هجرة الشباب الموريتاني الي آمريكا : الدوافع والمكاسب وتأثير حكم ترامب في محاربة الهجرة … قراءة الموريتاني

تعتبر هجرة الشباب من الدول النامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ظاهرة متزايدة في العقود الأخيرة، وموريتانيا ليست استثناءً من هذه الظاهرة.
يسعى العديد من الشباب الموريتاني إلى البحث عن حياة أفضل في أمريكا، حيث يأملون في الحصول على فرص عمل أفضل، وتوفير التعليم الجيد، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
في هذا التقرير، سنلقي الضوء على دوافع هجرة الشباب الموريتاني إلى أمريكا، المكاسب المحتملة التي يسعى الشباب لتحقيقها، وأثر حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في محاربة الهجرة بشكل علني وصريح.
1. دوافع هجرة الشباب الموريتاني إلى أمريكا:
الهجرة إلى أمريكا بالنسبة للشباب الموريتاني تأتي نتيجة عدة عوامل رئيسية يمكن تلخيصها كما يلي:
- البحث عن فرص اقتصادية أفضل: يعاني العديد من الشباب في موريتانيا من البطالة وقلة الفرص الاقتصادية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد , و يشكل الهروب إلى الخارج، وخاصة إلى أمريكا، فرصة للبحث عن عمل في سوق مفتوح ومتطور.
- البحث عن التعليم العالي: تعتبر الجامعات الأمريكية من بين الأفضل على مستوى العالم, العديد من الشباب الموريتاني يسعى للحصول على تعليم أكاديمي عالٍ في مجالات مختلفة من خلال المنح الدراسية أو الهجرة بشكل قانوني للحصول على درجة أكاديمية.
- الاستقرار السياسي والاقتصادي: يعيش الشباب في موريتانيا في ظل أزمات اقتصادية وجفاف سياسي، مما يدفعهم للبحث عن مكان أكثر استقرارًا يوفر لهم حياة كريمة وفرصًا للنمو الشخصي والمهني.
- التطلعات نحو حياة أفضل: الشباب الموريتاني لديه طموحات في تحسين نوعية الحياة، سواء من خلال تحسين مستوى المعيشة أو الحصول على الرعاية الصحية الجيدة أو تحسين الوضع الاجتماعي.
2. المكاسب المحتملة من الهجرة إلى أمريكا:
عندما يهاجر الشباب الموريتاني إلى أمريكا، فإنهم يطمحون لتحقيق عدة مكاسب، مثل:
- تحقيق الأمان الاقتصادي: يستطيع الشباب الموريتاني في أمريكا العثور على وظائف تضمن لهم دخلًا جيدًا مقارنة بالأوضاع الاقتصادية في وطنهم, بالإضافة إلى أن الفوائد الاجتماعية مثل التأمين الصحي والضمان الاجتماعي توفر أمانًا اقتصاديًا طويل المدى.
- الاندماج الثقافي والاجتماعي: من خلال الهجرة، يحصل الشباب الموريتاني على فرصة للاندماج في مجتمع متعدد الثقافات يفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتواصل مع مختلف الجنسيات والأعراق.
- الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية المتقدمة: يعتبر النظام الصحي في أمريكا من الأنظمة المتطورة، حيث يمكن للمهاجرين الاستفادة من الرعاية الصحية المتميزة التي قد تكون غير متوفرة في موريتانيا.
3. تأثير حكم ترامب على الهجرة:
خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (2017-2021)، اتخذت إدارته مواقف صارمة ضد الهجرة، وتأثرت السياسات الأمريكية في هذا السياق بشكل كبير، سواء فيما يخص الهجرة الشرعية أو غير الشرعية.
وتبرز أهم ملامح هذه السياسات في:
- منع الهجرة من بعض الدول: واحدة من أكثر القرارات المثيرة للجدل في عهد ترامب كانت “حظر السفر” الذي فرضه على مواطني بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، بما في ذلك دول من إفريقيا ، وهو ما أوقف أو عرقل هجرة العديد من الشباب إلى أمريكا.
- تقليص برامج اللجوء والهجرة العائلية: في إطار سياسته لمكافحة الهجرة غير الشرعية، قام ترامب بتقليص برامج اللجوء والهجرة العائلية.
- وقد أثرت هذه القرارات سلبًا على العديد من الشباب الموريتاني الذين كان لديهم أمل في الهجرة إلى أمريكا عبر تلك القنوات.
- زيادة القيود على تأشيرات العمل والدراسة: فرضت إدارة ترامب قيودًا إضافية على التأشيرات الخاصة بالطلاب والعاملين الدوليين.
- وهذا أثر بشكل كبير على الشباب الموريتاني الذي كان يسعى للحصول على تعليم في أمريكا أو تحسين وضعه المهني.
- التحريض ضد الهجرة: استخدم ترامب خطابًا عامًا يعارض الهجرة ويحث على تشديد القوانين حولها، مما ساهم في زيادة التوترات والانتقادات ضد المهاجرين في المجتمع الأمريكي، وعزز مشاعر الخوف والقلق بين المهاجرين المحتملين.
- التأثير على السياسة الأمريكية بشكل عام: رغم أن بعض الشباب الموريتانيين تمكنوا من الهجرة إلى أمريكا، فإن السياسات التي انتهجتها إدارة ترامب جعلت العديد منهم يترددون في اتخاذ قرار الهجرة أو يواجهون صعوبات أكبر خلال عملية الحصول على التأشيرات.
4. ختاما:
تظل هجرة الشباب الموريتاني إلى أمريكا حلمًا للكثير منهم، حيث يسعون لتحقيق حياة أفضل ومستقبل أكثر استقرارًا. ومع ذلك، فإن سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في محاربة الهجرة قد أضافت العديد من التحديات والمخاوف بالنسبة لأولئك الذين كانوا يطمحون للهجرة إلى أمريكا.
رغم هذه التحديات، يبقى الدافع الرئيس وراء هجرة الشباب الموريتاني هو البحث عن فرص اقتصادية ، إلى جانب تطلعاتهم لتحقيق حياة أفضل بعيدًا عن الأزمات السياسية والاقتصادية في وطنهم.
محمد اعليوت / الموريتاني