الخطابُ الدينيُّ يكتظُّ بالمفاهيم البالية.. رؤيةٌ جديدةٌ للشرفاء الحمادي
التفاصيل
علماء الدين
إنّنا نَرَى في عصرِنا هذا كلَّ مَنْ يُسمَّوْنَ بِعلماءِ الدّينِ ومن أطلقوا عليهم شيوخ الإسلام وضعوا لأنفسهم مكانةً خاصةً في المجتمعات الإسلامية وتحوَّلوا إلى ما يشبه الكهنة.
سد منيع
وأمسكوا بزمام رسالة الإسلام بأيديهم، ووقفوا سدًّا منيعًا أمام كلِّ مَن يحاول مخلصًا تصحيح المفاهيم الدينية وتقويم المصطلحات التي تناقلتها الزعامات الدينية على مدى أربعة عشر قرنًا.
روايات مستحدثة
حيث يرون التدبَّر في كتاب الله تجاوزًا وتعديًا على مكانتهم ومعتقداتهم التي تعلَّموها وحفظوها على مرِّ السنين من رواياتٍ مستحدثةٍ وإسرائيلياتٍ محبطة، لا تتفق مع العقل والمنطق وتصطدم مع الآيات الكريمة.
لا يتدبَّرون القرآن
لماذا لا يتدبَّرون القرآن ويتعرفون على مقاصد الآيات لخير الإنسان ولا يجتهدون في استنباطِ تَشريعاتٍ مِنْ آيات اللهِ لِخلقِهِ وهم يعلمون أنَّ التفكَّر والتدبَّر في القرآن فريضة إلهية على كلِّ مسلم أن يستخدم عقلَه وفكرَه، حتى يتبيَّن له الحق من الباطل، ولا يصبح إمَّعةً يؤمن بما يُعرضُ عليه من مفاهيمَ باليةٍ أكل الدهر عليها وشرب؟
مفاهيم بالية
لقد آمن الناسُ بتلك المفاهيم البالية في عصور غارقة في الجهل والأمية حين اعتمدوا على ما جَاءَهُم مِن اجتهاداتٍ وفلسفات ومَفَاهيمَ مَضَتْ عليها القرونُ، تتعارض مع حَركة التطَور الإنسانيِ، فالناسُ ليسوا مُلزمين بها باتباع آراءِ ومفاهيمَ ضلتْ الطريقَ وأضلت منَ اتَّبعها.
اتِّباع الأقدمين
إنّ عقيدتَهم في اتباع الأقدمين ألجمت عقولَهم وأسَرتْ تفكيرهم من التدبر في كتاب الله الكريم، فانعزلوا عن الواقع الذي يعيشون، ولا سبيل لهمُ للتكيف مع متطلبات عصرهم وعقيدتهم.
عجزت العقول عن التحرر
عجزت عقولهم عن التحرر من الماضي وترسباته للتدبر في القرآن وآياته فكلما دعوناهم إلى التفكُّر في آيات الله ومقاصدها لخير الإنسان وصلاحه كانت إجابتهم كما وصفهم الله سبحانه في الآيات التالية: “بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ” (الزَخَرف: 22) وقال تعالى “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا ألْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ” (البقرة: 170).