ورحل العلامة حمدا ………

نعى الناعي حمدا نعى الناعي مدرسة بل جامعة إسلامية ومذهبا معتدلا منصفا ينظر إلى تعاليم الإسلام بعين الرحمة ونظرة الإنسان وعاطفة الأديب وعبقربة المتبصر وحنكة العالم وفهم العاقل ابن العاقل
جامعة اسلامية معاصرة مواكبة للمستجدات ومتفهمة أن الدين صالح لكل زمان ومكان جامعة فقهية وفكرية وأدبية موسوعية تسعى للتيسير الذي هو مطلب شرعي وامتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ونزع للحرج عن امة وجدت نفسها فجأة تدرس فقها لاتعيشه وتعيش فقها لا تدرسه
فقد وفق للتوفيق بين ذلك بسعة مداركه المعرفية ورجاحة عقله وفهمه للمقاصد الشرعية
إنه العلامة الأديب الظريف المجدد حمدا ول التاه الذي أنشأ فكرا ومذهبا معاصرا جمع فيه بين الحرص على أن لايتعمد الناس المعصية عن قصد أو عن جهل والتيسير عليهم ووجود المخارج الفقهية والشرعية لحل عويص الإشكالات المعاصرة التي تعترضهم في كثير من المجالات العلمية والإقتصادية والسياسية فكان العلامة حمدا رحمه الله تعالى قريبا من الجميع يمد يد التواصل للكل يريد أن يقول للناس إن في ديننا فسحة وفيه حياة وأمل وفيه حماية للأنفس والمصالح وفيه سعي دؤوب للرقي بالإنسان إلى السعادة المنشودة في الدنيا والأخرة وليس فيه تزمت ولارهبانية ولا إرهاب ولا تشدد أو غلو
عاش الشيخ حمدا رحمه الله وهوالذي تخرج من مدرسة أهل العاقل في اترارزه مدرسة الأدب والفقه والصلاح والرفعة مقاوما ومجاهدا ليرد إلى حظيرة الطاعة اليائسين الظانين انهم فساق كما اتهمهم البعض ليجعلهم في حل من بعض أمورهم ويقوم انحرافهم في البعض الآخر فدخل معترك السياسة واعتلا المناصب السامية وظل طيلة عمره المديد باحثا عن الحلال في الحلال ومبينا للحرام فألف في فقة الواقع وساهم في خلق رؤية إقتصادية إسلامية تحارب الربا ولاتمنع الإستفادة والربح
نظر للقضايا الاجتماعية والعادات التي قد يتأذى منها الناس من طرف الجفاة في نظم طريف سماه “الثقلاء”
من خلال منابر المساجد وصوت المذياع وشاشة التلفاز تعرف الموريتانيون وغيرهم في العالم الإسلامي على هذ البحر المتلاطم الموسوعي فقها وفكرا وأدبا وتاريخا إلى جانب الظرافة والطرافة الطابع الرسمي للعائلة العاقلية فأحبه الجميع وأبهر الكل من علماء ومنظرين ومفكرين داخل وخارج الوطن
واليوم تطوى هذه الصفحة المليئة بالعطاء والعطاء لكنها والحمد لله باقية معنا في أذهاننا وفي أرشيفنا دررا وحكما واحكاما وأدبا وشعرا وفكرا مستنيرا
اليوم نودع ويودع العالم الإسلامي الشيخ العلامة المجدد حمدا ول التاه فحق لموريتانيا أن تبكيه وتمشي خلف جنازته بقضها وقضيضها وإنا لله وإنا اليه راجعون

خديجة الحسنية

زر الذهاب إلى الأعلى