نداء لتشكيل حلف وطني لمحاربة الفساد
إننا في “منتدى 24 ـ 29 لدعم ومتابعة تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية” لنتطلع ـ كما يتطلع غيرنا من الموريتانيين ـ إلى تشكيل حكومة بعد التنصيب قادرة على أن تخلق أملا لدى الموريتانيين ـ كل الموريتانيين ـ بأن المأمورية القادمة ستكون مأمورية حرب صارمة على الفساد، كما نتطلع في المائة يوم الأولى إلى أن تتخذ هذه الحكومة إجراءات مبكرة تعزز من ذلك الأمل.
إن تطلعنا هذا لم يأت من فراغ، وإنما هو تطلع قائم على مرتكزات قوية نذكر منها :
1 ـ ما جاء في رسالة إعلان الترشح التي وجهها فخامة رئيس الجمهورية إلى الشعب الموريتاني يوم الأربعاء الموافق 24 إبريل 2024، والتي جاء فيها بالنص : “سنضرب بيد من حديد، ونواجه بكل قوة وصرامة كافة مسلكيات وممارسات الفساد والرشوة والتعدي على المال العام، ومن أجل ذلك سنتخذ مع بداية المأمورية المقبلة كل الإجراءات الضرورية لتعبئة الأجهزة الإدارية والرقابية والقضائية كافة من أجل تحقيق هذا الهدف”؛
2 ـ ما جاء في خطابات الحملة في مختلف ولايات الوطن من التزام قوي وصريح بمحاربة الفساد بشكل صارم في المأمورية الثانية، ويكفي أن نُذَكِّر هنا بالعبارة الشهيرة التي جاءت في خطاب افتتاح الحملة الانتخابية (14 يونيو 2024 )، والتي تقول : “لن يكون هناك مكان بيننا لمن يُصرُّ على مد يده للمال العام، كائنا من كان، ولن يراعى في ذلك أيُّ اعتبار.”؛
3 ـ ما تضمنه البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية (طموحي للوطن) من التزامات صريحة وقوية في مجال محاربة الفساد نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
“• إنشاء منظومة متكاملة لمكافحة الفساد والرشوة على مستوى القطاعين العام والخاص استنادا إلى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الرشوة، مع التركيز بصورة خاصة على :
ا ـ إنشاء آليات فعالة للإبلاغ عن الفساد تشجيعا للمبلغين عن الأعمال المشبوهة وتأمينا لهم من الانتقام؛
ب ـ تعزيز أخلاقيات المهنة في المؤسسات العمومية والخاصة، من خلال وضع مدونات للقواعد السلوكية، وآليات داخلية تُعنى بالرقابة والمتابعة؛
ج ـ مراجعة قانون مكافحة الرشوة، لا سيما فيما يتعلق بأحكام تجريم قضايا الرشوة، والتصريح بالممتلكات، وتضارب المصالح، سعيا إلى مواءمتها مع أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال؛
د ـ تنظيم حملات إعلامية للتوعية والتحسيس ضد الفساد؛
هـ ـ تبادل المعلومات بين الهيئات المكلفة بالكشف عن الفساد ، بشأن الأعمال المشتبه بها؛
و ـ إرساء نظام متابعة فعال لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الرشوة، يشمل على الخصوص استحداث وكالة وطنية مستقلة لمكافحة الرشوة”.
إننا في منتدى 24 ـ 29 على قناعة تامة بأن جهود الحكومة القادمة في مجال محاربة الفساد لن تكون كافية إذا لم تجد مؤازرة شعبية واعية وقوية تقدم ما يلزم من الدعم السياسي والإعلامي لكل الجهود والإجراءات التي ستتخذ في مجال محاربة الفساد، ولذا فإننا في المنتدى نتقدم إلى كل القوى الحية بهذا النداء الذي نرجو من خلاله المسارعة في تشكيل حلف وطني واسع يضم كل التشكيلات السياسية وهيئات المجتمع المدني والتنظيمات الشبابية والشخصيات الوطنية المهتمة بمحاربة الفساد.
نعم لحكومة تُحارب الفساد..
نعم لحكومة تُمكن للشباب..
نعم لحكومة تُصلح الإدارة وتُقرب خدماتها من المواطن ..
نواكشوط : 29 يوليو 2024
اللجنة التأسيسية لمنتدى 24 ـ 29 لدعم ومتابعة تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية.