آلام زيدان تُلهم توني كروس للنهاية السعيدة

تودع ملاعب كرة القدم هذا الصيف الألماني توني كروس نجم ريال مدريد، بعدما قرر إنهاء مسيرته التاريخية بالمشاركة في كأس الأمم الأوروبية “يورو 2024”.
وتمتع كروس بالعديد من المهارات التي جعلته بين أفضل لاعبي الوسط، سواء في دقة تمريره بكلتا القدمين، إضافة إلى رؤيته المميزة للملعب وإبداعه والقراءة المميزة للمباريات، والتحكم في إيقاع اللقاء، إضافة إلى إجادته لتسجيل الأهداف والتسديد من بعيد.
إعجاب زيدان

تغنى زين الدين زيدان، أسطورة المنتخب الفرنسي ومدربه السابق بريال مدريد، في تصريحات سابقة، بكروس قائلا: “سيتم تذكره كلاعب مذهل، أحد أفضل اللاعبين في مركزه، عندما وصلت كنت سعيدا للغاية بأنني سأشرف على تدريبه”.

وأضاف: “عندما أعتزل العمل سأقول إنني دربت كريستيانو (رونالدو) و(جاريث) بيل و(لوكا) مودريتش و(سيرجيو) راموس، وسأقول أيضا دربت توني كروس، من الرائع مشاهدته يتدرب كل يوم ومدى الاحترافية التي يتمتع بها، فالحديث عنه يعني الحديث عن شخص استثنائي”.

وواصل زيدان: “هو جيد للغاية، يمكنه اللعب في مركز 6 أو 10، أنت تضعه وهو يتأقلم، وأكبر ميزة لديه هي الهدوء، لا يعاني من التوتر ويحب التسديد من بعيد، كما أن السهولة التي يلعب بها بكلتا قدميه تبهرني”.

حقبة ذهبية

لم تأت كلمات زيدان من فراغ، فأسطورة كرة القدم الفرنسية أشرف على تدريب كروس في فترتين رفقة ريال مدريد، وتوج معه بالعديد من الألقاب، مثل الدوري الإسباني مرتين موسمي (2016- 2017) و(2019- 2020) والسوبر الإسباني مرتين عامي (2017 و2020).

كما توج معه أيضا بلقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات مواسم (2015- 2015) و(2016- 2017) و(2017- 2018)، والسوبر الأوروبي مرتين (2016- 2017)، وكأس العالم للأندية مرتين (2016- 2017).

مسيرة هائلة

لا تكفي السطور للحديث عن مسيرة زيدان والسحر الذي نثره في الملاعب، والأهداف الأيقونية التي سجلها سواء بنهائي مونديال 1998، أو نهائي دوري الأبطال 2002.

وبعد تحقيقه جميع الألقاب الممكنة، سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الفرنسي، والفوز أيضا بكل الألقاب الفردية، قرر زيدان إنهاء مسيرته عقب موسم (2005- 2006)، رغم تألقه اللافت في ذلك الموسم كثاني أفضل هداف للريال خلف رونالدو (الظاهرة) ب9 أهداف، وكثاني أكثر صانعي الأهداف للمرينجي خلف ديفيد بيكهام برصيد 12 هدفا.

وخاض زيدان مباراة وداعه مع الملكي يوم 7 مايو/أيار 2006، وسجل في التعادل أمام فياريال (3-3)، وارتدى الفريق قميصا خاصا يحمل اسمه، ورفعت جماهير البيرنابيو لافتة كتب عليها “شكرا على السحر”.

وأراد زيدان أن ينهي مسيرته بالمشاركة رفقة “الديوك” بمونديال 2006، وفي البداية كادت أن تكون النهاية سيئة بعد البداية الضعيفة بالتعادل أمام سويسرا وكوريا الجنوبية، وباتت فرنسا مهددة من توديع البطولة من دور المجموعات، لينتفض المنتخب بعدها ويتغلب على توجو، ويحجز مقعده في ثمن النهائي.

ومن بعدها تألقت فرنسا بإقصاء إسبانيا في ثمن النهائي، قبل الإطاحة ببطل العالم البرازيل من ربع النهائي في مباراة تألق بها زيدان، ومن ثم تفوق الديوك على البرتغال في نصف النهائي.

ولم يحظ زيدان بالنهاية التي أرادها، بعد خسارة النهائي أمام إيطاليا بركلات الترجيح، في لقاء شهد طرده في لقطته الشهيرة مع ماركو ماتيراتزي، لتنتهي مسيرته بالبطاقة الحمراء وخسارة نهائي المونديال.

مصدر إلهام

يبدو أن زيدان مثل مصدر إلهام لكروس في كيفية إنهاء مسيرته، فكما أنهى النجم الفرنسي مسيرته رفقة ريال مدريد، كانت رغبة النجم الألماني دائما هي أن يكون الريال، محطته الأخيرة.

وأعلن كروس يوم 21 مايو/أيار الماضي أن الموسم الجاري سيكون الأخير له مع الساحرة المستديرة، لتكون النهاية مماثلة تقريبا لنهاية مسيرة زيدان.

ويتشابه الأمر في إنهاء الثنائي مسيرتهما رفقة الريال، إضافة لخوض بطولة دولية كبرى، واللافت للنظر أن ألمانيا هي المحطة الأخيرة للثنائي، فكما أنهى زيدان مسيرته في مونديال 2006 الذي احتضنته ألمانيا، فسينهي كروس مسيرته في اليورو الذي سيقام في بلده أيضا.

لكن هناك فارق يمنح كروس الأمل أن تكون نهايته سعيدة عكس زيدان، فالنجم الفرنسي أنهى مسيرته بموسم صفري رفقة المرينجي في (2005- 2006).

أما كروس فقد أنهى مسيرته مع الريال متوجا بالليجا ودوري الأبطال، ويأمل أن تكون النهاية سعيدة أيضا باللقب الوحيد الذي ينقص خزائنه وهو اليورو، الغائب عن خزائن الماكينات منذ 1996.
كووورة

زر الذهاب إلى الأعلى