الإجتماع التشاوري الثالث لتعزيز مبادرات جهود السلام في السودان يؤيد قرارته السابقة ويصف الوضع بالكارثي…
الموريتاني : اختتم مساء أمس بنواكشوط الاجتماع الثالث لتعزيز مبادرات جهود السلام في السودان .
وأشار الإجتماع إلى الموافقة ماتم خلال الاجتماعين التشاوريين الأول والثاني اللذين عُقدا في القاهرة في 12 يونيو الماضي تحت رئاسة جامعة الدول العربية وفي جيبوتي في 24 يوليو 2024 تحت رئاسة جمهورية جيبوتي واللذان تم فيهما التنسيق لوساطات لمعالجة النزاع في السودان.
ورحب الاجتماع التشاوري بدعوة حكومة موريتانيا وإستضافتها للإجتماع في 18 ديسمبر 2024 في نواكشوط وأقر بالدور الهام للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني من أجل إنهاء النزاع في السودان .
كما تم التعبير خلاله في ظل إستمرار الأعمال القتالية في السودان المدمرة وتفاقم الوضع الإنساني الكارثي الذي إعتبره البيان كارثيا بعد ما تسبّب في تشرد نحو 11 مليون نازح و3 ملايين لاجئ و أزمة الغذاء.
وأثنى الاجتماع على الجهود لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق بالإضافة إلى دعم إطلاق حوار سياسي شامل دون إقصاء يؤدي إلى حكم مدني انتقالي.
وجاء في البيان الختامي :
الاجتماع التشاوري الثالث
بشأن تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان
18 كانون الأول/ ديسمبر 2024
بيان
عُقد الاجتماع التشاوري الثالث حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2024 في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي تترأس حالياً قمة الاتحاد الأفريقي. وترأس الاجتماع معالي السيد محمد سالم ولد مرزوك، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث أدلى ممثلو الدول والمنظمات المشاركة ببياناتهم، وشملت مملكة البحرين بصفتها رئاسة قمة جامعة الدول العربية، وجمهورية جيبوتي بصفتها رئاسة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، وجمهورية مصر العربية، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، والمملكة العربية السعودية، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.
واعتمد الاجتماع القرارات التالية التي تتوخى تعزيز النهج المشترك للتنسيق والعمل الجماعي استجابةً للأزمة في السودان.
1. أشار الاجتماع التشاوري إلى مقررات الاجتماعين التشاوريين الأول والثاني بشأن تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، اللذين عُقدا في القاهرة في 12 حزيران/ يونيو 2024 تحت رئاسة جامعة الدول العربية، وفي جيبوتي في 24 تموز/ يوليو 2024 تحت رئاسة جمهورية جيبوتي، وشدد على أهمية تنظيم اجتماعات تشاورية منتظمة بهدف تبادل وجهات النظر حول الوضع الراهن للتنسيق الاستراتيجي المتعلق بتفعيل مبادرات المساعي الحميدة والوساطة والسلام التي تستهدف معالجة النزاع في السودان وآفاقه، مع ضمان تكامل هذه المبادرات بما يسهم في تحقيق نتائج متعاضدة؛
2. ورحب الاجتماع التشاوري بدعوة حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية واستضافتها للاجتماع في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2024 في نواكشوط. كما أعرب الاجتماع التشاوري عن شكره للحكومة الموريتانية على كرم استضافتها لهذا الاجتماع. وأقر بالدور البالغ الأهمية الذي يضطلع به فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بغية إنهاء النزاع في السودان؛
3. وأعرب الاجتماع التشاوري عن قلقه البالغ إزاء استمرار الأعمال القتالية في السودان، وما يترتب عليها من تأثيرات مدمرة على الشعب السوداني ويفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلاً، بما في ذلك ما يربو عن 11 مليون نازح و3 ملايين لاجئ ناهيك عن أزمة الغذاء.
4. يستذكر الاجتماع التشاوري قرار مجلس الأمن رقم 2736 بتاريخ 13 يونيو 2024 بشأن السودان، ويدين بشدة أعمال العنف في السودان وجميع انتهاكات حقوق الإنسان، كما يدين تدمير البنى التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس، والاستيلاء على المباني والمنازل المدنية وتشريد أصحابها قسراً.
5. وأثنى الاجتماع التشاوري على الجهود القيمة التي يبذلها جميع المشاركين بصفاتهم المختلفة من أجل إجراء مفاوضات وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بالإضافة إلى دعم جهود إطلاق حوار سياسي شامل دون اقصاء يؤدي إلى حكم مدني انتقالي.
في هذا السياق، أعرب المشاركون عن تقديرهم للمبادرات والإجراءات التي تم اتخاذها منذ اجتماعهم الأخير في جيبوتي في تموز/ يوليو 2024، بما في ذلك، 1) انعقاد اجتماع مجموعة متحالفون من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان في آب/ أغسطس 2024، بالإضافة إلى اجتماعات المتابعة التي نظمتها الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، وحكومة سويسرا، بمشاركة جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة؛ 2) اجتماع القوى السياسية والمدنية الذي عقدته جمهورية مصر العربية بتاريخ 6 و7 تموز/ يوليو 2024، 3) انعقاد اجتماع القوى السياسية والمدنية الذي نظمته لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية -الإيغاد- على التوالي في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2024، في إطار التحضير للحوار السياسي السوداني البيني، 4) عقد اجتماع وزاري بشأن السودان من قبل ألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي في نيويورك على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2024؛ 5) تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن التوصيات المتعلقة بحماية المدنيين في السودان، الذي تم عرضه على أعضاء مجلس الأمن في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2024؛ 6) تمديد/تجديد ولاية البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن السودان. كما أشادوا بجميع الجهود الثنائية التي يبذلها المشاركون في هذا السياق، بما يضمن تحقيق وحدة الهدف.
6. أكد الاجتماع على وحدة السودان، وحماية شعبه وصيانة مؤسساته وسيادته وسلامة أراضيه. كما شدد على الحاجة العاجلة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، بغية التوصل إلى ترتيبات شاملة وكاملة لوقف الأعمال العدائية في البلاد بحلول شهر رمضان. وأشار إلى أهمية التزام طرفي النزاع التزاماً كاملاً بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتنفيذ تعهداتهما بموجب إعلان جدة (الخاص بواجب حماية المدنيين السودانيين) والموقع في 11 أيار/ مايو 2023.
7. أقر الاجتماع بأن السودان يشكل أولوية استراتيجية للمنظمات متعددة الأطراف والدول الحاضرة، حيث تم مناقشة آفاق المبادرات المختلفة لكل من هذه الأطراف. وأكد المشاركون مجدداً التزامهم بتكثيف التنسيق وتعزيز آلياته، فضلاً عن تبني إجراءات متداعمة، وذلك بروح من التعاون ووحدة الهدف من أجل استعادة السلام والاستقرار في السودان.
في هذا الصدد، ناقش المشاركون الأنشطة القادمة، ألا وهي 1) الجلسة القادمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن السودان، التي ستعقد على المستوى الوزاري، وتتناول مسألة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إنشاء ممرات إنسانية. 2) المشاورات المدنية الجارية التي أطلقها مكتب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، والتي تشمل مجموعة واسعة من المدنيين السودانيين من مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني، لمناقشة تفعيل توصيات الأمين العام للأمم المتحدة بشأن حماية المدنيين في السودان، وكذلك تنفيذ إعلان جدة. وستكون نتائج هذه المشاورات محورية في الاتصالات المقبلة للمبعوث الشخصي مع الأطراف السودانية؛ 3) التحضيرات الجارية من قبل جمهورية مصر العربية لعقد الاجتماع الثاني في القاهرة للقوى السياسية والمدنية في السودان؛ 4) عقد الاجتماع الثالث للقوى السياسية والمدنية، الذي تنظمه لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان والإيغاد، في إطار التحضيرات للحوار السياسي السوداني البيني. وتم الاتفاق على ضرورة الحفاظ على التنسيق المستمر وتعزيزه بين مختلف المبادرات وبشكل متعاضد.
8. جدد المشاركون التأكيد على عدم وجود حل عسكري قابل للتطبيق للنزاع الدائر، وأكدوا على أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والسير نحو تسوية سياسية للأزمة، بما يسهم في إنهاء معاناة الشعب السوداني. كما جددوا التأكيد على التزامهم بتكثيف التنسيق والتعاون لاستعادة السلام والاستقرار في السودان.
9. واعتمد الاجتماع أسلوب العمل المرفق للفريق العامل على المستوى الفني التابع للمجموعة الاستشارية، وذلك بهدف تبادل المعلومات وضمان تنسيق الجهود، وهو القرار الذي جاء ثمرة للاجتماع التشاوري الثاني، حيث اتفق المشاركون على إنشاء الفريق العامل. وقد اتفق المشاركون على أن يبدأ العمل به اعتباراً من كانون الثاني/ يناير 2025 باستضافة من الأمم المتحدة.
10. وأكد الاجتماع على أهمية الاستمرار في عقد اجتماعات تشاورية منتظمة، وتقرر عقد الاجتماع التشاوري الرابع الذي سيستضيفه الاتحاد الأوروبي في بروكسل في أوائل العام 2025، وذلك بهدف الحفاظ على الالتزام الجماعي وتعزيز العمل المشترك من أجل السلام في السودان.
انتهى البيان.
مرفق : أسلوب عمل الفريق العامل التابع للاجتماعات التشاورية
مقدمة
تم عقد سلسلة من الاجتماعات التشاورية بشأن تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، حيث انعقدت أولى هذه الاجتماعات في القاهرة في 12 حزيران/ يونيو 2024 تحت رئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية، تلاه اجتماع في جيبوتي في 24 تموز/ يوليو 2024 برئاسة وزير خارجية جيبوتي، ثم اجتماع آخر في نواكشوط في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2024 برئاسة وزير الخارجية الموريتاني. وعملاً بالبيان الثاني الصادر بتاريخ 24 تموز/ يوليو، قرر الاجتماع إنشاء فريق عامل على المستوى الفني تابع للمجموعة الاستشارية بهدف تسهيل تبادل المعلومات وضمان التنسيق بين الجهود المختلفة.
العضوية
تتكون عضوية الفريق العامل من نفس الأعضاء المشاركين في الاجتماعات التشاورية، وهي المنظمات متعددة الأطراف والدول الراعية للمبادرات. وتشمل العضوية الاتحاد الأفريقي، الهيئة الحكومية الدولية للتنمية -الإيغاد، الاتحاد الأوروبي، جامعة الدول العربية، الأمم المتحدة، البحرين (رئاسة قمة جامعة الدول العربية)، جمهورية جيبوتي (رئاسة الهيئة الحكومية الدولية للتنمية)، جمهورية مصر العربية (راعية مبادرة دول جوار السودان بالإضافة إلى اجتماعات القوى السياسية والمدنية في القاهرة)، جمهورية موريتانيا الإسلامية (رئاسة قمة الاتحاد الأفريقي)، المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية (راعيتا منصة جدة ومجموعة متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان).
أسلوب العمل
• يجتمع أعضاء الفريق العامل مرة أو مرتين شهرياً بشكل تقابلي في أديس أبابا ونيويورك، مع الأخذ في الاعتبار أن الاجتماعات الهجينة تبقى خياراً متاحاً لضمان حضور جميع الأعضاء المعنيين.
• يستضيف أعضاء الفريق العامل الاجتماعات بشكل دوري على أساس التناوب، مع تخصيص ممثل واحد عن كل كيان لضمان مجموعة مركزة من 11 شخصاً.
• يحيط أعضاء الفريق العامل علماً بآخر المبادرات والأنشطة التي تنفذها الكيانات التي يمثلونها في إطار جهود السلام في السودان، ويقومون باطلاع بعضهم البعض على أية مستجدات هامّة.
• يتبادل أعضاء الفريق العامل الآراء حول سبل تعزيز تكامل وتناغم الجهود، من خلال اقتراح إجراءات جماعية تكمل بعضها البعض، بهدف رفعها إلى مديريهم للمناقشة والموافقة.
• يقوم أعضاء الفريق العامل باقتراح أية بنود للتحضير للاجتماعات التشاورية.