مؤسسة رسالة السلام بنواكشوط تنظم ندوة حول “جهود المفكر الشرفاء في فهم مستجدات الحضارة انطلاقا من القرآن”.

نظمت مؤسسة رسالة السلام ندوة حول “منهاج القرآن وفهم مستجدات الحضارة
جهود المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي نموذجا”.
وتناول الحديث الدكتور محمد ولد الرباني الأستاذ الجامعي بجامعة نواكشوط حيث تحدث عن جهود المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي في تصويب المنهج الحضاري وفهم السياقات التاريخية عن طريق الرجوع إلى القرآن.
ليتحدث البروفسور عثمان محمد واغي عن تنزيل فهم الأستاذ الشرفاء على المسارات التاريخية في البلاد والجوار، حيث استخلص أن الإسلام دخل وانتشر في المنطقة عن طريق الوسائل السلمية وبالإقناع والقدوة الحسنة، وهو ما يتناغم مع فهم المفكر الشرفاء لخطاب القرآن الكريم.
وقدم الأستاذ حي معاوية حسن مداخلة مكثفة عن الموضوع، جاء فيها:
“يُعَدُّ المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي من أبرز الداعين إلى العودة لمنهج القرآن الكريم كمرجع أساسي لفهم مستجدات الحضارة وبناء مجتمع إنساني متقدم. تتجلى جهوده في هذا المجال من خلال سلسلة مؤلفاته “ومضات على الطريق”، التي صدر منها سبعة أجزاء، حيث يسعى من خلالها إلى تقديم مشروع فكري متكامل يستند إلى القيم القرآنية.

يرى الشرفاء أن الالتزام بالمنهج القرآني يسهم في بناء حضارة إنسانية عادلة، حيث يدعو القرآن إلى قيم مثل العدل، والرحمة، والتعاون بين البشر. ويؤكد أن هذه القيم تشكل أساسًا لبناء مجتمع متقدم يواكب مستجدات العصر.
وبالمجمل فإن المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي يعتبر من أبرز الداعين إلى العودة إلى منهاج القرآن الكريم كمرجع أساسي لفهم مستجدات الحضارة، حيث يرى أن التفسير الصحيح للقرآن يجب أن يعتمد على آياته ذاتها، دون تأويلات بشرية قد تُخرج النص عن مقاصده الأصلية.

  1. القرآن والتفاعل مع الحضارة الحديثة

في كتابه “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي”, يسلط الشرفاء الضوء على الفرق بين التعاليم الدينية البشرية والتوجيهات الإلهية، موضحًا أن العديد من الأفكار التي تُقدَّم على أنها “إسلامية” لا تستند فعليًا إلى القرآن بل إلى روايات وتأويلات بعيدة عن المصدر الإلهي.
وهو ما ينسجم مع طرح بعض المفكرين المعاصرين الذين شددوا على ضرورة القراءة المنهجية للقرآن ضمن سياقه التاريخي.

  1. منطلقات فكرية: القيم القرآنية كأساس للحضارة..

يرى الشرفاء أن الالتزام بالقيم القرآنية مثل العدل، الرحمة، التعاون بين البشر، ونبذ الظلم هو مفتاح بناء مجتمع إنساني متقدم. وقد دعم فكرته هذه من خلال كتابه “ومضات على الطريق” (7 أجزاء)، حيث ركّز على أن المسلمين لو التزموا بهذه المبادئ لأصبحوا قادرين على تحقيق نهضة حقيقية تواكب مستجدات العصر.

  1. تجاوز المرويات لفهم العصر

يرى الشرفاء أن الاعتماد على الروايات الفقهية بدلًا من النص القرآني أضرَّ بالحضارة الإسلامية، حيث تم ربط كثير من الممارسات المتشددة بنصوص تعارض مقاصد القرآن. وهذا الطرح يلتقي مع آراء مفكرين دعوا إلى إعادة تقييم التراث الديني على ضوء القرآن والعقل .

  1. القرآن والنهضة الحضارية

من خلال هذه الجهود، يسعى علي محمد الشرفاء الحمادي إلى تقديم رؤية حضارية قرآنية، تعتمد على النص الإلهي المباشر وتُمكِّن المسلمين من التفاعل الإيجابي مع تطورات الحضارة الحديثة دون أن يفقدوا هويتهم الإسلامية الأصيلة. ويعتبر أن تبني الخطاب الإلهي كما ورد في القرآن، بعيدًا عن الإضافات البشرية، هو الطريق الوحيد للنهوض بالمجتمعات الإسلامية.

بهذا الطرح، يؤسس الشرفاء لمشروع فكري متكامل، يُعيد قراءة الواقع الحضاري من خلال منظور قرآني نقي، متجاوزًا الموروثات التي تعيق التقدم، وداعمًا لفكرة أن القرآن الكريم هو الدستور الوحيد للمسلمين في مواجهة تحديات العصر”.
وقدم الدكتور الرباني مداخلة ثانية من منظور تربوي عن ضرورة إدخال المنهاج القرآني في البرامج التربوية.
ذكر فيها ان ما تعلمه من المفكر والداعية الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي اكثر بكثير وأنفع مما تعلمه في الجامعات العربية والغربية.
وتميزت الندوة بحضور إعلاميين وأساتذة وجمهور شبابي جامعي.

زر الذهاب إلى الأعلى