نداء السيسي وماكرون وعبدالله.. روشتة لسلام المنطقة ورسالة بأن الحياة حق للجميع

«العنف والإرهاب والحرب لا يمكن أن تجلب السلام إلى الشرق الأوسط، لكن حل الدولتين سيحقق ذلك» دعوة أطلقها رؤساء مصر والأردن وفرنسا، لوضع حل جذري للقضية الفلسطينية، بدولتين، يتعايش فيها الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب.

تلك الدعوة جاءت في مقال مشترك للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني الملك عبدالله، اعتبروا فيه حل الدولتين بمثابة «الطريق الوحيد الموثوق» به لضمان السلام والأمن للجميع، وضمان ألا يضطر الفلسطينيون أو الإسرائيليون أن يعيشوا مرة أخرى «الفظائع» التي حلت بهم منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

دعوة حملت في طياتها رسالة وصفت بـ«المهمة»، عنوانها «الحياة حق للجميع» دون استثناء، للفلسطينيين والإسرائيليين، في دولتين يتعايشان فيها جنبا إلى جنب، لضمان سلام الشعبين بصفة خاصة، بما ينعكس على الأوضاع في الشرق الأوسط بشكل عام.

نداءات ورسائل جاءت مترافقة مع جهود أعلن القادة اعتزامهم اتخاذها لتجنب المزيد من التداعيات الإقليمية، واستعادة الأمل في تحقيق السلام والأمن للجميع في المنطقة، لا سيما للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، مناشدين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بضرورة أن يضطلع بدور في إعادة فتح أفق السلام بشكل حاسم.

إلا أن ذلك النداء «المهم» حمل في طياته -كذلك- تحذيرا من أي هجوم على مدينة رفح الفلسطينية، لانعكاس ذلك على جهود السلام الجارية حاليا، وعلى تأزيم الأوضاع في المنطقة برمتها.
سلام عادل وشامل
 يقول المحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن هذه المقالة مهمة جدا في توقيتها وفي مضمونها، مشيرا إلى أنها بمثابة خارطة طريق لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، والقائم على إعطاء الشعب الفلسطيني حقه، وتكريس حل الدولتين، بدولتين تعيشان جنبا إلى جنب.

وأشار إلى أن الموقف الذي أكده القادة الكبار يعبر عن أخلاقيات الشعب الفلسطيني الرافضة لاستهداف المدنيين من أي طرف كان على حد سواء، وهو ما يؤيده الواقع، مؤكدا أن الفلسطينيين يتطلعون إلى تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل بسلام وأمن وأمان.

واعتبر أن المقالة بـ«مثابة صرخة كل الأحرار، وتعبر عن وجدان الشعب الفلسطيني»، مؤكدا أن الفلسطينيين يطالبون قادة العالم بالانضمام إلى هذا الموقف، وتكريس ما جاء في هذه المقالة من حقوق، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه، وحقن دمائهم، والضغط على إسرائيل لوقف

وأكد أن المقالة تتحدث بصوت السلام، الذي يجب الضغط لتحقيقه، بما يجنب المنطقة شلالات الدماء، بشكل يتعارض مع ما يريده شعوب المنطقة، معتبرا الموقف الثلاثي (مصر والأردن وفرنسا) بمثابة ترجمة لصوت كل الفلسطينيين الذين يريدون العيش بحرية وسلام واستقرار.

وفيما أكد أن إقامة الدولة الفلسطينية حجر الأساس لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، شدد على أن الشعب الفلسطيني يثق بمواقف الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي تجاه القضية الفلسطينية ومستقبلها.
نداء عاجل
في السياق نفسه، قال المحلل السياسي المصري محمد فتحي الشريف، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن المقال يترجم مواقف القادة الثلاثة ودولهم بشأن فلسطين، مشيرا إلى أنه عبارة عن مطلب ونداء عاجل لوقف السلام، وإدخال المساعدات بشكل عاجل.

فـ«تنفيذ حل الدولتين بشكل سريع وإنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام حقيقي في فلسطين والمنطقة برمتها»، بحسب المحلل السياسي المصري، الذي طالب بضرورة تفعيل قرارات مجلس الأمن الخاصة بالأوضاع في غزة.

واعتبر أن المقال بمثابة ترجمة لرؤية موحدة عربية وأوروبية في ملف غزة، مما قد يؤثر بشكل كبير على وقف إطلاق النار في غزة، وإحلال السلام في فلسطين.

وشدد على ضرورة تكثيف الجهود لإحلال السلام في غزة، متوقعا أن يكون للمقال صدى كبير، خاصة أنه رؤية ثلاثة من قادة دول لها ثقل دولي كبير، إضافة إلى نشره في وسائل إعلام فرنسية ودولية مختلفة.

وأكد أن مواقف القادة الثلاثة كان بمثابة صرخة عاجلة لضرورة احترام الأرواح التي أزهقت، وإعلاء قيم الإنسانية، خاصة أن شبح المجاعة لم يعد بعيدا عن الفلسطينيين.

زر الذهاب إلى الأعلى