مؤسسة رسالة السلام العالمية تشارك في ندوة دولية بجنيف تحت عنوان ( التعايش والسلم بين الأديان)…

الموريتاني : افتُتِحت اليوم في مقر الأمم المتحدة بجنيف ندوة دولية بعنوان “التعايش والسلم بين الأديان”، وذلك بحضور نخبة من الأكاديميين والشخصيات الدينية والفكرية من مختلف أنحاء العالم.

ويأتي هذا النشاط في إطار جهود الأمم المتحدة الرامية إلى تعزيز ثقافة السلام والتقارب بين الأديان والثقافات، باعتبار ذلك أحد الركائز الأساسية لتحقيق الأمن والسلم الدوليين في ظل التوترات والأزمات التي يعرفها العالم المعاصر.

وقد كانت رسالة السلام والتعايش حاضرة بقوة في هذه الندوة من خلال مداخلات كل من السادة:
• محمد الأمين الحاج رئيس مكتب رسالة السلام باسبانيا
• حي معاوية حسن رئيس مكتب رسالة السلام بالمغرب العربي وشمال وغرب أفريقيا.
• احمد محمد الأمين رئيس مكتب رسالة السلام بباريس.

وقد تمحورت مداخلات ممثلي رسالة السلام حول الإيمان بالرسل جميعاً دون تمييز أو تفريق، انطلاقاً من أن أصل الرسالات السماوية ومصدرها واحد، وأن الأديان الكبرى تحمل في جوهرها دعوة إلى الرحمة والتسامح والعدل، مع الإقرار بالتعددية الدينية باعتبارها سنة كونية وإرادة إلهية.

وافتتح السيد الحاج محمد الأمين مداخلته بتلاوة الآية الكريمة من سورة البقرة:
“آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.
مؤكداً أن الإيمان الجامع الذي يحترم جميع الرسل والكتب السماوية هو الأساس المتين الذي يجب أن تُبنى عليه جسور الحوار والتفاهم بين أتباع الديانات المختلفة.
أما الأستاذ الحاج فقد انطلق من كتاب رسالة السلام للمفكر علي محمد الشرفاء الحمادي، وقدم من خلاله عرضا عن الرؤية الصحيحة للعلاقة بين الأديان انطلاقامن القرآن الكريم.

وشدد المشاركون على أن الحوار بين الأديان ليس ترفاً فكرياً، بل ضرورة ملحة تفرضها التحديات العالمية المشتركة، من تغير المناخ إلى الهجرة والفقر وموجات التطرف. كما أكدوا أن الأديان في جوهرها تدعو إلى السلام والمحبة والتسامح، وأن استغلال الدين للتحريض على الكراهية والعنف يمثل خيانة لرسالة الأديان السماوية.

وفي السياق ذاته، شدد المشاركون على أهمية خلق منصات مستدامة للحوار بين رجال الدين والمفكرين، بالإضافة إلى ضرورة إدماج الشباب والنساء في هذه المبادرات، باعتبارهم فاعلين رئيسيين في بناء مجتمعات سلمية ومتعددة الأطياف.

واعتبر الحضور أن هذه الندوة تمثل فرصة ثمينة لتأكيد أن التقارب بين الأديان لا يعني طمس الخصوصيات العقائدية، بل الاعتراف بالاختلاف واحترامه والعمل المشترك من أجل قيم العدل والكرامة الإنسانية

زر الذهاب إلى الأعلى