هل المنتديات الجهوية علامة فشل للإدارة المحلية والمنتخبين في موريتانيا؟

في إطار جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين ظروف الحياة للمواطنين، أطلقت الحكومة الموريتانية سلسلة من المنتديات الجهوية للتخطيط التشاركي، التي تهدف إلى تشخيص التحديات التي تواجه المواطنين في مختلف المقاطعات.

تعتمد هذه المنتديات على مشاركة فعالة من السلطات الإدارية، المنتخبين، المجتمع المدني، والوجهاء المحليين، بهدف وضع حلول عملية وواقعية لمشاكل التنمية في البلاد.

ولكن، وسط هذا الزخم من المبادرات الحكومية، يطرح السؤال: هل هذه المنتديات تعكس فشل الإدارة المحلية والمنتخبين في تشخيص المشاكل التنموية؟

وهل تُظهر عجزهم عن تقديم حلول ملموسة خلال المأمورية الأولى للرئيس محمد ولد الغزواني؟
المنتديات الجهوية: محاولة لمواجهة التحديات أم علامة فشل؟

تعتبر المنتديات الجهوية خطوة إيجابية نحو إشراك المواطنين في اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم التنموي، حيث يتمكن كل طرف معني بالموضوع من طرح مشاكل المنطقة والبحث عن حلول بالتعاون مع السلطات المحلية.

ورغم ذلك، يجد العديد من المراقبين في هذه المنتديات دلالة على فشل الحكومة والإدارة المحلية في تحديد الأولويات التنموية بشكل مباشر في السنوات الأولى من المأمورية.

“إذا كان لدينا منتديات إقليمية بعد سنوات من تولي الرئيس غزواني، فهذا قد يعني أن المشاكل التنموية لم يتم التعرف عليها مسبقاً أو لم يتم إعطاؤها الأهمية اللازمة”، يقول أحد الخبراء المحليين في مجال التنمية.

ويضيف: “كان من المفترض أن يتم تحديد هذه القضايا في فترة مبكرة وأن تتخذ إجراءات عملية قبل اللجوء إلى المنتديات التشاركية”.


مشاركة فعالة ولكن…

على الرغم من التفاعل الواسع الذي تشهده هذه المنتديات من قبل المجتمع المدني والمواطنين، فإن نسبة المشاركة الفعالة من بعض المنتخبين والسلطات المحلية تثير تساؤلات حول مدى التزامهم بتنفيذ التوصيات الصادرة عن المنتديات.

فبينما يحرص عدد من المسؤولين على التأكيد على أهمية هذه المنتديات، يشير البعض الآخر إلى أنها مجرد خطوة إدارية لا تسهم فعلياً في حل المشاكل الأساسية.

“المنتديات الجهوية ليست سوى محاولة لتوجيه الأنظار بعيداً عن تقاعس المسؤولين في تقديم حلول ملموسة على الأرض”، يقول أحد الناشطين في المجال الاجتماعي.

ويرى أن تكرار هذه المنتديات في كل مرة بدلًا من العمل الجاد على الأرض يعكس عجزًا في الإدارة المحلية والمنتخبين على تقديم إجابات حقيقية للمواطنين.


واقع تنموي صعب

من جهة أخرى، يدافع بعض المسؤولين المحليين عن المنتديات باعتبارها ضرورة لمواجهة التحديات التنموية المتجددة في ظل واقع اقتصادي واجتماعي صعب.

ويؤكدون أن هذا النموذج التشاركي يعد خطوة مهمة لتحفيز الابتكار في الحلول التنموية ويعزز من فرص النجاح المستدام للمشاريع الحكومية.

“المنتديات الجهوية تسمح لنا بالحصول على معلومات دقيقة من المواطنين حول أولوياتهم وحاجاتهم، وبالتالي يمكننا تصميم برامج أكثر توافقاً مع الواقع المحلي”، يشرح أحد المسؤولين في ولاية آدرار في تصريح للموريتاني.


هل ستظل المنتديات حلاً أم ستصبح عبئًا؟

يبقى السؤال الأهم: هل ستستمر هذه المنتديات في تزويد المجتمع بالحلول التنموية اللازمة، أم أنها ستتحول إلى مجرد طقوس إدارية فارغة؟

وإذا كانت الحكومة جادة في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، فإن التحدي يكمن في تنفيذ التوصيات ودمجها في خطط استراتيجية طويلة المدى، بعيدًا عن ردود الفعل العاطفية وحلول اللحظة.

في الختام، يظل واقع التنمية في موريتانيا ملبداً بالعديد من التحديات، ولا يزال المستقبل يحمل الكثير من الأسئلة حول فعالية هذه المنتديات في حل تلك المشاكل التي كان من المفترض أن تكون قد حُلّت منذ فترة طويلة.

تقرير محمد أعليوت ولاية آدرار للموريتاني

زر الذهاب إلى الأعلى