رسالة من علي الشرفاء الحمادي الي القادة وشعوب العرب : الإجماع أقوي من القلاع | فيديو
الموريتاني: قديما قالوا ان المعجزات وليدة الرجال المتحدين ، فالإجماع أقوى من القلاع ، فوحدنا يمكن ان نفعل القليل وعندما نجتمع ونتحد يمكننا فعل المستحيل ففي الاتحاد قوة .. ولعل ما تشهده الامة العربية من تفكك وغياب للوحدة هو سبب جوهري في الانهيار وضياع الأوطان .
https://web.facebook.com/watch/?ref=embed_video&v=1129314118834967
كتابات ومؤلفات مؤسسة رسالة السلام
وقديما قال أسلافنا: و ما المرء إلا بإخوانه.. كما تقبض الكف بالمعصم.. لا خير في الكف مقطوعة.. ولا خير في الساعد الأجذم .
من تلك الركيزة الوحدوية والرغبة في جمع الشمل العربي تنطلق كل الكتابات والمؤلفات الصادرة عن مؤسسة ” رسالة السلام ” ، وجاءت فصول كتاب ” ومضات علي الطريق ” ، بمثابة ناقوس خطر يدعو فيه الامة العربية وقادتها الي ضرورة الفهم والتدبر لاوضاع باتت معكوسة اوضاع تهز كيان الامة وتقودها نحو مصير مظلم وأوضاع كارثية ، ولعل ما تشهده سوريا وفلسطين والعراق وسوريا وليبيا وما تبقي من اوطان ألعرب من خراب ودمار خير دليل وبرهان علي صدق الطرح وعمق الرؤية الواردة في كتاب ” ومضات علي الطريق ” .
تساؤلات واستفسارات حائرة
اذ يطرح كتاب ” ومضات علي الطريق ” سلسلة تساؤلات : ماذا يعني مصطلح الأمن القومي العربي ؟ .. هل ندرك معناه؟ وهل نعرف متطلباته؟ وهل نحن فعلاً أمة واحدة تربطنا مصالح واحدة مشتركة؟ هل ندرك أن أي خطر يهدد أحدنا هو خطرٌ يهدد الجميع؟ هل وظفنا قدراتنا الاقتصادية لخدمة مصالحنا المشتركة؟ هل أوجدنا منظومة أمنية تدافع عن مصالحنا المشتركة وتحمي دولنا مما يهددها من أخطار؟ هل يكفي أننا نتحدث اللغة العربية لكي نجتمع تحت ظلها؟
الزمن أغلى ما في عمر الأمم
ويستمر الكتاب في طرحه مؤكداً : أعوام كثيرة مضت ولم تستطع لغتنا الجميلة أن تبعث فينا العزيمة والإرادة بل إنها اليوم بدأت تترنح تحت وطأة حركة التغيير والتطور ، موجها دعوة عاقلة الي كل القيادات العربية إلى التفكير بعمق وموضوعية ورؤية جديدة تُميّزُ بين القول والعمل .
رؤية تدرك أن الزمن أغلى شيء في عمر الأمم ، ولا بد من استغلال الوقت كي لا تفوت الفرصة ويقع المحظور، فدول العالم في سباقٍ محمومٍ وتنافسٍ رهيبٍ وصراعٍ اقتصاديٍ، بدأ يأخُذُ أشكالَ تكتلاتٍ اقتصاديةٍ دوليةٍ وتكتلاتٍ لشركاتٍ عالميةٍ لتكون لهم القدرة على المنافسة وعلى الحفاظ على تأمين الحد الأدنى لشعوبها من الحياة والمدنية.
العولمة تجر الشعوب لمآسٍ وكوارث
وتتكرر الاستفسارات باستغراب : أين الأمة العربية من ذلك ؟ اين تأثير ما لديها من كنوز وخيرات وثروات ؟ لماذا لم تستثمر وتوظف خيراتها في خدمة أبنائها؟
من هنا فإن القيادات العربية يجب أن تدرك أن الأخطار تحيط بها من كل جانب، وأن وقوع إحدى الدول العربية تحت سيطرة العدوان لا يعني بأن بقية الدول العربية ستكون في مأمن منه، وأن سياسة العولمة ستجر على شعوب الأمة العربية مآسٍ وكوارث إذا لم يتحدد مفهوم جديد وروابط عميقة لأهمية العلاقات العربية – العربية .
قاعدة جديدة لربط مصالح الشعوب
وأيضاً التزام واضح فيما بينها لبناء قاعدة جديدة تؤسس عليها مفاهيم جديدة أساسها العلاقات الاقتصادية التي تربط مصالح الشعوب العربية، لتصل بعدها إلى الشعور بمسؤولية الأمن المشترك من أجل البقاء والبناء ، عندها ستدرك القيادات العربية أهمية إيجاد منظومة أمنية تحمي مصالحها مما يهددها من أخطار وإجراءات قد تصل بعض الأحيان إلى فرض وصاية على أهم ثرواتها، وهو البترول حيث تستطيع القوة المتحكمة اقتصادياً في العالم أن تفرض أوامرها على الدول المنتجة للبترول سعراً محدداً أو تفرض مقاطعة على الدول التي لا تنصاع لقراراتها، وما يترتب على ذلك من آثار سلبية على خطط التنمية، وما يعقبها من مشاكل اجتماعية تؤثر علي الجبهة الداخلية للدول العربية .
الأمن القومي ركيزة التضامن العربي
فلتكن وقفة يتم فيها تحكيم العقل والرؤية لإعادة النظر في مسيرة التضامن العربي الذي أصبح اليوم مجردُ شعارٍ خالٍ من أية أسس والياتٍ تدعمه وتُحوّل قرارات مؤتمرات القمة إلى إجراءات عملية تكون لها نتائج مؤثرة على سير الأحداث .
ان الأمر أصبح من الخطورة بحيث يتطلب أن تقوم الجامعة العربية فوراً بإعداد استراتيجية العمل العربي المشترك لوضع أسس علمية مدروسة تستوعب مطالب الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه ، فقد أدركت هذه الجماهير بوعي لا تنقصه الرؤية بأن الأمن العربي هو القاعدة الأساسية والركيزة الأولى التي يجب أن يقوم على أساسها التضامن العربي .
أسباب التردي والهزائم المتلاحقة
الأمن القومي ركيزة ينبغي ان تحدد فيه أسلوب العلاقات العربية، وهو السياج الذي سيحمي مستقبل الدول العربية ويحفظ لها سيادتها ويحمي ثرواتها ويجعل دول العالم تحترم قراراتها ، فما تشهده المنطقة من أحداث مأساوية من أهم أسباب التردي والهزائم المتلاحقة التي حلت بالأمة بسبب عدم وضوح الرؤية في ما تؤمن به كل الانظمة العربية، وهو أن وحدة المصير تحتم على الدول العربية أن تدرك أن لا ملجأ لامتنا إلا بتشكيل منظومة أمنية تهيئ لها أسباب النجاح ، بحسن تنظيمٍ وإعدادٍ وتنسيقٍ، لتستطيع حماية حقوقها ومواجهة التحديات .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .