منتزهات جديدة في أوجفت: دعم للسياحة أم تنافس سياسي بطابع اقتصادي؟

تعيش مقاطعة أوجفت بولاية آدرار هذه الأيام على وقع انتعاش ملحوظ في النشاط السياحي، مدفوعًا بإقبال متزايد على إقامة المنتزهات والمجالات الترفيهية، في مشهد يعكس حيوية متجددة للمنطقة، لكنه يطرح في الآن ذاته تساؤلات عن الدوافع الكامنة خلف هذه المشاريع.

فبعد افتتاح منتزه “الوزير” يوم الأحد الماضي، في حفل رسمي حضره حاكم المقاطعة وعمدة بلدية أوجفت المركزية إلى جانب السلطات الأمنية، تتجه الأنظار نحو منتزه جديد من المنتظر افتتاحه قريبًا للعميد السني عبداوه، الذي يشغل أيضًا منصب عمدة بلدية أوجفت المركزية.

بين التنمية السياحية والتنافس المحلي

اللافت في هذا الحراك هو تزامنه مع ازدياد الحضور الرسمي والإعلامي، ما يعطي لهذه المنتزهات طابعًا يتجاوز الترفيه إلى ما هو سياسي واجتماعي.

فالبعض يرى فيها محاولات جادة لتنشيط السياحة الداخلية وجذب الزوار من خارج المقاطعة، وبالتالي رفع مستوى الدورة الاقتصادية عبر توفير فرص عمل وتنشيط قطاعي الخدمات والضيافة.

لكن في المقابل، يرى مراقبون محليون أن هذا التوسع في إقامة المنتزهات قد لا يخلو من حسابات تنافسية بين شخصيات فاعلة في الساحة المحلية، خاصة في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية وتزايد الرهانات على الشعبية الميدانية.

أوجفت بين الطموح والتحدي

من المعروف أن مقاطعة أوجفت تزخر بمؤهلات طبيعية وتاريخية تجعلها وجهة سياحية واعدة في ولاية آدرار، إلا أن ضعف البنية التحتية وغياب رؤية استثمارية شاملة ظلا عائقين حقيقيين أمام تحقيق هذا الطموح.

وقد يكون هذا التحرك الجديد بداية نحو تحقيق التوازن بين العمل البلدي والتنموي، والاعتبارات السياسية والاجتماعية.

ختامًا

يبقى السؤال مطروحًا: هل ستمضي هذه المنتزهات الجديدة في اتجاه تطوير السياحة وتنشيط الاقتصاد المحلي فعليًا؟ أم ستظل مجرد محطات تنافس سياسي مغلفة بالشعارات التنموية؟
الجواب سيتوقف على مدى استمرارية هذه المبادرات، وشموليتها، وانفتاحها على شركاء محليين ووطنيين، بعيدًا عن الطابع الفردي أو الموسمي.

زر الذهاب إلى الأعلى