تجمع تنومند: وعود بلا وفاء واستمرار التهميش
لا يزال سكان “تجمع تنومند” التابع لبلدية انتركنت يعيشون في حالة من الانتظار الطويل، مترقبين تنفيذ الوعود التي أطلقتها الوفود الحكومية المتعاقبة على مر السنين.
وقد زار هذا التجمع العديد من الشخصيات الرسمية من وزراء، مسؤولين محليين، وممثلين حكوميين، و كان آخرهذه الوعود وزير الصحة الذي تعهد شخصياً للوجهاء وأطر التجمع بالوقوف على أوضاعهم وتوفير سيارة إسعاف وممرض، إلا أن هذه الوعود لا تزال حبراً على ورق.
تتعدد الوعود المعلنة التي طرحتها السلطات خلال الزيارات الرسمية، حيث تم الحديث عن تحسين قطاع الصحة، تعزيز التعليم، وحل مشاكل المياه.
ورغم أهمية هذه الوعود، فإن الواقع على الأرض يظل مؤلماً، فالتجمع يعاني من إشكاليات مستمرة في هذه القطاعات الحيوية.
وعلى الرغم من هذه الوعود المتكررة، فإن الظروف المعيشية لسكان تنومند لم تتحسن بشكل ملحوظ، مما يطرح تساؤلاً مهماً حول جدية الحكومة في تنفيذ المشاريع الموعودة.
في هذا السياق، نجد أن هناك حركة متنامية بين جيران تجمع تنومند والمناطق المجاورة، المطالبة بتشكيل تجمعات جديدة، بحثاً عن حلول جدية ومستدامة.
في الوقت ذاته، يبدو أن الدولة أصبحت تناقش الموضوع بجدية أكبر مما مضى، وهو ما يبعث الأمل بأن الوضع قد يتغير قريباً.
إلا أن هذه النقاشات والوعود لن تكون ذات قيمة إذا لم تتضافر الجهود المحلية، بعيداً عن الصراعات الشخصية، لتحقيق مكاسب حقيقية لصالح سكان تنومند.
ما يثير القلق هو أن استمرار التجمع في هذا الوضع المزري من التهميش، سواء الداخلي أو الخارجي، سيؤدي إلى تآكل الثقة بين السكان والسلطات المحلية والجهات الحكومية.
إذا لم تتمكن القوى السياسية المحلية من الضغط على الحكومة لتصحيح مسار التنمية في المنطقة، فإن الثقة في الوعود الحكومية ستبدأ بالتلاشي، مما سيُضعف الموقف السياسي للجميع على المدى الطويل.
إن واقع تنومند يقتضي من جميع الأطراف، سواء كانت حكومية أو محلية، أن تتكاتف وتعمل بجدية لإيجاد حلول حقيقية. من غير المقبول أن يستمر هذا التجمع في العيش على هامش التنمية، في ظل الصعوبات المعيشية والاحتياجات الأساسية التي يعاني منها سكانه.
لقد حان الوقت لتبني سياسة تنموية مستدامة تأخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة بكل منطقة، بعيداً عن الوعود الفارغة التي لا تلبث أن تتبدد مع مرور الزمن.
محمد أعليوت \ صحفي