السفير محمد بن عايد البلوي، ثلاث سنوات من العمل الناجح في تطوير العلاقات السعودية الموريتانية
على مدى اعوام ثلاث قضاها سفيرا لبلاده في موريتانيا ، أظهر سعادة السفير (محمد بن عايد البلوي) ، براعة نادرة في العمل الدبلوماسي النشط والفاعل مما كان له بالغ الأثر في الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الموريتانية ، الى مستوى متميز في مختلف الأصعدة .
لقد عمل سعادة السفير على ربط البلدين في أكثر من مجال ، الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي ، فعزز بذلك أواصر القربى ووشائج الصداقة بينهما عبر أسلوب دبلوماسي هادئ وذكي ينم عن خبرة ومهارة كبيرة في العلاقات الدولية ومعرفة دقيقة بكيفية إدارتها بشكل يضمن لها تجاوز كل العقبات والتحديات التي قد تقف عائقا في وجهها.
عرفته مختلف الأوساط السياسية والرسمية والشعبية في موريتانيا منذ بداية تعيينه سفيرا لبلاده في انواكشوط اكتوبر 2021 ، حيث تمكن في ظرف وجيز من إنشاء شبكة واسعة من العلاقات مع جميع الفاعلين في الساحة الموريتانية ، وبدأ في بناء وتشييد قنوات العمل الدبلوماسي بين البلدين الشقيقين مسترشدا بتعليمات حكومة بلده وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان .
ومن هذا المنطلق، كانت القيم العربية الأصيلة والأخلاق الإسلامية الحميدة هي المؤطر والموجه لنشاطه الدبلوماسي في موريتانيا ، فشُرعت له الأبواب وتهافتت عليه الدعوات ، وكان حاضرا ومتواجدا في كل الأنشطة والمؤتمرات واللقاءات التي يجب ان تكون بلاده حاضرة وممثلة فيها .
وبفضل خبرته وتجربته الطويلة وثقافته الواسعة أدرك سعادة السفير محمد البلوي حقيقة العوامل التي ترتكز عليها السياسة الخارجية الموريتانية خصوصا اتجاه الأشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ، وهذا ما مكنه خلال مرحلة مبكرة من عمله من بناء المزيد من جسور التعاون والتنسيق بين البلدين، والاعداد الجيد للزيارات المتبادلة بينهما على أعلى المستويات ، ولعلنا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر زيارة وزير الخارجية السعودي الى موريتانيا فيصل بن فرحان بن عبد العزيز ، سنة 2022 التي رتب لها سعادة السفير محمد بن عايد البلوي ترتيبا رائعا ، وكانت زيارة ناجحة بكل المقاييس حيث أسست لانطلاقة جديدة في العلاقات الموريتانية السعودية.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي والتنسيق المشترك للمواقف بين البلدين الشقيقين على الساحة الدولية والاقليمية ، تمكن سعادة السفير بخبرته ومهارته في العمل الدبلوماسي من تحريك الملفات وتطويرها في الاتجاه الذي يخدم مصلحة الشعبين السعودي والموريتاني ، ويجسد رؤية خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق بتنمية وتعزيز العلاقات بين الأقطار العربية والإسلامية. وهكذا نال الشعب الموريتاني – بفعل هذا الحراك النشط لسعادة السفير محمد بن عايد البلوي – دعما سخيا من المملكة العربية السعودية في شتى المجالات ابرزها المجال المالي حيث القروض والهبات المتعددة ، والمجال الصحي حيث يجري العمل حاليا على تشييد مستشفى الملك سلمان بانواكشوط ، كما ازداد التقارب والتواصل الثنائي بين الشعبين عبر البدء في تشغيل خط جوي مباشر ، واصبحت العلاقات والمواقف أكثر انسجاما وتناغما وتجانسا حيال مختلف القضايا.
ويضيق المقام عن ذكر كل ما انجزه سعادة السفير محمد بن عايد البلوي للدبلوماسية السعودية خلال عمله كسفير في موريتانيا ، فالرجل يغادر هذا المنصب في 2024 وقد ترك خلفه علاقات مزدهرة بين بلدين شقيقين ، بذل من اجلها جهدا مضنيا على مدى ثلاث سنوات لجعلها نموذجا يحتذى في العمل الدبلوماسي الناجح ، نموذجا يستحق ان يدرس وتسلط عليه أقلام الكتاب والباحثين لتتعلم منه الأجيال الحالية والمستقبلية وتستفيد المملكة العربية السعودية من خبرته وتجربته الثرية في العمل الدبلوماسي والعلاقات الدوية.
ونتمنى للسفير الجديد الذي سيخلفه في هذا المنصب السامي التوفيق لمواصلة مشوار الارتقاء بالعلاقات الموريتانية السعودية على ذات الوتيرة التي كان سعادة محمد البلوي يسير عليها خطوة بخطوة حتى أصبحت معمارا شامخا وعلما بارزا يرفرف في سماء العلاقات العربية العربية.
الصحفي السيد ولد سيد أحمد