العلاقات السعودية الموريتانية تشهد ديناميكية على مختلف المستويات

ترتبط موريتانيا والسعودية بعلاقات تاريخية تستند إلى مرتكزات دينية وثقافية وأخوية راسخة في وعي وذاكرة الشعبين الشقيقين ، وقد شهدت هذه العلاقة خلال السنتين الأخيرتين حركة وديناميكية غير مسبوقة وذلك بفعل الأداء الدبلوماسي النشط لسعادة سفير المملكة العربية السعودية في موريتانيا (محمد بن عايد البلوي) ، فمنذ أن تسلم مهامه في 2022 ، عمل بجد وتفان على الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان . وفي ظل هذه القيادة الرشيدة تعززت الروابط بين السعودية واشقائها في العالم العربي والاسلامي ، وتم استحداث أساليب مبكرة لتفعيل السياسة الخارجية للمملكة والرفع من حضورها الدولي والإقليمي ، هذا فضلا عن زيادة مستويات التعاون والدعم للبلدان الصديقة والشقيقة وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية الموريتانية .
وتؤكد لغة الأرقام أن السعودية تعتبر أكبر ممول لمشاريع التنمية في موريتانيا حيث بلغ حجم الدعم الذي قدمته لها في السنوات الأخيرة ما يناهز 800 مليون دولار ، ساهمت في إنشاء 48 مشروعا تنمويا في مختلف قطاعات الاقتصاد الموريتاني . نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر التمويل الذي قدمه الصندوق السعودي للتنمية العام الماضي 2023 ، وبلغت قيمته 100 مليون دولار لتنفيذ مشروع تزويد مدينة كيفه وسط موريتانيا بالماء الصالح للشرب. وكذلك القرض الميسر الذي قدمه الصندوق نفسه في العام الماضي البالغ 40 مليون دولار لإنشاء معاهد في العلوم الإدارية والتربوية. وكذلك تمويل إنشاء مستشفى أطار ب 10 ملايين دولار وتم تدشينه سنة 2023 ، هذا فضلا عن إنشاء مستشفى الملك سلمان في انواكشوط بتمويل يصل الى 53 مليون دولار ، وسيصبح اكبر منشأة طبية في موريتانيا بعد استكماله.
وعلى مدى العامين الماضيين شهدت علاقات البلدين نشاطا دبلوماسيا مكثفا تمثل في تبادل زيارات المسؤولين رفيعي المستوى ، وكذلك زيارات وفود رجال الأعمال والمسؤولين العسكريين ، وما ترتب على ذلك من اتفاقيات ثنائية عززت من علاقات البلدين الشقيقين ، كما ساهمت في زيادة اهتمام المستثمرين السعوديين بالاستثمار في موريتانيا ، وقد بدأت معالم ذلك تتبلور على ارض الواقع حيث تستعد الشركة السعودية “صرح التقنية للمقاولات” بالشراكة مع “سامكريت” المصرية ، لتوقيع عقد لمعالجة المياه في موريتانيا بقيمة 200 مليون دولار خلال الربع الثالث من 2024.
وبالإضافة لما سبق ذكره من أمثلة ، نجد أن تسهيل فرص التواصل بين البلدين شهد بدوره نقلة غير مسبوقة ، وذلك حين وافقت الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية عن منح “الخطوط الموريتانية” تصريحًا لتشغيل رحلات منتظمة بين نواكشوط والمدينة المنورة، اعتبارًا من 21 أبريل 2024. وتم بالفعل تسيير أول رحلة في التاريخ المذكور وحظيت الطائرة الموريتانية باحتفاء خاص لدى وصولها أرض المملكة.
ومن جانب تنسق موريتانيا والسعودية مواقفها على الصعيد الإقليمي والدولي ، وهناك تطابق الى حد كبير في وجهات النظر بين البلدين حول القضايا المطروحة إقليميا ودوليا . وتعمل البعثات الدبلوماسية في كلال البلدين على تجسيد الرؤية والمواقف المعبرة عن وجهة نظر القيادة السياسية ، ويحظى سفير المملكة العربية السعودية في موريتانيا سعادة (محمد بن عايد البلوي) بعلاقات واسعة ولديه حضور وتعاطي مع كل الأحداث الموريتانية بمستوى يعبر عن مكانة المملكة العربية السعودية وما تتمتع به من محبة واحترام لدى كل المواطنين الموريتانيين.
الصحفي السيد ولد محمودي

زر الذهاب إلى الأعلى