الشرفاء الحمادي يكتب: لقد فقدنا الحكمة والوعي والإرادة ونسينا ما فعله الأمريكان لصالح الكيان..

الموريتاني : الحلقة الثامنة والثلاثون من موسوعة “ومضات على الطريق” – الجزء الأول – بعنوان “دراسات ومشاريع وحلول لمواجهة المستقبل العربي”
 
الملخص
في حلقة اليوم، يتحدث المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، عن التعامل الأمريكي الظالم، بشكل واضح وجلي مع القضايا العربية.
ودلل الشرفاء الحمادي على طرحه بما حدث في الماضي مع العراق أثناء غزو الكويت، وقرارات الأمم المتحدة التي أنهكت العراق، ولم تخدم الكويت؛ بل خدمت الكيان المحتل. ثم قارن المفكر العربي بين ما حدث في لبنان من اجتياح الكيان الصهيوني له عام 1982، وارتكاب جرائم حرب مكتملة الأركان، ومع ذلك غضت أمريكا، ومن خلفها المجتمع الدولي، الطرف عن كل تلك المجازر، التي تم توثيقها والتي تشكل وفق القانون الدولي، جرائم حرب.
واختتم الشرفاء حديثه في حلقة اليوم، قائلا: “كل هذا حدث ويحدث حتى الآن أمام أعيننا وأعين العالم، ومع ذلك استسلمنا لواقعنا المرير، وفقدنا إرادتنا وقوة الفصل والتصدي والمقاومة  للعدون، بل إن إعلامنا العربي للأسف انساق خلفهم في مناسبات سابقة، بعد أن خدعهم الإعلامان الأمريكي والصهيوني، مما جعل الإعلام العربي يطالب في السابق، العراق، بتطبيق قرارات الأمم المتحدة الظالمة التي تخدم مصالح الكيان، والمشاهد تتكرر ونحن في حالة من غياب الوعي، رغم أن العدو واضح، والجميع يعرفه”. التفاصيل في السياق التالي..
التفاصيل
واقع مرير وإردة مفقودة
يقول الشرفاء الحمادي في الصفحة 173 من الجزء الأول لكتاب “ومضات على الطريق”، والتي خصصها للحديث عن غزو العراق للكويت: “يحدث ذلك أمام أعيننا – نحن العرب – وأعين العالم؛ وقد استسلمنا لواقعنا المرير، وفقدنا الإرادة، وقوة الفصل، والتصدي، والمقاومة؛ بل أصبح إعلامنا العربي – للأسف – يردد، ويتحدث بلغتهم، وطلباتهم التي تقول: إن على العراق أن يطبق قرارات الأمم المتحدة، بدون أن نقف لندرس طبيعة ومضمون هذه القرارات، وبدون أن نفكر: هل هذه القرارات تصب في مصلحة الكويت، والأمن الخليجي، والأمن القومي العربي؟ أم أنها تصب في مصلحة الأمن الإسرائيلي؟”.
حصار دمار مهانة
ويكمل الشرفاء حديثه: “إن العراق – بعد سبع سنوات من الدمار، والحصار والمهانة – فقد قوته وإرادته، ومع ذلك، ما زال إعلامنا العربي يردد دعاوى الإعلامين الصهيوني والأمريكي، بأن العراق يمثل خطرًا على العالم كله. كيف؟ وأين مصدر الخطر يا قوم؟ لقد فقدنا الحكمة، والوعي، والإرادة، ونسينا أن تلك القرارات ليس هدفها سوى المهانة، والقهر، والمذلة؛ ليس للعراق فحسب، بل للأمة العربية كلها”.
مواقف ضد العرب
[13/03 à 13:48] Med ويتساءل الشرفاء: “هل نسينا مواقف الولايات المتحدة من الأمة العربية قبل محنة احتلال الكويت، وذلك حينما اجتاحت إسرائيل أرض لبنان في عام 1982؟ الإجابة هي أن اسرائيل عبثت بأمن لبنان، وقتلت أبناءه، ولم تتحرك أمريكا، ولم تقف ضد ذلك الغزو، بل دعمت الكيان”.
تساؤلات مشروعة
ويواصل الشرفاء حديثه متسائلا: “هل دعت أمريكا مجلس الأمن لاتخاذ قرارات تدين الغزو الإسرائيلي، وتطلب من إسرائيل الجلاء عن الأراضي اللبنانية؟ هل حشدت قوى التحالف لترد إسرائيل عن اعتدائها، واحتلالها للبنان؟ هل أرسلت غواصاتها وطائراتها وبوارجها إلى البحر الأبيض المتوسط كما أرسلتها إلى الخليج؟”.
قرار أسير
ويجيب الشرفاء عن التساؤلات السابقة: “كلا، لم يحدث ذلك، ولن يحدث مستقبلا، فهذه هي أمريكا في الماضي، والحاضر، والمستقبل، قرارها لم يزل أسير قبضة اللوبي الإسرائيلي، وقدرته على توجيه السياسة الأمريكية لمصلحة إسرائيل، وليس لمصلحة الشعب الأمريكي. ولا بد أن يأتي يوم تتحرر فيه الإرادة الأمريكية، وبعدها سوف تشعر بأن الأمة العربية لا يمكن أن ترضخ للابتزاز الصهيوني، وأن كلمتها واحدة، وتواجه أعداءها في جبهة متراصة ومتحدة”.
انتهت حلقة اليوم، ويتجدد الحديث في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.. حفظ الله الأمة العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى