محمد فتحي الشريف يكتب.. استراتيجية الوحدة العربية في فكر الشرفاء الحمادي

عندما هجرْنا القرآن الكريم ولم نَسِر على نهجه تقاتلنا وتفرقنا وحلَّت بيننا العداوة والبغضاء، مع أن الله -عز وجل- حذَّرنا من الفرقة والنزاع في قوله تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الآية 46 من سورة الأنفال).

ومع أن الأمر الإلهي واضح وصريح وواقع الحدوث لم نلتفت إليه، وتفرقنا إلى شيع وأحزاب، وأصبحنا مختلفين متصارعين، على الرغم من أن الدين واحد والرسول عليه الصلاة والسلام واحد والكتاب وهو القرآن الكريم واحد، وهناك آيات كثيرة في كتاب الله تدعو إلى الاعتصام والوحدة والتعاون على البر، وهو ما تغافلنا عنه وهجرناه وذهبنا إلى الاختلاف فتفتتت الوحدة وظهرت الفرق المتصارعة المتقاتلة المتناحرة التي تكفِّر بعضها بعضًا.

اقرأ أيضا:

في ظل تلك المشاهد المأسوية التي تسبب فيها هجر كتاب الله إلى أوضاع غير مقبولة في وطننا العربي واستطاع المتربصون أن يحدثوا بنا ما نحن فيه، كانت أفكار ومؤلفات ورسائل الشرفاء الحمادي سراجًا منيرًا لكل من يبحث عن طوق النجاة، إذ ركز الشرفاء على وضع منهجية وقواعد وأسس واضحة للدعوة إلى تحقيق رسالة الإسلام الحقيقة الواضحة التي شرحها في عدد من المؤلفات المرموقة والموجودة في المكتبة العربية، منها كتاب (رسالة الإسلام.. رحمة وعدل وحرية وسلام)، واستراتيجية إعادة بناء النظام العربي وسلسلة مؤلفات ومضات على الطريق، وتضم 9 أجراء يعالج فيها قضايا سياسية وفكرية وتنويرية متنوعة، كما قدم مؤلفة الشهير (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي).

كما قدم الشرفاء الحمادي مجموعة بعنوان (سلسلة القيادة التاريخية) وتضم 9 مؤلفات، تتحدث عن فكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي وضح فيها رؤية الشيخ زايد الموثقة في قضايا مختلفة، منها نشأة الاتحاد والوحدة العربية والتضامن العربي والإسلام والتقدم والإنسان والشباب والمرأة والتعاون الخليجي وقضية فلسطين والتعاون الدولي والبترول.

واستطاع الشرفاء في تلك المجموعة أن يوضح العبقرية الفكرية للشيخ زايد التي من خلالها استطاع أن يعالج كل القضايا بحكمة وموضوعية من خلال عقيدة راسخة وإيمان قوي بالله عز وجل، كما نجح في تأسيس الدولة الحديثة في الإمارات التي تعد نموذجًا حقيقيًّا للدولة الاجتماعية القوية التي تسير في طريق التنمية بخطى ثابتة.

ولم تكن القضايا المجتمعية بعيدة عن طرح المفكر علي الشرفاء، إذ قدم للمكتبة العربية كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع)، وهو مؤلف فريد له نظرية مستقبلية في معالجة قضايا الطلاق والزواج، إذ يركز الكتاب على إقامة علاقة سوية بين الزوجين يتم من خلالها بناء أسرة قوامها المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، كما وضع عقدًا للنكاح جمع فيه كل التفاصيل التي تجعله عقدًا يوافق ما جاء في القرآن الكريم.

كما قدم الشرفاء للمكتبة العربية والفكرية مؤلفات عديدة، منها شرعة الله ومنهاجه، وكتاب وثيقة الدخول في الإسلام، وتم ترجمة مؤلفات الكاتب إلى لغات متعددة، منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والسواحلية الإفريقية والألمانية والصينية.

إن أفكار ومؤلفات الشرفاء الحمادي تعد ركيزة حقيقية لمشروعات فكرية تنقذ الأمة العربية والإسلامية من الفرقة والخلاف والنزاع، وتجعلها قوية متماسكة متعاونة على البر والتقوى رافضة للإثم والعدوان.

زر الذهاب إلى الأعلى