بعد ارتفاع نسب الطلاق.. المفكر علي الشرفاء يوضح أسس التعامل بين الزوجين

الموريتاني : أشارت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن معدل الطلاق بلغ 2.5 فى الألف عام 2023 مقابل 2.6 فى الألف عام 2022، وأن معدل الطلاق بالحضر بلغ 3.3 فى الألف مقابل 1.9 فى الألف بالريف عام 2023.

وبشكل عام ارتفعت معدلات الطلاق في الدول العربية في الآونة الأخيرة، وتتعلق الأسباب التي تم رصدها لهذا الارتفاع الكبير بالتعامل بين الأزواج إضافة إلى الأفكار والمعتقدات الخاطئة وأخرى تتعلق بتدخل الأهل بين الزوجين.

ويستوجب هذا الأمر ضرورة التمسك باتباع المودة والرحمة بين الأزواج ويسبق ذلك الاختيار الصحيح لكل من الزوجين.

الحفاظ على الأسرة من الطلاق
ويوضح المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، في مقال له بعنوان «العلاقة الزوجية أساسها المودة والرحمة»، معنى القوامة، وأسس التعامل بين الزوجين  مستشهدًا فيه بقول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21).. متسائلًا: كيف تتوافق الرحمة مع ضرب الزوجة؟

وقال الله أيضًا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ  وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (التغابن: 14).

وقال الله سبحانه: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ  وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء: 128).

وقال الله سبحانه: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ…) (النساء: 34).

التفضيل لا يعني التشريف
وأوضح أن التفضيل لا يعني التشريف وإنما مقاصد الآية (التكليف) والقوامة وتحميل الرجل مسؤولية الرعاية للأسرة بما ينفقه من ماله لتأمين السكن الملائم، وتكاليف المعيشة ومتطلبات الزوجة والأولاد من علاج وكسوة وتلبية متطلبات الأبناء من تعليم وتوجيه لتربيتهم تربية صالحة.
واستكمالًا للآية الكريمة قول الله سبحانه: (…وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا(34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) (النساء: 34-35)

وذكر: فقد شرع الله سبحانه في الآية (128) من سورة النساء إذا خافت الزوجة من نشوز الزوج أو الإعراض عنها والامتناع عن أداء واجبات العلاقة الزوجية؛ فالله سبحانه يأمر كلا الزوجين في حالة نشوز من أي منهما اتباع طريق الصُلح كما وصفه الله بالصلح خير.

زر الذهاب إلى الأعلى