في ذكرى “لمغيطي”: محمد ناجي أحمدو
كان هذا الرجل (محمد ولد الكوري) قائد حامية لمغيطي بطلا من الطراز الأول، الحامية كانت تتألف من حوالي ستين شخصا، نصفهم موجودون في الموقع، والبقية في الأطراف..
باغت العدو الحامية فجرا فيما كان عدد من أفرادها يخرجون من مسجد الحامية المقام في السفح؛ وكان الٱخرون نائمين..
الغادرون كانوا أمس هناك، حيث لجؤوا للجيش لكي يحل لهم مشاكل تموين وأعطالا ميكانيكية، كانوا يتظاهرون بالطيبة..
عرف المهاجمون الأماكن الحساسة في الحامية: موقع اللاسلكي، مخزن السلاح، واستولوا عليهما في اللحظات الأولى، لكن الرجال قاتلوهم قتال الأبطال، وأردوا خمسة منهم، قبل أن تنفد ذخيرتهم، ويكتشفون أن الذئاب استولوا على الأسلحة..
اعتلى أحد أبطال جيشنا المرحوم الشهيد هبول رباعية دفع، وبدأ في معركة دهس يستهدف من خلالها الأعداء، قبل أن يتكالب عليه الإرهابيون، ويردوه صريعا..
أما صاحب الصورة الشهيد محمد ولد الكوري فقد أسره الأعداء، وحاولوا معه بالعنف واللين وبكل الطرق ليفك شفرة اللاسلكي، ويتصل ببقية الحامية، لتكون الضربة موجعة وحصيلة الصيد مضاعفة، لكن الرجل كان مغفريا صلب المراس، ومضى لما لا يعيبه، قبل أن يتخلص منه الأوغاد..
جاءت جماعة بلعور الموقع عبر شاحنة المان التي تركوها خلفهم شاهدا على ولغهم في الدماء وحقدهم على الحياة..
لم تعلم القيادة النائمة في نواكشوط بالخبر إلا مساء اليوم الموالي..
وكان القبر الجماعي لسبعة عشر ابنا بارا من رجال جيشنا الوطني الوخزة الأولى التي أملت على جيشنا أن يكون.. وها هو ذا كان، وها هو ذا يحمي حوزتنا، ويمنع حمانا أن يجوس خلاله خفافيش الظلام..
لن تتكرر بحول الله أيام لمغيطي والغلاوية وتورين، فنحن أردنا الحياة..