السياسة في أوجفت: تحولات انتخابية وتشكيل التحالفات في ظل التحديات

يعتقد العديد من المتابعين للشأن السياسي في موريتانيا أن البرلمان في نسخته الحالية قد شهد تراجعًا ملحوظًا في تأثيره على الرأي العام الوطني، إذ لم يعد يثير الاهتمام والمتابعة كما كان الحال في العقود الماضية.

مع مرور الوقت، باتت الجلسات البرلمانية أقل حضورًا في المشهد الإعلامي، في حين كانت في السابق منبرًا مهمًا للتراشق السياسي، وميدانًا للصراعات الحادة بين المعارضة والأغلبية الحاكمة.

وفيما يخص الانتخابات التشريعية التي أُجريت في 2023، يبرز رأي آخر يرى أن هذه الانتخابات أسفرت عن برلمان جديد، يضم غالبية من النواب الذين لا يملكون خبرة سياسية كافية.

ووفقًا لبعض الآراء، فإن أغلب النواب ينتمون إلى حزب “الإنصاف” الحاكم والأحزاب الموالية له، ولا يحملون خطابًا سياسيًا متينًا، مما يجعلهم في نظر البعض أداة في يد السلطة التنفيذية لتسريع تمرير قوانينها.

تعهدات الرئيس والحكومة:

رغم هذه الانتقادات، تظل حكومة الرئيس محمد ولد الغزواني تسعى لإجراء إصلاحات في المنظومة السياسية، حيث كان قد تعهد، بعد تنصيبه، بتنظيم حوار وطني شامل، يشمل جميع الأطراف السياسية بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وإغلاق الباب أمام أي خلل سياسي في المستقبل.

وفي خطوة تتماشى مع هذا التوجه، قدم الوزير الأول الموريتاني، المختار ولد انجاي، في وقت لاحق، برنامج عمل حكومته أمام البرلمان، حيث أكد أن حكومته ستعمل على تنظيم “حوار سياسي” يتضمن مراجعة المدونة الانتخابية وتحسينها بما يخدم مزيدًا من المشاركة، الشفافية، والمصداقية.

كما تعهد بمراجعة قانون الأحزاب السياسية لتطويره بما يتلاءم مع المتغيرات السياسية الجديدة.

وقد أعلنت وزارة الداخلية مؤخرًا عن تخصيص منصة لتسهيل الاعتراف بالاحزاب، وهو ما يعكس التزام الحكومة بجعل هذا الحوار يشمل كافة الآراء والتوجهات السياسية.

الشكوك المعارضة:

على الرغم من هذه المبادرات الحكومية، تبقى أحزاب المعارضة متشككة في مدى مصداقية هذه الخطوات.

فقد عبّرت عن قلقها من المنظومة الانتخابية، وبخاصة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.

كما أن المعارضة ترفض التعديل الأخير المقترح على قانون الأحزاب السياسية، وهو ما يعزز من حالة التوتر السياسي في البلاد.

مقاطعة أوجفت: استباق الانتخابات أو إعادة التشكيل؟

في هذا السياق، بدأت بعض الشخصيات والائتلافات السياسية في مقاطعة أوجفت تثير الحديث عن الانتخابات المقبلة، سواء من خلال تصريحات متفرقة أو عبر بعض الوسائل الإعلامية المقربة من الأحلاف السياسية في المنطقة.

هذه التحركات تشير إلى أن الخريطة السياسية في أوجفت قد تكون في طور التشكيل، مع بدء الحديث عن الانتخابات المبكرة أو استعدادات لتقوية التحالفات في هذه المقاطعة الاستراتيجية.

الجزء الثاني: لقاءات مع الشخصيات السياسية في أوجفت

بالتزامن مع هذه التطورات، سيُخصص الجزء الثاني من هذا التقرير لتقديم لقاءات مع بعض الشخصيات وصناع القرار في مقاطعة أوجفت، حيث سيتم تناول الحديث عن الانتخابات المرتقبة، الحوار السياسي، وإعادة تشكيل التحالفات في المنطقة.

يأمل الكثيرون أن تساهم هذه اللقاءات في تسليط الضوء على آراء متنوعة حول مسار الحوار السياسي في البلاد، ومدى تأثيره على الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه العملية الديمقراطية في موريتانيا.

ختاما:

تستمر الساحة السياسية في موريتانيا في التغير بسرعة، حيث يبقى الحوار الوطني والانتخابات التشريعية المفتوحة ضمن أبرز الملفات المطروحة على الطاولة.

فبينما يتسم البرلمان الحالي بالعديد من الانتقادات، يبقى الأمل معقودًا على الإصلاحات المقترحة والحوار الشامل لتحسين الوضع السياسي وتعزيز الديمقراطية في البلاد.

محمد اعليوت | أوجفت الموريتاني

زر الذهاب إلى الأعلى