الشرفاء الحمادي: عدم الالتزام بمنهج الله يؤدي إلى التنازع والفرقة والفشل في مواجهة الأعداء.. أطروحة ورؤية جديدة
في أطروحة اليوم يوجه المفكر العربي الكبير الأستاذ علي الشرفاء الحمادي تحذيرًا للعرب من عدم الالتزام بمنهج الله الذي يدعوهم إلى الاعتصام والوحدة، وينهاهم عن التنازع والفرقة حتى لا يفشلوا، ويأمرهم بالتعاون على البر والتقوى كما جاء في آيات القرآن بشكل واضح وصريح، ويطالب الدول العربية بتطبيق هذا النهج في العلاقات العربية، ثم يتساءل الشرفاء عن التزام المسلمين بمنهج الله، وهل اعتبر الإنسان وأدرك أنه لن ينفعه سوى العودة الى الله.. تابع التفاصيل في السياق التالي.
العلاقات العربية ومنهج الله
وحذَّر الشرفاء العرب والمسلمين قائلًا: إنه إذا لم يتم تطبيق الآيات المذكورة في العلاقات بين الدول العربية واعتبارها دستورًا مقدسًا يطبقونه في علاقاتهم مع أشقائهم، فقد هجروا القرآن وتخلوا عن شرعة الله ومنهاجه، لذلك يجب أن تكون أوامر الله المذكورة أعلاه العناصر المؤسسة للعلاقات العربية توضع عنوانًا ملزمًا لكل القيادات العربية في ميثاق الجامعة العربية إن كانوا مسلمين حقًّا وصادقين مع الله في طاعته التي ستحقق لهم الأمن والأمان والعزة والوحدة وصد العدوان والحفاظ على حماية الأوطان وضمانة لحقوق الإنسان، ومواجهة البغي والظلم والطغيان، وإلا فليستعدوا للحساب يوم القيامة فلن تنفعهم أنانيتهم، ولن تذود عنهم مصالحهم الشخصية، ولن تحميهم من العقاب سلطاتهم الدستورية يوم الحساب.
تحقيق الأمن
وتساءل (الشرفاء): هل التزم المسلمون بما أمرهم الله وبلغه رسوله عليه السلام ليحققوا السلام والأمن في مجتمعاتهم ومواجهة أعدائهم بوحدة متراصة وقلوب مؤمنة نذرت أرواحها للذود عن أوطانها وحماية قيمها الإلهية التي تنشر السلام للناس جميعًا؟ لماذا تم إغفال الأوامر الإلهية وتم اختطاف رسالة الإسلام واغتيال أهدافها السامية؟، ألا يعتبر كل من يخالف تلك الأوامر الإلهية التي وردت فقط في ثلاث آيات عاصيًا لله وأنه لم يلتزم بعهده مع الله؟ ولو اتبع ما أمرهم الله (حاكمًا ومحكومًا) لما حدثت المآسي في العالم الإسلامي منذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى اليوم؟ وهل من نقض عهده مع الله يمكن الاعتماد عليه والثقة به في المعاملات؟
الدفاع عن القضايا العربية
واستكمل المفكر العربي حديثه قائلًا: ليعلم الجميع أن أجل الإنسان يحوم حوله، لن تمنعه الجيوش ولا أجهزة الأمن ولا الأموال، كلٌ سيأتيه يوم يقضي الله فيه أمره وينقضي أجله في أي لحظة، كما قال سبحانه وتعالي “قُلِ اللَّهُمَّ مَـٰلِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيءٍ قديرٌ”، فلا يستخف الحكام بقضاء الله ولا تلهيهم تجارة ولا متعة ولا ترف ولا قوة عن أمر الله، ولينظروا إلى التاريخ القريب كم من جبار قصمه الله حين جاءه أجله، وكم طاغية انهارت قواه وأصبح يستجدي العون على قضاء حاجته، وكم ظالم ظن أنه خالدًا فأتاه أجله في لحظة لم يحسب لها حسابًا، وكم ذكرت آيات الذكر الحكيم من العبر، وكم سقطت عروش وإمبراطوريات تحت أنقاض الحجر، وكم بادت حضارات على مر الزمن، فلا مفر من الله.
الإنسان والعبرة
وتساءل الشرفاء الحمادي قائلًا: هل أدرك الإنسان العبر؟ وهل استعد ليوم لن ينفعه غير اتباعه قول ربه في آياته، حينها ينظر الناس في يوم الحساب بحسرة لا يملكون من أمرهم شيئًا إلا انتظار القدر، وتسألهم الملائكة الغلاظ الشداد حينها كما وصف الله في قوله لهم (أَلَمْ تَكُنْ ءَايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ قَالُوا۟ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ) (المؤمنون 105/106).