هل يواجه حزب الإنصاف أزمة داخلية صامتة؟

ما الذي يدفع بعض رموز حزب الإنصاف الحاكم وناشطيه، لا سيما من الصفين الثاني والثالث، إلى المشاركة في جهود تشكيل أحزاب جديدة، أحيانًا من دون استقالة أو حتى إخطار لقيادة الحزب؟ وهل أصبحت ساحته السياسية مهددة من الداخل أكثر من الخارج؟
في اجتماع مكتبه التنفيذي الليلة الماضية، ناقش الحزب بقلق تصاعد هذه الظاهرة، وتدارس سبل التعاطي مع ما وصفه بـ”خطر الأحزاب الآخذة في التشكل”، مؤكدًا ضرورة التوعية بمخاطر الانزلاق نحو كيانات سياسية ناشئة قد تُفكك الصف، وتربك قواعد الحزب الانتخابية، إذا لم يُحسن التعامل معها.
لكن، إذا كان الحزب يدرك خطورة المسار، فلماذا لم يتخذ بعدُ خطوات تنظيمية حازمة تجاه من يشاركون في تلك المبادرات السياسية الموازيـة؟ ولماذا يغيب الموقف الرسمي بشأن من ظهروا علنًا في مشاورات تشكيل أحزاب جديدة، رغم ما يحمله ذلك من رسائل سياسية مزدوجة قد تضعف الانضباط الحزبي؟
في ظل السباق المحموم نحو تأسيس أحزاب جديدة، يبرز سؤال جوهري:
هل لدى قيادة الإنصاف خطة واضحة لتحصين البيت الداخلي، أم أن الحزب يفضل التريث في مواجهة مفتوحة مع رموزه، خوفًا من تفاقم الانقسام؟
ومهما يكن الجواب، فإن المرحلة المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد قدرة الحزب الحاكم على ضبط صفوفه، وتجديد الثقة بين قياداته وقواعده، في مشهد سياسي يتغير بسرعة ويكاد لا يعترف بالولاءات الثابتة.