حزب تواصل.. بين ترنح القيادات وتيه القواعد الشعبية
شكل اتساع الخلاف في حزب التجمع الوطني للإصلاحي والتنمية “تواصل” الموريتاني، أبرز تحديات مشروعه السياسي المتهم لدى عريضة واسعة من الشعب الموريتاني، باستغلال الدين لمصلحة مآربه السياسية.
ولعل ترنح معظم قيادات الحزب المعارض، في الأغلبية الداعمة للرئيس ولد الشيخ الغزواني، تترجم تيه قواعده الشعبية، وتلاشي شعبيته خطابه السياسي المغلف بطابع ديني، رغم إكراهات اضطراب وتناقضات الممارسة السياسية.
ويوضح أحد المراقبين للشأن السياسي في حديث لموقع “الموريتاني”، أن اتساع الخلافات في الحزب الذي طالما تبنى خلفية إسلامية، لا يعكس تراجع خطابه الشعبوي، بقدر ما يعكس عدم شمولية طرحه السياسي، ما ينزع قناعا من تناقض بين ممارسات الحزب وخلفيته المزعومة.
وأكد أن حلم تواصل في قيادة المعارضة في موريتانيا، لن يتحقق تراجع ثقة المعارضة في التزاماته، وفي ظل الخلافات التي تضرب أطنابها بين قادة الحزب.
وتوقع المصدر، أن يُشكل حزب تواصل عقبة أمام إجماع المعارضة ، وخاصة على مرشح توافقي في الانتخابات الرئاسية القادمة.
ورغم ما تعانيه الأحزاب الموريتانية من غياب مبدأ التناوب، فإن تواصل ليس استثناء، بل يتجه الحراك فيه نحو شخصنته، في استقطابات تتجاوز أهداف الحزب المعلنة، نحو وجوده في الساحة السياسية .
ويرى الكثير من المتتبعين لحزب تواصل، أنه ومن خلال أزمة الحزب، التي جاءت على خلفية تغيير أول قيادة له منذ ترخيصه سنة 2007، بدى أن النخبة لم تتوقع العمل السياسي تحت مظلة الحزب دون التحكم بقراره، وهو ما دفع قادة إلى مواقف خارج إطار الحزب، قبل قرار الاستقالة من الحزب نحول الترنح في الموالاة عبر تيارات مغاضبة لمعارضة النظام القائم بدافع شخصي، قد تفتح المجال واسعا أمام مزيد من ترنح قيادات الحزب نحو الموالاة.
ويتجه الحزب إلى مزيد من الخلاف، في صراع قادته على مركز التحكم في القرار والموقف، في معركة يسعى فيها كل فريق لفرض موقفه، ما يفتح الباب واسعا أمام محاولة الإقصاء المتبادل والتدخل في الشؤون الداخلية للحزب.
ومهما يكن من أمر فإن انقسام قادة الحزب بين الموالاة والمعارضة، لا يدعم الأولى بقدر ما يحرم الحزب من موقف خالص لصالح الأخيرة.