمل لبعض الشباب، وخاصة اصحاب المؤهلات المتواضعة، ولكن على حساب صحة المواطنين!.
ويرى أحد العاملين بالمجال في حديث “للموريتاني”، أن سر الإقبال على المجال هو الربح الخيالي، حيث يتم تارة بيع نظارات “يكلف تجهيزها قرابة ألف أوقية قديمة” بـ 100ألف أوقية.
وكانت المؤسسة الوحيدة (SAMS) المملوكة لرجال أعمال موريتانيين، قد أغلقت أبوابها منذ عقود بعد أن أغرق (تيفايت الصين) السوق الموريتانية بالزجاج المزور والخطير على الصحة.
وقد انتشرت محلات على شكل مؤسسات بعد إغلاق (SAMS)، تشترك كلها في قاسم الربح والتزوير.
الحاضر الغائب
وتتجاهل وزارة الصحة خطر محلات بيع النظارات الطبية، رغم وصايتها على أطباء العيون.
وتغض وزارة الصحة الطرف عن تعامل الصندوق الوطني للتأمين الصحي مع محلات بيع النظارات في نواكشوط، حيث يشترط شروطا لصحة النظارات غالبا ما تطبع داخل غرف مكاتبه.
ويطالب بعض أصحاب المحلات وزارة الصحة بالتدخل لتنظيم القطاع دون إثارة ما يشكله من مخاطر على الصحة، بينما يرى البعض الآخر في دعوة وزارة الصحة، أنانية يحاول البعض من خلالها التفرد في المجال.
ناقوس الخطر
وكانت طبيب أعصاب في نواكشوط (neurologue ) قد دق ناقوس الخطر حول أورام في المخ (tumer cérébral ) قد تكون النظارات الطبية المزورة أبرز أسبابها.
وأوضح الطبيب أن الدوران (vertiges) الشائع في محلات بيع النظارات والذي يبرره الباعة بضرورة التعود على ارتداء النظارات (adaptation) يشكل خطرا على العصب.
وقال الطبيب، إن الدوار يحدث مشاكل في التوازن والوقوف نتيجة لمشاكل في الرؤية ثلاثية الأبعاد حيث لا يستطيع الدماغ رسم الأبعاد بالشكل الصحيح.
ولا يختلف طبيبان على خطر النظارات الطبية المزورة على الصحة العمومية.
ولعل حساسية بين الاختصاصات الطبية تلقي بظلالها على الموضوع، حيث تمنع بعض الأطباء من الحديث عن أضرار النظارات المزورة المتوفرة الوحيدة في موريتانيا، تفاديا للحرج أمام زملائهم.
ومهما يكن من أمر فإن صحة المواطن تبقى ضحية في ظل تجاهل الوزارة الوصية للمجال وتعزيز العلاقة بين أطباء العيون وأصحاب محلات بيع النظارات الطبية.