الوفد البرلماني الموريتاني برئاسة صهيب يختتم زيارته الرسمية إلى الجزائر بلقاءات رفيعة المستوى

الجزائر – اختتم الوفد البرلماني الذي يقوده النائب الداه صهيب، رئيس فريق الصداقة الموريتانية الجزائرية في البرلمان الموريتاني، زيارته الرسمية إلى الجمهورية الجزائرية بلقاءات هامة مع عدد من كبار المسؤولين الجزائريين، في إطار تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، وترسيخ الشراكة البرلمانية والقطاعية بين نواكشوط والجزائر.
وقد التقى النائب الداه صهيب، يوم الاثنين، برئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، السيد إبراهيم بوغالي، حيث تم التأكيد خلال اللقاء على متانة العلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين، وضرورة العمل على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة. كما شدد الجانبان على أهمية دور الدبلوماسية البرلمانية في دعم جهود الحكومتين وتوسيع مجالات التعاون.
وفي سياق زيارته، أجرى رئيس الفريق البرلماني الموريتاني، اليوم الاثنين مباحثات مع وزير التعليم والتكوين المهني، السيد ياسين المهدي وليد، تم خلالها استعراض سبل تبادل الخبرات في مجالات التكوين المهني والتعليم الفني، والاستفادة من التجربة الجزائرية في تطوير الكفاءات والموارد البشرية.
كما التقى أيضًا وزير الصحة الجزائري، السيد عبد الحق سايحي، حيث ناقش الطرفان إمكانيات التعاون في القطاع الصحي، خصوصًا في مجالات التكوين الطبي، وتبادل الخبرات، ودعم قدرات الكوادر الصحية في البلدين.
وقد أطلع الوزير الجزائري، النائب البرلماني الداه صهيب، على الحالة الصحية للشاعر الموريتاني أبو شجة، مؤكداً أن حالته مستقرة وأنه يقيم حالياً في مدينة باتنه لقضاء فترة نقاهة بعد خروجه من المستشفى.
وأوضح الوزير خلال اللقاء الذي جمعه اليوم مع النائب صهيب ضمن الزيارة الرسمية التي يؤديها هذا الأخير للجزائر، أن الشاعر بدأ في استعادة نشاطه الإبداعي وشرع في كتابة الشعر من جديد، مما يعكس تحسناً ملحوظاً في وضعه الصحي.
وأضاف الوزير أنهم تلقوا فحوى طلب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بخصوص وضع الشاعر، وقد أصدر تعليماته بتوفير العناية اللازمة له، تقديراً لمكانته الأدبية ومكانته الخاصة لدى الأشقاء في موريتانيا.
وفي الشأن الدبلوماسي، استُقبل النائب الداه صهيب من قبل كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية في الخارج، السيد سفيان شايب، الذي مثل وزير الخارجية الجزائري الموجود خارج البلاد.
وجرى اللقاء بحضور الأمين لوزارة الخارجية السيد لوناس مقرمان، ومدير الدائرة العربية بوزارة الخارجية السيد نور الدين. خندودي، وهو سفير جزائري سابق في نواكشوط.
وتركز اللقاء على تنسيق المواقف بين موريتانيا والجزائر في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصًا في منطقة الساحل، وتعزيز الشراكة في الفضاء الإفريقي.
وجرت اللقاءات بحضور عضوي الوفد البرلماني الموريتاني، النائبين محمد سيديا الطلبة ومامادو با، بالإضافة إلى سعادة السفير الموريتاني في الجزائر، السيد سيدي محمد ولد عبد الله. كما حضر اللقاءات رئيس فريق الصداقة مع موريتانيا في البرلمان الجزائري، السيد انراب سيدي، الذي عبّر عن حرص الجانب الجزائري على الارتقاء بالعلاقات مع موريتانيا إلى آفاق أرحب.
وأكد رئيس الوفد الموريتاني، النائب الداه صهيب، في ختام الزيارة، على متانة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي بلغت أوجها في عهد الرئيسين محمد ولد الشيخ الغزواني وعبد المجيد تبون، مستشهدًا بإنشاء طريق “تندوف – ازويرات” الاستراتيجي، الذي يمثل نقلة نوعية في الربط بين البلدين، ويسهم في وصل شمال القارة بغربها وجنوبها.
وأوضح صهيب أن عمق العلاقات تجلى أيضًا في كون أول زيارة دولة أجراها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كانت إلى الجزائر، كما بادلها الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة إلى نواكشوط، مشيرًا إلى أن هناك تواصلاً مستمرًا وعلى أعلى مستوى بين الرئيسين والحكومتين.
كما نوّه بتاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين، حيث دعمت الجزائر موريتانيا في لحظات مفصلية من تاريخها، من بينها مرحلة إنشاء العملة الوطنية وتأميم شركة “ميفرما”، فضلًا عن احتضان الجزائر لأجيال من الطلاب الموريتانيين الذين تلقوا تكوينهم العلمي والمهني في جامعاتها.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن العلاقات بين موريتانيا والجزائر عميقة على المستويين الشعبي والرسمي، وهي قابلة للمزيد من التعزيز والتطوير في شتى الميادين.





