أزمة تمثيل المواطنين في ولاية آدرار … بين الإهمال وتجاهل التطلعات … تقرير

تمر ولاية آدرار اليوم بأزمة حقيقية تتعلق بضعف أداء المنتخبين المحليين الذين كان من المفترض أن يكونوا صوت المواطن المدافع عن مصالحه وأولوياته.

لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن هذه النسخة من المنتخبين قد تسجل رقماً قياسياً في الإهمال وسوء الأداء، إذ لم يقدموا أي إنجاز يُذكر بعد قرابة عامين على انطلاق مأموريتهم، كما أن بوادر النية لإحداث أي تغيير أو تحسين واقع السكان تبدو غائبة تمامًا.

البلديات: مكاتب بلا فعالية تُصدر إفادات الفقر والسكن
تحولت البلديات التي يفترض أن تكون المحرك الرئيسي لتنمية القرى والمدن إلى مجرد مكاتب بيروقراطية لإصدار إفادات الفقر والسكن دون أن تساهم في تحسين ظروف العيش أو تقديم خدمات تُلبي احتياجات السكان.

رؤساء البلديات بدورهم، بدلاً من وضع خطط تنموية أو المساهمة في حل مشكلات الأهالي، باتوا ينتظرون فقط وصول مخصصات الصندوق الجهوي، مما حوّل البلديات إلى وظائف فردية بلا أثر فعلي على الأرض.

النواب: استثمارات شخصية بدلًا من خدمة عامة
أما نواب الولاية الذين كان يُفترض أن يحملوا هموم المواطنين تحت قبة البرلمان، فقد تعاملوا مع مقاعدهم كمجرد استثمار شخصي، إذ اشتروا طريقهم إلى المناصب عبر المال والنفوذ، ثم تفرغوا لشؤونهم الخاصة.

ولم يعد يُسمع لهم صوت في قضايا الناخبين، بل يقتصر دورهم على إصدار بيانات التعزية في المناسبات الاجتماعية، مما زاد من شعور المواطنين بأنهم باتوا بلا ممثل حقيقي يتابع مشاكلهم.

المجلس الجهوي: مبنى بلا روح
لم يسلم المجلس الجهوي من نفس المصير، حيث أصبح مجرد مبنى شاهق يُعرف بين السكان بـ“أطويل ابلاظل” إذ يفتقد إلى الفعالية أو التأثير في معالجة الأزمات التي تعصف بالولاية، مثل نقص المياه، وانقطاع الكهرباء، وتدهور البنية التحتية.

عزلة المنتخبين وانفصالهم عن الواقع
ما يزيد من تعقيد الأزمة هو أن هؤلاء المنتخبين يدركون أنهم قد لا يحظون بمأمورية جديدة، ولذلك تخلصوا مبكرًا من أي التزام تجاه الناخبين وانشغلوا بمصالحهم الشخصية.

لكن في المقابل، لا يمكن تحميلهم المسؤولية وحدهم، فقد فرضتهم القبيلة والسلطة والمال على سكان الولاية، الذين يعانون اليوم من عواقب هذا الاختيار المرّ.

تفاقم الأزمات: معاناة المواطن في آدرار
نتيجة لهذا الوضع، تتفاقم معاناة المواطنين في آدرار، حيث يشهد الأهالي يوميًا مشكلات لا حصر لها، تبدأ من أزمة العطش ونقص المياه، مرورًا بانقطاع الكهرباء المتكرر، وتكدس القمامة الذي يُهدد الصحة العامة، وصولًا إلى تدهور الخدمات الصحية والتعليمية، وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة وتعقيدًا.

ما الحل؟ رؤية للخروج من الأزمة
أمام هذا الواقع المأساوي، لا بد أن يدرك المواطن البسيط أهمية دوره في اختيار ممثليه في المستقبل بعيدًا عن تأثير القبيلة والمال والنفوذ.

فالمطلوب اليوم هو وعي أكبر بحقوق المواطنين ومسؤوليات المنتخبين، وضمان محاسبة المقصرين منهم، واختيار من يسعون فعليًا لتحقيق التنمية وتحسين ظروف العيش في الولاية.

تبقى ولاية آدرار بحاجة إلى منتخبين حقيقيين يحملون هموم المواطن ويعملون على ترجمة وعودهم الانتخابية إلى واقع ملموس، بدلاً من الانشغال بالمنافع الشخصية على حساب المصلحة العامة. فالمستقبل لا يزال مفتوحًا، والتغيير يبدأ بيد المواطن.

محمد أعليوت … أطار – ولاية آدرار

زر الذهاب إلى الأعلى