أهل اياه فضيلة طويت فأتاح الله لها لسان حسود
منذ فترة وأنا أتحاشى الكتابة في ما يخص أسرة أهل الشيخ إياه ليس تصغيرا من الحدث وإنما هو النأي بالنفس عن كل ما يكدر صفوها.
غير أن رغبة ملحة ما فتئت تستفز قلمي للدخول في هذا المعترك وإبداء رأيي حول هذا النزاع.
ومصدر تلك الرغبة هو اعتزازي بكل ما من شأنه أن يثري تاريخ شنقيط في قلبي، فماذا سيبقى من شنقيط وتاريخها إن بدأت المعاول في هدم رموزها في قلوبنا؟
إني أرى في شنقيط ابتدائي وانتهائي وصبوتي وشبابي، فأطرب حين يذكر المجيدري وإنجازاته العظيمة التي تحسب لشنقيط المنارة، ويطل التاريخ كزخات المطر حين أتذكر ول التلاميد وآبه والرحالة المتخذون ظهور العيس مدرسة..
ماذا سيبقى من تاريخنا إن نحن سمحنا لكل صاحب قلم هش وحضور هزيل أن يتطاول على رموزنا؟
وما أسرة اهل الشيخ اياه من ذلك التاريخ وحضوره في الأذهان ببعيد.
فهي من الأسر التي انحنى التاريخ يوما وهو يدون أمجادها في صفحاته، وكم تبتل في محراب حواضرها ومحاظرها، وصاحب كل طالب علم وهو ينهل من علومها، وأنصت للجياع وعابري السبيل وألسنتهم تلهج بشكرها والدعاء لها.
هي أسرة أصلها في شنقيط ثابت، وفرعها شاهق يحاكي جبال أطلس علوا وعزة.
وكيف لي وأنا المسكونة بعشق شنقيط أن أقف متفرجة على المعاول تحاول جاهدة أن تطمس ذلك التاريخ.!
لقد آن لأقلامنا أن تقف صفا واحدا كالبنيان المرصوص فتجتثَّ كل قلم موبوء بالترهات، كناطح صخرة يوما ليوهنها، فما استكانت وأوهى قرنه الوعل.
ستبقى أسرة أهل الشيخ إياه ما بقيت منارات شنقيط، وما بقي عبق ذلك التاريخ يتفشى في الطرقات.!
ستبقى تلك الأسرة بكرمها وبحضورها الباذخ بلسما ويدا حانيةً لشعب قد صلبته المآسي.. صهرته الآلام والنكبات.
وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين
الإعلامية Meme sidahmed
المدينة المنورة